أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل

 فلسطين اليوم -

أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل

بقلم-عماد الدين حسين

خلال اللقاء مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» مع الصحفيين والإعلاميين المصريين مساء الجمعة الماضى بالقاهرة، أكثر من استخدام الآيات القرآنية، فى مواضع متعددة.
وحينما انتهى اللقاء، وقف الرئيس الفلسطينى وصافح الحاضرين. قلت له مداعبا: «من يسمعك تتلو هذه الآيات الكثيرة، قد يتشكك فى انتمائك للإخوان!!!».
الرجل ضحك بصوت عال، وكان يقف بجانبى فى تلك اللحظة كل من محمود مسلم وأحمد المسلمانى وثروت الخرباوى. أبومازن سألنى: سنك كام؟ قلت له ٥٤ عاما تقريبا. ضحك كثيرا وقال لى عمرى ٨٣ عاما وأعرف الإخوان وخطرهم وأساليبهم قبل أن تولد أنت بسنوات!!.
فى هذا اللقاء قال أبومازن أن رأيه أن الإخوان يعملون بوضوح مع الأمريكيين، وصار لهم وجود وتمثيل بالكونجرس والبنتاجون والبيت الأبيض، وانتقل معظم قادتهم من لندن وبرلين إلى أمريكا «كلهم يعملون مع بعض، والله يعيننا».
فى تقدير أبومازن فإن حركة حماس الإخوانية صارت تخدم المصالح الإسرائيلية، فما يجرى تنفيذه الآن هو وعد بلفور الحقيقى، وعلينا ألا ننسى أن أمريكا هى من فرضت الوعد ووضعته فى ميثاق عصبة الأمم، وفرضته على صك الانتداب، أما بريطانيا فكانت هى الواجهة التى تولت التنفيذ. جوهر الوعد الآن حسب أبومازن هو إلغاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، ومنع عودة اللاجئين، وفرض حكم ذاتى فى الضفة، ولا مانع من إقامة حتى امبراطورية فى غزة، وللأسف فإن حماس تساعدهم فى ذلك، حينما ترفض إتمام المصالحة.
يكشف أبومازن عما يراه أمرا غريبا: «البعض من العرب يرسل أموالا لحماس عبر إسرائيل. حماس ترسل بعض هذه الأموال لأنصارها فى الضفة، حتى ينفذوا عمليات ضد إسرائيل، فتقوم الأخيرة بضربنا أو حصارنا أو تجويعنا أو حجز أموالنا نحن!».
يضيف: «المفارقة أن الأموال التى نرسلها لحماس يستولون عليها ويعطونها لأنصارهم، ويبيعون الكهرباء والمياه والدواء للناس ويأخذون الأموال لهم، هم لا ذمة لهم، وأنتم المصريون أكثر الناس الذين جربتموهم هؤلاء «فالشيخ واحد للفريقين هنا وهناك!!».
أبومازن يعود بالذاكرة للوراء، ويقول حينما كنا نعد للانتخابات التشريعية عام ٢٠٠٦، رفضت إسرائيل فى البداية أن تجريها فى القدس، وقلت لهم لا انتخابات من دون القدس الشريف، ففوجئت بقيادى حماس محمود الزهار يقول ما هى المشكلة.. القدس ليست مكة، حتى نعلق الانتخابات عليها، فقلت له وقتها: مكة مقدسة لنا، والقدس أيضا لها مكانة دينية ورمزية وسياسية».
فى لقاء سابق قبل عامين حكى لنا محمود عباس أنه أخبر الأمريكيين والإسرائيليين والمصريين بأن حماس ستفوز بانتخابات ٢٠٠٦ وأنه يريد التأجيل لشهور قليلة، حتى تستعد حركة فتح جيدا، لكن المفاجأة أن الأمريكيين هددوه بقطع الاتصالات معه إذا أجّل، أما المفاجأة فكانت أن إسرائيل وافقت على إجراء الانتخابات فى القدس الشرقية، وسمحت لحماس بعمل الدعاية أيضا!.
قبل نهاية اللقاء قال أبومازن إنه يشعر أحيانا أن الآية الكريمة: «يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَقُوا اللَهَ لَعَلَكُمْ تُفْلِحُونَ»، نزلت أساسا لتخاطب الفلسطينيين فى محنتهم.
يقول أبومازن، إن أحد مشاكلنا هى الغوغائية والشعارات الفارغة من أى مضمون. نحن نريد عملا حقيقيا. فلسطين لن يحررها فقط هتاف: «على القدس رايحين بالملايين»، بل أن ندرس العدو ونفهم كيف نفكر!.
قد نكون ضعفاء الآن، لكن لن نقبل بأى حل غير عادل، ولن أفرط فى القدس حتى أرضى الأمريكيين، ولن أنهى حياتى خائنا.
المفارقة أنه بينما كان أبو مازن بالقاهرة، اقتحم خمسة مجهولين مقر تلفزيون فلسطين الرسمى فى حى تل الهوى جنوبى غزة، والعبث بمحتوياته، تبعه انتقاد كبير من «فتح» لحماس، وانتهى بإغلاق حماس جميع مكاتب فتح بالقطاع حتى إشعار آخر.
أبومازن قال لنا خلال اللقاء إنه سيوقف تحويل الـ٩٦ مليون دولار الشهرية لحماس إذا لم يقبلوا بالمصالحة، وإذا ضغطت بعض الأطراف العربية على حماس ومن يمولهم ويوجههم، فسوف يتوقفون فورا عن تعطيل المصالحة، التى تصب فقط فى صالح إسرائيل.
بعدها قررت السلطة سحب ممثليها من معبر رفح، وأرسلت حماس جنودها، ولا أحد يعلم ما هى الخطوة التالية، لكن المؤكد أن المصالحة بينهما تجمدت حتى إشعار آخر.
وبغض النظر عن من المخطئ ومن المصيب فيهما، فالمؤكد أكثر أن إسرائيل هى الفائز الوحيد فى هذا العبث غير المفهموم بين فتح وحماس.!!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday