نتنياهو ينافس نتنياهو
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

نتنياهو ينافس نتنياهو !

 فلسطين اليوم -

نتنياهو ينافس نتنياهو

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

قرر الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بعد انتصاف ليل الثلاثاء والأربعاء، وخلافاً لكل التوقعات، تمديد مهلة التفويض الممنوحة لزعيم أزرق - أبيض غانتس لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة وذلك في أعقاب طلب مزدوج من قبل هذا الأخير ونتنياهو، في محاولة أخيرة للتوصل إلى حكومة طوارئ او حكومة وحدة وطنية، ويعزو ريفلين هذا التطوّر الغريب إلى أنّ هذا الطلب المشترك من الخصمين يشير إلى احتمالات كبيرة لتوصلهما إلى تفاهمات جعلتهما قريبين جداً من التوصل إلى اتفاق عليه منحهما فرصة من خلال التمديد لفترة زمنية ليومين إضافيين تنتهي منتصف الأربعاء / الخميس ولتلافي التوجه إلى اقتراحات تشريعية رابعة.

هذه التطورات التي حدثت في الساعات الأخيرة حول المساعي لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، تعكس سياقات تتجاوز "المعقول" في السياسات المعهودة والمتعارف عليها حتى في ظل "فانتازيا" السياسة الإسرائيلية، فليس من المنطقي أن يطلب الخصم السياسي مهلة تمديد التكليف لمنافسه، كما فعل نتنياهو لصالح غانتس، وليس من المعقول في السياق السياسي أنّ الشخصية المكلفة وهي غانتس في هذه الحالة تجهد لتشكيل حكومة يقودها خصمه السياسي، وهو ليس مجرّد خصم وهو نتنياهو في هذه الحالة، ذلك أن كل جهد تحالف "أزرق- أبيض" أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة كان ينصب ويتركّز أساساً تحت شعار واحد : "إسقاط نتنياهو" بينما كل الجهود الآن في سياق التعاون بين الخصمين تجري لتأكيد رئاسة نتنياهو لتشكيل هذه الحكومة بصرف النظر عن اسمها.

الساعات القليلة التي تفصلنا مع نهاية فترة التمديد القصيرة ستكون حاسمة بالتأكيد، وهناك احتمال، ولو محدود بأن ينجح غانتس بتشكيل الحكومة بزعامة نتنياهو قبل نهاية الموعد المحدد على ضوء ما تناقلته أوساط هذا الأخير من أنّ هناك تسوية قيد التبلور تقضي بتنازل الليكود عن مطالبه بشأن تركيبة لجنة تعيين القضاة، هذه المطالبة التي أدت إلى فشل المساعي السابقة لتشكيل الحكومة مقابل إعلان علني موثق من قبل غانتس أنه لن يكون مستحقاً لتولي رئاسة الحكومة في حال منعت المحكمة العليا الاسرائيلية نتنياهو من تولي المنصب والتوجه إلى انتخابات جديدة.

عنوانان أساسيان لهذه التسوية المفترضة، الأول يتعلق بالمحكمة العليا التي رفضت بالفعل "النظر" في مسألة تكليف نتنياهو لتشكيل الحكومة الجديدة، وهو رفض "تقني" أساساً لأن المحكمة أشارت إلى أن رفضها هذا يعود الى أن نتنياهو لم يكلف بعد بتشكيل الحكومة، وأن صلاحياتها تقضي بالنظر في هذه المسألة عند التكليف وليس قبل ذلك، وهذا يعني أنّ مسألة النظر في الدعوى مؤجلة إلى حين التكليف الفعلي لنتنياهو وليس قبل ذلك، ولهذا يضع نتنياهو الشرط المتعلق بمنع غانتس من تشكيل الحكومة في حال قضت المحكمة العليا بعدم جواز تكليفه، الأمر الذي من شأنه في ظل هذه التسوية أن لا يتقدم غانتس أو غيره من الحلفاء إلى المحكمة بمثل هذه الدعوى، لأن غانتس لن يكون مستحقاً للتكليف بديلاً عن نتنياهو.

أمّا العنوان الثاني لهذه التسوية المفترضة فتتعلق باحتمالات التوجه إلى انتخابات تشريعية رابعة، وهو خيار لا بد منه في حال فشل الخصمين في تشكيل حكومة في الوقت المحدد، ومن الواضح أنّ هذا الخيار هو الأفضل لنتنياهو ويشكل ضاغطاً إضافياً على غانتس للتوصل إلى تشكيل حكومة، فهذه الانتخابات مضمونة تماماً لصالحه حسب آخر استطلاعات الرأي، والتي أشارت إلى أنّ تكتّل اليمين بزعامة نتنياهو سيحصل على 62 مقعداً من بينها 41 مقعداً ليكود، بينما يحصل حزب مناعة إسرائيل بزعامة غانتس بالتحالف مع حزب العمل بزعامة بيرتس على 16 مقعداً بينما تحصل القائمة المشتركة على 15 مقعداً وتظل ثالث حزب في إسرائيل من حيث قوتها العددية، لكنها ستصبح أقل تأثيراً بما لا يقاس في ظل حكومة يمينية مستقرة ومتماسكة.

قد يهمك أيضا :  

   من أجل الأسرى: مبادرة "الغموض البنّاء"!

زمن الـ«كورونا»: لماذا يستهدف الوباء الأميركيين السود أكثر من البيض؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو ينافس نتنياهو نتنياهو ينافس نتنياهو



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday