السودان حقيقة موقف حكومة حمدوك من مقامرة «البرهان»
آخر تحديث GMT 16:30:17
 فلسطين اليوم -

السودان: حقيقة موقف حكومة حمدوك من مقامرة «البرهان»!

 فلسطين اليوم -

السودان حقيقة موقف حكومة حمدوك من مقامرة «البرهان»

هاني حبيب
بقلم :هاني حبيب

بعد ساعات من أداء القسم كوزيرة للخارجية السودانية في التاسع من الشهر التاسع العام الماضي، وفي أول تصريح لها ورداً على أسئلة الصحافيين، قالت أسماء محمد عبد الله إن "الوقت الراهن غير مناسب لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل" لكنها أضافت، إن أولويات وزارتها ستكون إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب من خلال بحث هذا الملف والحوار مع الولايات المتحدة،

وعادت الوزيرة لتؤكد هذا الموقف في ردها على سؤال من قبل صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أثناء مشاركتها في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الحكومة الانتقالية السودانية عبد الله حمدوك، قائلة إن السودان لن يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل "حالياً" وذلك أثناء الزيارة الأولى التي يجريها رئيس الحكومة الانتقالية الجديدة أوائل الشهر العاشر من العام الماضي بداية من العاصمة الفرنسية. إشارتنا إلى هذه الأقوال والتصريحات والمواقف، بأن مسألة اقامة علاقات دبلوماسية بين السودان وإسرائيل، هي مسألة وقت، ليس في "الوقت الراهن" ولا "حالياً" ولكن

الأمر مفتوح على المستقبل في سياق ازالة السودان من قائمة الإرهاب الاميركية بالتفاهم والحوار مع واشنطن، هذه المواقف تمت من قبل رئيس الحكومة الانتقالية الذي كان شاهداً على تصريح وزيرة خارجيته، وبالتالي فإن حمدوك ووزيرته مسؤولان عن هذه التصريحات والمواقف، والأمر لا يتعلق فقط بمجلس السيادة السوداني ورئيسه عبد الفتاح البرهان، الذي باشر عملية التطبيع بين الخرطوم

صاحبة اللاءات الثلاث والدولة العبرية بداية من العاصمة الاوغندية عنتيبي وبتوقيعه الشفهي مع نتنياهو، قبل يومين. إن حديث الحكومة المدنية في السودان، حول المفاجأة، وربما الصدمة من هذا التطور، هو حديث منافق أشد النفاق، ذلك ان اشاراتنا السابقة حول المواقف المعلنة، تؤكد أن هذا التطور الخطير تم بتفاهم وقناعات المستويات المدنية والعسكرية، الحكومة ومجلس السيادة في

الخرطوم، وان الإعداد لهذا الحدث الخطير تم منذ تشكيل الحكومة السودانية وبالتوافق التام مع المجلس العسكري.

إن هذا التطور الخطير، لا يشكل طعنة نجلاء في ظهر الشعب الفلسطيني، فحسب، بل هو أيضاً، وبالضرورة طعنة في قلب الشعب السوداني الشقيق، لأنه يضرب في الصميم مصالح الشعب السوداني مباشرة، فهناك بعض الدول العربية التي أقامت اتفاقات وعلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، تحت شعارات السيادة والمصالح، غير أن هذه الدول لا تزال تعاني من الفقر والفاقة وتراجع مستويات

التنمية، ولم ينقذها الاعتراف بإسرائيل من براثن التخلف كما بررت هذه العلاقات، أما بالنسبة للسودان الذي ما زال يعيش مرحلة انتقالية بعد إسقاط البشير، فإن من شأن هذا التطور تعقيد الوضع الداخلي بما لا يفسح مجالا حقيقياً للتخلص من تبعات الماضي.

وإذا لم يكن هذا التطور الخطير ليشكل مفاجأة، فإن التوقيت لإعلانه، اثر صفقة ترامب ـ نتنياهو، وبعد انعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وانعقاد منظمة التعاون الاسلامي، والخروج بمواقف داعمة لفلسطين في المواجهة مع صفقة القرن، وقبل ايام قليلة من انعقاد مؤتمر الاتحاد الإفريقي في الكونغو، حيث سيناقش صفقة ترامب ـ نتنياهو، هذا التوقيت يشير الى أن المواقف

المعلنة اذا لم تتوازَ مع آليات عملية للمواجهة ولدعم الشعب الفلسطيني، تظل مجرد شعارات تهدف الى التغطية على المواقف الحقيقية، علماً أن السودان كان قد اتخذ موقفاً مؤيداً للرؤية الفلسطينية لمواجهة الصفقة، سواء لدى اجتماعات مجلس الجامعة العربية، او من خلال الموافقة على بيان منظمة التعاون الإسلامي!

قد يهمك أيضا :  

إسرائيل: حملات انتخابية تتجاهل التحقيقات مع نتنياهو وتركز على الفلسطينيين!

   صفقة القرن: إعلان خطير.. لكنه ليس تاريخياً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان حقيقة موقف حكومة حمدوك من مقامرة «البرهان» السودان حقيقة موقف حكومة حمدوك من مقامرة «البرهان»



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday