تصعيد لا يلغي «التهدئة»
أخر الأخبار

تصعيد لا يلغي «التهدئة»!

 فلسطين اليوم -

تصعيد لا يلغي «التهدئة»

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

لم يكن بوسع أي طرف منع المقاومة الفلسطينية، خاصة حركة الجهاد الإسلامي من إطلاق جولة تصعيد جديدة مع الاحتلال قبل أيام، ذلك أن الأمر هذه المرة، ليس مجرد انتقام من عدوان إسرائيلي متكرر وعادي، بل إن ما أقدم عليه الاحتلال في خان يونس يتجاوز العدوان إلى المس بالكرامة الوطنية الفلسطينية، من هنا كان قيام حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق جولة تصعيد جديدة استجابة لمشاعر كل الوطنيين الفلسطينيين، وكان رداً مطلوباً وضرورياً أكثر من أي وقت مضى.

مع ذلك، يمكن القول، إن إطلاق هذه الجولة، بعد أن تبين أن الرد الفلسطيني جاء سريعاً ومحدداً، إلا أنه مع ذلك كان محسوباً بدقة بحيث لا تتوسع رقعة التصعيد والانجرار إلى حرب واسعة جديدة، وفي تقديرنا أن كلا الطرفين، «الجهاد» والاحتلال كانا أكثر حرصاً على توجيه الرسائل المتبادلة من خلال ردود الفعل العسكرية، بحيث تتم الاستجابة وبسرعة لافتة للتدخلات والوساطات التي أدت في النهاية إلى وقف هذه الجولة من التصعيد، ذلك أن رسائل كل طرف من الطرفين، في واقع الأمر، كانت موجهة إلى جمهورهما، اكثر من كونها موجهة لإيذاء واسع بالطرف الآخر، الأمر الذي قد يؤدي دون إرادة أي طرف منهما، إلى توسيع التصعيد إلى حرب واسعة.

وبخلاف بعض المحللين، فقد بات من الواضح أن الاحتلال ليس في وارد شن حرب واسعة على قطاع غزة رغم كل البيانات والتصريحات الأخيرة، وليس صحيحاً، أن مثل هذه الحرب ستخدم نتنياهو والتكتل اليميني الذي يقوده، وحرب لا يمكن السيطرة على نتائجها، لا تخدم الحملة الانتخابية لنتنياهو، بل قد تعجل في مغادرته الحياة السياسية أكثر من نتائج المحاكمات التي ستعقد للنظر في ملفات فساده، إلا أن مسألة الحرب على قطاع غزة ستظل مجالاً لسجال بين مختلف القوى المتنافسة في الحلبة الانتخابية كعنوان من عناوين هذه المنافسة، وكان من اللافت، ان استطلاع الرأي الأخير، الذي تم نشر مضمونه مع إطلاق موجة التصعيد الأخيرة، أفاد وللمرة الأولى تفوق حزب «الليكود» على تكتل «ازرق ـ ابيض»، ما يشير إلى أن الرأي العام الإسرائيلي يساند نتنياهو في سياسته حول ملفات قطاع غزة.

وللحديث عن سياسة نتنياهو حول ملفات قطاع غزة، يمكن القول إن هذه السياسة ترتكز أساساً على ملف التهدئة وصولاً إلى هدنة طويلة الأمد، في سياق الحلول الإنسانية الاقتصادية، كبديل عن الحلول السياسية والأمنية، مع استخدام الذراع العسكري إذا لزم الأمر، ليس باتجاه حرب واسعة بقدر ما هو إعادة الملف الإنساني من جديد إلى الواجهة، إلا أن ذلك ليس بالأمر السهل رغم كل مزاعم التسهيلات، من خلال الجولتين السابقتين، منذ اغتيال المناضل أبو العطا، فإن مثل هذه التهدئة في ظل الظروف الراهنة، يمكن نسفها في أي لحظة في ظل غياب توافق وطني فلسطيني شامل حولها.

في هذا السياق، يمكن ملاحظة أن غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، لم تصدر أي بيان حول تفاعلات التصعيد الأخيرة، كما أن الرد الفلسطيني على المسّ بالكرامة الوطنية الفلسطينية جاء في الأساس من قبل حركة الجهاد التي حاولت بدورها أن تشير إلى أنها تملك القرار الأخير بوقف هذا التصعيد عندما أعلنت من جانب واحد، وبالتأكيد اثر الوساطات، عن وقف إطلاق النار بعد أن حققت الهدف من إطلاق هذه الجولة.

وكما كان الأمر عليه قبل هذه الجولة من التصعيد، فإن استخدام ملف قطاع غزة من قبل أركان الحملات الانتخابية الاسرائيلية ظل مستمراً بعد وقف إطلاق النار، ذلك ان السجال حول هذا الملف من شأنه ان يشكل مادة دسمة لتحديد المواقف في سياق الصراع على الناخب الإسرائيلي، وفي تقديرنا ان هذا الملف سيظل مفتوحاً حتى بعد الانتخابات القادمة، لكن في كل الأحوال، فإن ملف التهدئة سيظل هو العنوان الأساسي لجوهر السياسة الإسرائيلية حول قطاع غزة، ولن تحدث حرب واسعة إلا إذا تم فقدان السيطرة على الأوضاع من قبل الطرفين، أو أحدهما، فليس لأي طرف منهما مصلحة في حرب لن تجر إلا إلى حرب جديدة. الاحتلال يدرك أكثر من غيره، انه وفي ظل ميزان القوى القائم فإن الانتصار في هذه الحرب غير وارد على الإطلاق حتى لو تم تدمير قطاع غزة، ذلك أن كلفة هذه الحرب ستكون أكثر مما يحتمله الاحتلال، وهذا هو الفصل الأساسي الذي من شأنه أن يجعل ملف التهدئة والتوصل إلى تهدئة كبديل عن هذه الحرب، هو السائد حتى بعد الانتخابات القادمة وتشكيل حكومة جديدة بصرف النظر عمن يشكلها!

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

هل تؤدي صفقة ترامب ـــ نتنياهو إلى "الدولة الواحدة"؟

إسرائيل: الانتخابات والحرب على قطاع غزة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصعيد لا يلغي «التهدئة» تصعيد لا يلغي «التهدئة»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 11:50 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل 5 شواطئ في المملكة العربية السعودية

GMT 19:04 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

كيف تعلمي طفلك الصبر؟

GMT 09:43 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تطلق سيارتها "سي إل أس"الجديدة والمميزة

GMT 19:49 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

أرامكو تنفذ صفقة الاستحواذ على 70% من سابك

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 09:11 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسباب نجاح مسلسلات السيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمّة

GMT 22:38 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

هل يمكن تنفيذ التعليم الاستيعابي الجيد بتكلفة بسيطة؟

GMT 14:48 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:19 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ترامب يكشف الحقيقة‎

GMT 13:04 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

معلول يكشف أن معدن لاعب "الأهلي" يظهر وقت الأزمات

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday