منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو
آخر تحديث GMT 19:08:29
 فلسطين اليوم -

منظومة الفساد تقود إلى حكومة "الضم" وإنقاذ نتنياهو

 فلسطين اليوم -

منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو

هاني حبيب
بقلم :هاني حبيب

وأخيراً، نجح نتنياهو عبر ثلاث جولات انتخابية وتهديد برابعة في تشكيل حكومته الجديدة، الأكبر والأضخم من حيث عدد وزرائها الـ36 ونواب الوزراء وعددهم 16 ومبنى إضافي لسكن القائم بأعمال الحكومة وميزانية ضخمة لهذا العدد الكبير من كبار الموظفين، كل هؤلاء مجندون لهدف واحد وحيد هو إنقاذ نتنياهو عبر الحكومة الجديدة من براثن القضاء الذي بدوره تمت الإطاحة به على مذبح الاتفاق بين غانتس الساذج ونتنياهو الحاذق المخادع.

تحالف المتهم بالرشوة نتنياهو وسارق الأصوات غانتس، حسب تعبير رئيس تحرير صحفية «هآرتس» ألوف بن، سيمهد الطريق أمام تنفيذ صفقة القرن خاصة فيما يتعلق بضم وإعلان السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت، وذلك بالتوازي مع توجيه ضربة قاسمة لمؤسسة القضاء في إسرائيل وضرب أحد أهم مرتكزات ما تسمى الديمقراطية الإسرائيلية.

شهدت الفترة التي كانت تجري فيها المفاوضات أثناء تكليف غانتس بتشكيل الحكومة أول مظاهر ميزان القوة لصالح نتنياهو عندما اكتفى غانتس بوعود نتنياهو الشفهية اعتمدها الأول بالادعاء بأن هناك تقدماً واضحاً إزاء التفاوض لتشكيل الحكومة، كي يتبين بعد وقتٍ قصير أنّ هذه الوعود الشفهية ما كانت إلاّ لهدفٍ واحد تم تحقيقه وإنجازه وهو تهشيم تحالف «أزرق - أبيض» ونزع سلاح غانتس المتمثل بهذا التحالف وعودة هذا الأخير للمفاوضات دون حلفائه، وبعد ما كان قد تشدد إزاء رفضه لعملية ضم وسيادة إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت إلاّ بتفاهمات وتعديلات تجري بالاتفاق مع الولايات المتحدة، فقد تنازل عن هذا الشرط وقيل عندها إنه تمت إزالة أهم الملفات التي كانت تعترض التشكيل، لكي يتبين لاحقاً أنّ غانتس لم يكن مصراً على هذا الملف إلاّ بصفة تكتيكية ذلك أن الملفات العالقة الأخرى كانت أهم بكثير من هذا الملف، وفي السياق تم انكشاف وتأكيد حقيقة موقف «أزرق - أبيض» كتكتل يميني بامتياز إزاء ما يتعلق بالقضية الفلسطينية عموماً وتنفيذ صفقة القرن الأميركية على وجه الخصوص.

كان أمام نتنياهو خياران كل منهما لمصلحته المباشرة، تشكيل حكومة بشروطه أو التوجه لانتخابات جديدة، أمّا غانتس فكان ظهره إلى الحائط وليس أمامه سوى خيار واحد سيئ وهو ما جرى الاتفاق عليه مؤخراً أي تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو حتى دون ضمانات راسخة ومؤكدة لمناوبته الرئاسية التالية بعد عامٍ ونصف العام.

من السذاجة المدهشة الثقة بنتنياهو هذه حقيقة يعلمها الجميع في الطيف السياسي والحزبي في إسرائيل من حلفاء وأصدقاء وخصوم وأعداء لنتنياهو، مع ذلك فإن الساذج غانتس وقع في الفخ وكأنه دون ذاكرة مثلما الحال مع «ذاكرة السمكة» التي تعود لتلتقط الصنارة بعدما رأت مرات عديدة كيف تم اصطياد الأسماك الأخرى بنفس هذه الصنارة، وبعد مرحلة الوعود الشخصية جرت المفاوضات من خلال تدوين التفاهمات على الورق لكن هذا الأمر لن يؤثر على قدرة نتنياهو الحاذق والمخادع على النكوص والعودة عن كل ما تم تدوينه من هنا فالمشكلة لا تتعلق بانعدام الثقة بينهما بقدر قدرة نتنياهو على التلاعب بحليفه وخصمه غانتس.
يبرر غانتس للمقربين منه، استجاباته المتلاحقة غير المفهومة لاشتراطات نتنياهو ما أدّى مؤخراً لتشكيل الحكومة، أنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية الذهاب لانتخابات رابعة وهو مبرر غير منطقي على الإطلاق ذلك أن من يتحمل هذه المسؤولية نظرياً وعملياً هو نتنياهو ولا أحد غيره، فموقفه المبني على مصلحة شخصية هو الذي أدى إلى الجولات الثلاث السابقة للانتخابات وكذلك تهديده بانتخابات رابعة، علماً أنّ كل ذلك لم يؤدِ سوى إلى مزيد من الأصوات لصالح نتنياهو والقوى اليمينية التي يتزعمها، هذه القوى التي أكدت خلال الجولات الانتخابية أنها تريده زعيماً مرتشياً ومتلاعباً وكاذباً ومتهماً بقضايا فساد ومستغلاً لوباء الـ»كورونا» من ناحية وسذاجة خصمه من ناحية ثانية.

قد يهمك أيضا : 

  خيارات نتنياهو الافتراضية !

هكذا استغلّ نتنياهو «كورونا» لصالحه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday