القوة الناعمة بين فؤاد حداد وحياة الفهد
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

القوة الناعمة: بين فؤاد حداد وحياة الفهد!

 فلسطين اليوم -

القوة الناعمة بين فؤاد حداد وحياة الفهد

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

إثر هزيمة حزيران 1967 أصدر الشاعر المصري من أصل شامي كما يقول فؤاد حداد عن نفسه ديواناً يحمل عنوان "من نور الخيال وصنع الأجيال في تاريخ القاهرة". مضمون الأشعار لا يقلل من تأثيرات الهزيمة على الشعوب العربية، لكنها بالمقابل ترى فيها جولة في معركة طويلة لا بد لها أن تنتهي إلاّ بالانتصار، وما يهمنا في هذه الفترة بالذات الإشارة إلى أنّ هذا الديوان يتضمن إحدى أهم القصائد التي تتغنى بالبعد القومي العربي للقضية الفلسطينية وهي القصيدة التي تغنى بها السيد مكاوي "الأرض بتتكلم عربي" والتي اعتبرها النقاد نبوءة الشاعر التي مهدّت لحرب أكتوبر / تشرين الأول عام 1973 في حين اعتبرها البعض أنها توجت انتماء العرب لقوميتهم وأثرت في الشارع العربي أكثر من كافة خطابات القادة العرب حول القومية العربية بما فيها خطابات جمال عبد الناصر، ما يشير إلى أنّ الأدب باعتباره شكلاً من أشكال القوة الناعمة قادر على تأصيل الأمة إلى قوميتها ودلالة على تأثيرها في التمسك بالقيم الأصيلة رغم الهزيمة وتأثيراتها.

ورداً على اجتياح جنود الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، أصدر فؤاد حداد ديواناً يجمع فيه قصائده من دواوينه السابقة حول فلسطين تصدرته القصيدة التي يقول فيها: ولا في قلبي ولا عينيّا إلاّ فلسطين، وأنا العطشان مليش مية إلا فلسطين، ولا تشيل أرض رجليّا وتنقل خطوتي الجاية إلاّ فلسطين. وهي كذلك ما تغنى بها الموسيقار سيّد مكاوي.
ربما القليل منا يعرف أن الشاعر فؤاد حداد تغنى بأشعاره بانتصار أكتوبر - تشرين الأول 1973، إلاّ أنه مع ذلك استدرك محذراً ومتخوفاً من نتائج هذه الحرب، عندما يقول "في الجو بذر استعماري خايف ينبت على حدودي" إلاّ أنّ الموت عاجل الشاعر، ولو ظل حياً ربما لاستدرك مجدداً ذلك أن البذر الاستعماري لم ينبت على الحدود، كما جاء في قصيدته بل في قلب داخل هذه الحدود العربية ذاتها.

ولعلّ أبرز تعبير عن هذه البذور الاستعمارية التي نبتت داخل البيت العربي وفي غرفة نومه تحديداً كان من خلال بعض المسلسلات التي تبث خلال شهر رمضان الجاري في سياق مد درامي تطبيعي تجاوز كل ما سبق من خطوات تطبيعية على المستوى المتعلق بالقوة الناعمة، فالتطبيع الرسمي من قبل بعض الأنظمة العربية لم يتحوّل على الإطلاق تطبيعاً شعبياً، فشلت الاتفاقات الرسمية مع الاحتلال الاسرائيلي في تطبيع الوجدان العربي للقبول بدولة الاحتلال، وظلت الشعوب تحارب هذا التطبيع وتواجهه بكل السبل.

صحيح أنّ العلَم الاسرائيلي رفع في بعض العواصم العربية من خلال مؤتمرات ومباريات، إلاّ أنّ ذلك لم يؤثر على صلابة الموقف الشعبي العربي في مواجهة التطبيع، وعلينا أن نعترف أنّ استخدام الدراما كقوة ناعمة في هذا السياق يشكل الخطر الأكبر الداهم، متجاوزاً كل ما سبق من خطوات تطبيعية مع الاحتلال، كون هذه القوة الناعمة تتوجه متسللة إلى الأفراد والجماعات فرداً فرداً وجماعة جماعة، مستخدمةً كل أدوات التضليل الدرامي والتزييف التاريخي لتسويق أفكار المؤسسة السياسية، وتشكل اختراقاً خطيراً للوعي العربي بالقضية الفلسطينية عبر تضليل ممنهج سلس ومحفّز لتشويه قضية فلسطين ومقاومة شعبها وانتمائها العربي، واحتيالاً منظماً على مجموعة القيم العربية الأصيلة التي ظلت تضع فلسطين في جوهر اهتماماتها والدفاع عنها وعن شعبها المقاوم.

والفارق بين نموذج فؤاد حداد، وغيره العديد من الشعراء والأدباء الذين لم يتساوقوا مع الهزيمة بل واجهوها وتحدوها مع آمال بانتصار قادم، أمّا مسلسلات "أم هارون" و"مخرج 7" وأبطالهما حياة الفهد وناصر القصبي فتشكلّ سقوطاً قيمياً وأخلاقياً لأبعد الحدود ليس لأنها اخترقت الوعي العربي، أو حاولت فحسب، ولكن لأنها اختلقت الأحداث وزيفت التاريخ لهدف تضليل المتلقي، واصطفت إلى جانب الرواية الصهيونية، لتسويق رؤية للتطبيع ولاجتياح المجتمع العربي في قيمه وأصالته.

قد يهمك أيضا : 

 لوائح الاتهام "المفترضة" ضد نتنياهو !

  نتنياهو: من رئاسة الحكومة.. إلى رئاسة الدولة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة الناعمة بين فؤاد حداد وحياة الفهد القوة الناعمة بين فؤاد حداد وحياة الفهد



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday