تصعيد لا يلغي «التهدئة»
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

تصعيد لا يلغي «التهدئة»!

 فلسطين اليوم -

تصعيد لا يلغي «التهدئة»

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

لم يكن بوسع أي طرف منع المقاومة الفلسطينية، خاصة حركة الجهاد الإسلامي من إطلاق جولة تصعيد جديدة مع الاحتلال قبل أيام، ذلك أن الأمر هذه المرة، ليس مجرد انتقام من عدوان إسرائيلي متكرر وعادي، بل إن ما أقدم عليه الاحتلال في خان يونس يتجاوز العدوان إلى المس بالكرامة الوطنية الفلسطينية، من هنا كان قيام حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق جولة تصعيد جديدة استجابة لمشاعر كل الوطنيين الفلسطينيين، وكان رداً مطلوباً وضرورياً أكثر من أي وقت مضى.

مع ذلك، يمكن القول، إن إطلاق هذه الجولة، بعد أن تبين أن الرد الفلسطيني جاء سريعاً ومحدداً، إلا أنه مع ذلك كان محسوباً بدقة بحيث لا تتوسع رقعة التصعيد والانجرار إلى حرب واسعة جديدة، وفي تقديرنا أن كلا الطرفين، «الجهاد» والاحتلال كانا أكثر حرصاً على توجيه الرسائل المتبادلة من خلال ردود الفعل العسكرية، بحيث تتم الاستجابة وبسرعة لافتة للتدخلات والوساطات التي أدت في النهاية إلى وقف هذه الجولة من التصعيد، ذلك أن رسائل كل طرف من الطرفين، في واقع الأمر، كانت موجهة إلى جمهورهما، اكثر من كونها موجهة لإيذاء واسع بالطرف الآخر، الأمر الذي قد يؤدي دون إرادة أي طرف منهما، إلى توسيع التصعيد إلى حرب واسعة.

وبخلاف بعض المحللين، فقد بات من الواضح أن الاحتلال ليس في وارد شن حرب واسعة على قطاع غزة رغم كل البيانات والتصريحات الأخيرة، وليس صحيحاً، أن مثل هذه الحرب ستخدم نتنياهو والتكتل اليميني الذي يقوده، وحرب لا يمكن السيطرة على نتائجها، لا تخدم الحملة الانتخابية لنتنياهو، بل قد تعجل في مغادرته الحياة السياسية أكثر من نتائج المحاكمات التي ستعقد للنظر في ملفات فساده، إلا أن مسألة الحرب على قطاع غزة ستظل مجالاً لسجال بين مختلف القوى المتنافسة في الحلبة الانتخابية كعنوان من عناوين هذه المنافسة، وكان من اللافت، ان استطلاع الرأي الأخير، الذي تم نشر مضمونه مع إطلاق موجة التصعيد الأخيرة، أفاد وللمرة الأولى تفوق حزب «الليكود» على تكتل «ازرق ـ ابيض»، ما يشير إلى أن الرأي العام الإسرائيلي يساند نتنياهو في سياسته حول ملفات قطاع غزة.

وللحديث عن سياسة نتنياهو حول ملفات قطاع غزة، يمكن القول إن هذه السياسة ترتكز أساساً على ملف التهدئة وصولاً إلى هدنة طويلة الأمد، في سياق الحلول الإنسانية الاقتصادية، كبديل عن الحلول السياسية والأمنية، مع استخدام الذراع العسكري إذا لزم الأمر، ليس باتجاه حرب واسعة بقدر ما هو إعادة الملف الإنساني من جديد إلى الواجهة، إلا أن ذلك ليس بالأمر السهل رغم كل مزاعم التسهيلات، من خلال الجولتين السابقتين، منذ اغتيال المناضل أبو العطا، فإن مثل هذه التهدئة في ظل الظروف الراهنة، يمكن نسفها في أي لحظة في ظل غياب توافق وطني فلسطيني شامل حولها.

في هذا السياق، يمكن ملاحظة أن غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، لم تصدر أي بيان حول تفاعلات التصعيد الأخيرة، كما أن الرد الفلسطيني على المسّ بالكرامة الوطنية الفلسطينية جاء في الأساس من قبل حركة الجهاد التي حاولت بدورها أن تشير إلى أنها تملك القرار الأخير بوقف هذا التصعيد عندما أعلنت من جانب واحد، وبالتأكيد اثر الوساطات، عن وقف إطلاق النار بعد أن حققت الهدف من إطلاق هذه الجولة.

وكما كان الأمر عليه قبل هذه الجولة من التصعيد، فإن استخدام ملف قطاع غزة من قبل أركان الحملات الانتخابية الاسرائيلية ظل مستمراً بعد وقف إطلاق النار، ذلك ان السجال حول هذا الملف من شأنه ان يشكل مادة دسمة لتحديد المواقف في سياق الصراع على الناخب الإسرائيلي، وفي تقديرنا ان هذا الملف سيظل مفتوحاً حتى بعد الانتخابات القادمة، لكن في كل الأحوال، فإن ملف التهدئة سيظل هو العنوان الأساسي لجوهر السياسة الإسرائيلية حول قطاع غزة، ولن تحدث حرب واسعة إلا إذا تم فقدان السيطرة على الأوضاع من قبل الطرفين، أو أحدهما، فليس لأي طرف منهما مصلحة في حرب لن تجر إلا إلى حرب جديدة. الاحتلال يدرك أكثر من غيره، انه وفي ظل ميزان القوى القائم فإن الانتصار في هذه الحرب غير وارد على الإطلاق حتى لو تم تدمير قطاع غزة، ذلك أن كلفة هذه الحرب ستكون أكثر مما يحتمله الاحتلال، وهذا هو الفصل الأساسي الذي من شأنه أن يجعل ملف التهدئة والتوصل إلى تهدئة كبديل عن هذه الحرب، هو السائد حتى بعد الانتخابات القادمة وتشكيل حكومة جديدة بصرف النظر عمن يشكلها!

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

هل تؤدي صفقة ترامب ـــ نتنياهو إلى "الدولة الواحدة"؟

إسرائيل: الانتخابات والحرب على قطاع غزة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصعيد لا يلغي «التهدئة» تصعيد لا يلغي «التهدئة»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday