منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

منظومة الفساد تقود إلى حكومة "الضم" وإنقاذ نتنياهو

 فلسطين اليوم -

منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو

هاني حبيب
بقلم :هاني حبيب

وأخيراً، نجح نتنياهو عبر ثلاث جولات انتخابية وتهديد برابعة في تشكيل حكومته الجديدة، الأكبر والأضخم من حيث عدد وزرائها الـ36 ونواب الوزراء وعددهم 16 ومبنى إضافي لسكن القائم بأعمال الحكومة وميزانية ضخمة لهذا العدد الكبير من كبار الموظفين، كل هؤلاء مجندون لهدف واحد وحيد هو إنقاذ نتنياهو عبر الحكومة الجديدة من براثن القضاء الذي بدوره تمت الإطاحة به على مذبح الاتفاق بين غانتس الساذج ونتنياهو الحاذق المخادع.

تحالف المتهم بالرشوة نتنياهو وسارق الأصوات غانتس، حسب تعبير رئيس تحرير صحفية «هآرتس» ألوف بن، سيمهد الطريق أمام تنفيذ صفقة القرن خاصة فيما يتعلق بضم وإعلان السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت، وذلك بالتوازي مع توجيه ضربة قاسمة لمؤسسة القضاء في إسرائيل وضرب أحد أهم مرتكزات ما تسمى الديمقراطية الإسرائيلية.

شهدت الفترة التي كانت تجري فيها المفاوضات أثناء تكليف غانتس بتشكيل الحكومة أول مظاهر ميزان القوة لصالح نتنياهو عندما اكتفى غانتس بوعود نتنياهو الشفهية اعتمدها الأول بالادعاء بأن هناك تقدماً واضحاً إزاء التفاوض لتشكيل الحكومة، كي يتبين بعد وقتٍ قصير أنّ هذه الوعود الشفهية ما كانت إلاّ لهدفٍ واحد تم تحقيقه وإنجازه وهو تهشيم تحالف «أزرق - أبيض» ونزع سلاح غانتس المتمثل بهذا التحالف وعودة هذا الأخير للمفاوضات دون حلفائه، وبعد ما كان قد تشدد إزاء رفضه لعملية ضم وسيادة إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت إلاّ بتفاهمات وتعديلات تجري بالاتفاق مع الولايات المتحدة، فقد تنازل عن هذا الشرط وقيل عندها إنه تمت إزالة أهم الملفات التي كانت تعترض التشكيل، لكي يتبين لاحقاً أنّ غانتس لم يكن مصراً على هذا الملف إلاّ بصفة تكتيكية ذلك أن الملفات العالقة الأخرى كانت أهم بكثير من هذا الملف، وفي السياق تم انكشاف وتأكيد حقيقة موقف «أزرق - أبيض» كتكتل يميني بامتياز إزاء ما يتعلق بالقضية الفلسطينية عموماً وتنفيذ صفقة القرن الأميركية على وجه الخصوص.

كان أمام نتنياهو خياران كل منهما لمصلحته المباشرة، تشكيل حكومة بشروطه أو التوجه لانتخابات جديدة، أمّا غانتس فكان ظهره إلى الحائط وليس أمامه سوى خيار واحد سيئ وهو ما جرى الاتفاق عليه مؤخراً أي تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو حتى دون ضمانات راسخة ومؤكدة لمناوبته الرئاسية التالية بعد عامٍ ونصف العام.

من السذاجة المدهشة الثقة بنتنياهو هذه حقيقة يعلمها الجميع في الطيف السياسي والحزبي في إسرائيل من حلفاء وأصدقاء وخصوم وأعداء لنتنياهو، مع ذلك فإن الساذج غانتس وقع في الفخ وكأنه دون ذاكرة مثلما الحال مع «ذاكرة السمكة» التي تعود لتلتقط الصنارة بعدما رأت مرات عديدة كيف تم اصطياد الأسماك الأخرى بنفس هذه الصنارة، وبعد مرحلة الوعود الشخصية جرت المفاوضات من خلال تدوين التفاهمات على الورق لكن هذا الأمر لن يؤثر على قدرة نتنياهو الحاذق والمخادع على النكوص والعودة عن كل ما تم تدوينه من هنا فالمشكلة لا تتعلق بانعدام الثقة بينهما بقدر قدرة نتنياهو على التلاعب بحليفه وخصمه غانتس.
يبرر غانتس للمقربين منه، استجاباته المتلاحقة غير المفهومة لاشتراطات نتنياهو ما أدّى مؤخراً لتشكيل الحكومة، أنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية الذهاب لانتخابات رابعة وهو مبرر غير منطقي على الإطلاق ذلك أن من يتحمل هذه المسؤولية نظرياً وعملياً هو نتنياهو ولا أحد غيره، فموقفه المبني على مصلحة شخصية هو الذي أدى إلى الجولات الثلاث السابقة للانتخابات وكذلك تهديده بانتخابات رابعة، علماً أنّ كل ذلك لم يؤدِ سوى إلى مزيد من الأصوات لصالح نتنياهو والقوى اليمينية التي يتزعمها، هذه القوى التي أكدت خلال الجولات الانتخابية أنها تريده زعيماً مرتشياً ومتلاعباً وكاذباً ومتهماً بقضايا فساد ومستغلاً لوباء الـ»كورونا» من ناحية وسذاجة خصمه من ناحية ثانية.

قد يهمك أيضا : 

  خيارات نتنياهو الافتراضية !

هكذا استغلّ نتنياهو «كورونا» لصالحه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday