الصحة العالمية كمنافس لأميركا في إنتاج الدواء واللقاح
أخر الأخبار

"الصحة العالمية" كمنافس لأميركا في إنتاج الدواء واللقاح!

 فلسطين اليوم -

الصحة العالمية كمنافس لأميركا في إنتاج الدواء واللقاح

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

التفسير الوحيد الذي أجمع عليه معظم المراقبين والمحللين للقرار الثأري الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف تمويل منظمة الصحة العالمية أنّ ذلك يعود بشكلٍ أساسي إلى فشله في التعامل مع أزمة الوباء، وتحميل العديد من المراقبين بمن فيهم الأميركيون أنفسهم ترامب مسؤولية التأخير في تبني الخطط والخطوات اللازمة والمناسبة التي كان من شأنها الحد من تفشي الوباء في أميركا التي باتت بسبب هذا الفشل البؤرة المركزية لتفشي هذا الوباء على صعيد العالم.

كان من الممكن الحد من انتشار هذا الوباء وتفشيه على نطاق واسع في الولايات المتحدة، لو أنّ الرئيس ترامب استمع إلى نصائح منظمة الصحة العالمية، بدلاً من أن يُحملها مسؤولية فشله في إدارة الأزمة والالتزام بتعليمات منظمة الصحة العالمية بدلاً من وضعها في موضع كبش فداء للتغطية على أخطائه وخطاياه، كان الأجدى دعم هذه المنظمة التي تقوم وتلتزم بمقاومة مختلف الأمراض والأوبئة كـ"الايبولا وشلل الأطفال والملاريا وسارس والإنفلونزا" على مختلف تسمياتها إضافة إلى "كورونا" بطبيعة الحال.

وكان ترامب استهان وقلل من مخاطر هذا الوباء مع بداية انتشاره، وعندما بدأت منظمة الصحة العالمية بدق ناقوس الخطر في الخامس من كانون الثاني وقامت بإصدار إيجازات يومية لمسؤولي الصحة في كل دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة، إلاّ أن الرئيس الأميركي لم يلتقط سوى ما نشرته المنظمة في الرابع عشر من الشهر ذاته، نقلاً عن دراسة صينية بعدم وجود أدلة واضحة عن انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان آخر، لكي يعتمد عليها بعد شهرين أو أكثر لتبرير قراره الانتقامي بوقف الدعم الأميركي المالي للمنظمة علماً أنّ لهذه الأخيرة مستحقات سابقة على الولايات المتحدة تُقدّر بـ200 مليون دولار دون الأخذ بالاعتبار أنّ الاختبارات والفحوصات مع بداية ظهور هذا الوباء هي التي أدّت إلى انتظار وقت ملائم للتوصل إلى أنّ هذا الوباء بالفعل ينتقل من إنسان إلى آخر.

ورغم أنّ ترامب ادّعى متهماً المنظمة بالتعاون مع الصين وتبني موقفها إزاء تطورات الوباء وتفشيه إلاّ أنه نفسه سبق وتغزّل بالصين وموقفها إزاء الوباء والتعامل مع تطوراته، ووفقاً لما نشره موقع فضائية "الحرة" في الخامس والعشرين من كانون الثاني الماضي وعلى لسان ترامب فقد قال، إنّ الصين تقوم بمحاولات جادة للتصدي للوباء، ثم أعقب ذلك مشيداً بالرئيس الصيني قائلاً، باسم الشعب الأميركي أريد أن اشكر الرئيس شي "الرئيس الصيني شي جين بينغ"، مضيفاً في نفس تغريدته، الصين تعمل بجد لاحتواء فيروس كورونا والولايات المتحدة تقدر حقاً جهودها وشفافيتها.

في السابع من الشهر الجاري، أعربت الصين عن تقديم كل دعمٍ ممكن للولايات المتحدة في حربها ضد الوباء، كما تقدّم حاكم نيويورك أندرو كومو بالشكر للحكومة الصينية على مساعدتها والتبرع بألف جهاز تنفس صناعي للولاية.

لكن لماذا تأخر ترامب في اتخاذ قراره الثأري ضد منظمة الصحة العالمية والصين؟!
في تقديرنا أنّ الأمر يتجاوز تحميل فشله وعجزه للآخرين، مع أنّ ذلك صحيح تماماً إذ إننا نرى أن ذلك يعود بدرجة لا يمكن الاستهانة بها إلى أنّ الرئيس ترامب يريد أن تحتكر بلاده إنتاج وترويج الأدوية واللقاحات الخاصة بهذا الوباء، بينما منظمة الصحة العالمية تعلن أنّ هناك 70 لقاحاً للفيروس التاجي قيد التطوير على مستوى العالم وإن من أهم الشركاء في عملية الإنتاج شركات صينية وبعضها يتركز في هونغ كونغ، ولعلّ إصدار مجموعة من الخبراء في هذا المجال لبيان عبر موقع منظمة الصحة العالمية يتضمن التعهّد بالتعاون معاً في ظل تنسيق وإشراف منظمة الصحة العالمية للمساعدة في التوصل إلى لقاء ضد وباء "كوفيد ــ 19"، الأمر الذي من شأنه أن يوقف أي تفرّد يريده ترامب كسبق أميركي احتكاري في هذا المجال.

إن منظمة الصحة العالمية التي تقوم بتنظيم وتنسيق والإشراف على الجهود الدولية من أجل التوصل إلى أدوية ولقاحات ضد هذا الوباء تعتبر منافساً أكيداً لجهد أميركي منفرد ومنعزل واحتكاري في سياق المنافسة على صناعة وترويج هذه الأوبئة واللقاحات، ما يبرر بالنسبة لترامب هذه المواجهة مع المجتمع الدولي عبر وقف الدعم المالي للمنظمة.

قد يهمك أيضا : 

  كذبة المساواة : «كورونا» ينتقي ضحاياه من الفقراء والمشردين!

زمن «كورونا»: حرب أسعار النفط وبدائل «أوبك»!
     

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحة العالمية كمنافس لأميركا في إنتاج الدواء واللقاح الصحة العالمية كمنافس لأميركا في إنتاج الدواء واللقاح



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أناقة ياسمين صبري على الشاطئ من الأبيض الكلاسيكي إلى الألوان المبهجة وجولات الموضة لا تتوقف

القاهرة ـ فلسطين اليوم
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 10:29 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتشف اليوم خيوط مؤامرة تحاك ضدك في العمل

GMT 19:20 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

طاجن الدجاج بالبطاطا والبصل

GMT 17:52 2017 الجمعة ,27 كانون الثاني / يناير

الجيش يتعادل أمام أم صلال في الجولة الـ18 من دوري نجوم قطر

GMT 17:50 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

إذاعة صوت العرب تستضيف هاني شنودة الأربعاء

GMT 22:25 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

تعرّف على أحداث الحلقة السادسة من مسلسل "الهيبة"

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday