بقلم - حسن المستكاوي
** يرغب الأهلى الليلة فى التهام «تورتة» الدورى، والاحتفال بالبطولة التى حققها بعد طريق صعب وشاق. ويريد الزمالك حشو تلك «التورتة» بالمسامير، فيكون التهاما مؤلما.. كما أن فوز الزمالك يعنى مصالحة لجماهيرة وقوة دفع لانطلاق الموسم الجديد، فيما سيكون فوز الأهلى بمثابة تأكيد على تفوقه هذا الموسم فى الدورى، وأنه ليس صحيحا أن اللقب كان إهداء من أخطاء الزمالك..!**فى جميع الأحوال تظل لمباراة القمة أهميتها، بغض النظرعن حسم سباق البطولة لصالح الأهلى.. وهى المباراة رقم 118 فى الدورى بينهما، ورقم 234 فى كل المسابقات.. فقد لعبا أيضا 31 مباراة فى كأس مصر و5 فى السوبر المصرى و6 فى كأس السلطان، و42 مباراة فى دورى منطقة القاهرة و9 فى بطولات إفريقيا و23 مباراة ودية.** هل تستحق مباراة الأهلى والزمالك هذا الاهتمام؟يرى البعض أنها لا تستحق وأنها مباراة عادية لكن أسباب الاهتمام بلقاء القمة تاريخية فهما أكبر فريقين مصريين وعربيين وإفريقيين، وعندما كانا يلتقيان فى مطلع القرن العشرين لم تكن بعض الأندية فى الشرق الأوسط قد ظهرت إلى الوجود ثم إنهما يحتكران البطولات المحلية أو يتنافسان على ألقابها غالبا. ثم أيضا إنها ظاهرة عربية وعالمية ففى كل دولة نجد ما يساوى الأهلى والزمالك وتخصص كل الصحف مساحات وملاحق عند لقاء الفرق الكبيرة.** يقول أساتذة الدراما: «إن مفتاح الدراما القوية التى تشد أنظار المتفرجين وتحبس أنفاسهم، هى التى يتخاصم فيها طرفان على مستوى واحد من القوة.. » والتدريبات فى كوكب كرة القدم ولدت فى معظمها لأسباب طبقية أو دينية أو أيديولوجية وسياسية، أو لأسباب اجتماعية. ولكن ديربى الأهلى والزمالك ولد لقوة المنافسة بين الفريقين فى النصف الأول من القرن العشرين، وولدت تحديدا شعبية الناديين من بطن المنافسة القوية بينهما فى أول 40 سنة من عمرهما، فكانا يتبادلان السيطرة والفوز بالبطولات فى مسابقات ذاك الوقت، دورى منظقة القاهرة، وكأس السلطان حسين، وكأس مصر، بجانب المباريات الودية بينهما. وكان الفريقان ضمن أقوى فرق مصر، ففى 8 ديسمبر 1928 كتبت مجلة «أخبار مصر» المصورة تقول: «ظهرت فى مصر أربع فرق متينة التكوين ثلاث منها فى القاهرة، وهى الأهلى والمختلط والترسانة، وواحدة فى الإسكندرية وهى الاتحاد وكل منها يتألف من عناصر قوية تهدد الفرق الباقية بالخطر.**وكان حسين حجازى من أسباب زراعة الخصومة بين الأهلى والزمالك بانتقاله بين الفريقين. وكان حسين بك حجازى هو النجم الأول، وقد لعب للأهلى وللمختلط (الزمالك ). وفى نوفمبر عام 1926 نشرت مجلة الألعاب خبرا ينفى إشاعة انتقال حجازى من الأهلى وكان الخبر فى صورة استدعاء للاعبى النادى للتدريب ويخاطب اللاعبين بالأعضاء، لأنهم أعضاء بالفريق وبالنادى وجاء فيه: «ردا على إشاعة استقالة حجازى ورد لنا الآتى من النادى الأهلى: حضرة العضو المحترم قد تحدد يوما الإثنين والاربعاء من كل أسبوع لتمرين فريقى النادى الأحمر والأبيض، فنرجوكم التكرم بالحضور للنادى فى اليومين المذكورين من الساعة الثالثة تماما ولا يجوز لأى عضو التأخير عن التمرين فى هذين اليومين بدون إخطار سكرتير الكرة بذلك وإبداء أسباب قوية لامتناعه عن التمرين وسيتولى رئيس فريق النادى حجازى بك إدارة التمرين»..!** الليلة مباراة قمة، ومباراة كبيرة، ومباراة يجب أن نحتفل بها دائما، وأن نتطور فنحسن تصدير دربى الأهلى والزمالك إلى الإقليم، وإلى إفريقيا كما باع الإسبان كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة.. ولنتذكر جميعا أن من لا يدرس التاريخ ولا يفهمه فلن يفهم أبدا الحاضر..!