قوة ترامب الأمريكية للخير أم لمن يدفع
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

قوة ترامب الأمريكية للخير أم لمن يدفع؟

 فلسطين اليوم -

قوة ترامب الأمريكية للخير أم لمن يدفع

بقلم-عماد الدين حسين

فى بداية كلمة وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو لمصر والمنطقة العربية التى ألقاها فى مقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عصر يوم الخميس الماضى قال نصا: «سأكون صريحا ومباشرا اليوم: إن أمريكا هى قوة للخير فى الشرق الأوسط».
فى تقديرى ــ وأظن فى تقدير كثيرين ــ أن هذا القول ينبغى أن يخضع لنقاش عميق، حتى تكون الصورة صحيحة.
كان يمكن تقبل هذا القول على مضض فى أى وقت، غير هذا الوقت الذى يدير فيه الولايات المتحدة الرئيس الحالى دونالد ترامب.
تحدثت بالأمس عن الترجمة السياسية لخطاب بومبيو، فيما يتعلق بالمنطقة، واليوم أناقش فكرة «قوة الخير الأمريكية».
من سوء حظ بومبيو أن غالبية كلمات وتعبيرات وتويتات وتصريحات رئيسه ترامب، تصطدم تماما مع ما قاله بأن بلاده هى قوة للخير فى الشرق الأوسط.
وحتى يكون كلامى واضحا، فأنا أفرق تماما بين سياسات وأفعال وشعارات إدارة ترامب وبين أمريكا كدولة ومجتمع.
قوة الخير الأمريكية موجودة وحاضرة فى مجالات كثيرة، ومنها الجامعة الأمريكية بالقاهرة التى مر على تأسيسها مائة عام. وقوتها الخيِّرة موجودة فى الجامعات ومراكز الأبحاث الكثيرة، التى تقدم للإنسانية أفكارا واختراعات متعددة.
هى موجودة فى التكنولوجيا، التى قلبت حياة العالم رأسا على عقب، وموجودة فى هوليوود وقوتها الناعمة، بل موجودة فى المطاعم وآخر صيحات الموضة، ومجالات أخرى كثيرة.
هذا ما يخص أمريكا الدولة والمجتمع، التى يقصدها ملايين الناس، ويتمنون السفر إليها، أو الدراسة والإقامة فيها، بل يضبط البعض مواعيد ولادة أطفالهم هناك، ليحصلوا على جنسيتها أو حتى الإقامة، وأحيانا يتمنون مجرد زيارتها، ليقولوا: «لقد زرنا أمريكا».
لكن سياسات وتصريحات ترامب وإدارته، مختلفة ومتصادمة مع غالبية القيم والأفكار والاتجاهات السابقة. ومن سوء حظ بومبيو أن ترامب وقبل أقل من أسبوع، أعلن فى تبرير قراره بالانسحاب من سوريا أنها «أرض الرمل والموت، وليس أرض الثروات الضخمة».
ومنذ بداية حملته الانتخابية فإن إحدى صفات ترامب أنه صريح حد الصدمة، والرجل لا يخفى أفكاره، وخلال عامين كاملين، أو ربما أكثر فقد رفع ترامب شعار: نحن موجودون فى أى مكان بالعالم لمن يدفع لنا، لدرجة أن البعض اعتبر هذا الأمر يحول القوات الأمريكية إلى مرتزقة.
قبل شهور أعلن ترامب أنه سوف ينسحب من سوريا وحينما أعلنت السعودية معارضتها لهذه الخطوة، قال لهم: «إذا عليكم أن تدفعوا مقابل بقائنا فى سوريا»!!!.
وفى أوائل أكتوبر الماضى كان ترامب فى غاية السفور وهو يطلب من السعودية أن تدفع مقابل حمايتها، وقال وقتها تعبيرا صدم كثيرين: «قلت صراحة للملك سلمان إنه لن يظل فى الحكم لأسبوعين من دون دعم الجيش الأمريكى لذلك عليك أن تدفع».
ما فعله ترامب مع السعودية، لم يكن خاصا بها فقط، بل كرره مع كثيرين. هو هدد حلف الأطلنطى بأن عليه أن يتحمل عبئا ماليا أكبر. هو أيضا طالب اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا، بأن تدفع أكثر مقابل الحماية العسكرية الأمريكية.
إذا علينا أن نفرق كثيرا بين قوة الخير الأمريكية المتمثلة فى المجتمع الأمريكى، وسياسات إدارة ترامب، التى تتعامل بأن كل شىء ينبغى أن يتحول إلى سلعة، لها ثمن محدد ينبغى أن يتم دفعه.
سيقول البعض أن إدارة ترامب لها مبادئ يمينية، وداعمة لإسرائيل، وضد المهاجرين. نعم هذا صحيح، لكنها وهى تتعامل مع منطقتنا، لا ترى فيها إلا إسرائيل وثروات ضخمة لا يستحقها أصحابها!!!، ونقل ترامب سفارته للقدس العربية المحتلة ودعم الكيان الصهيونى من دون حدود، ويريدنا أن نتقاتل مع إيران على أسس طائفية فقط، بما لا يفيد إلا تل أبيب.
مرة أخرى أمريكا قوة للخير فى العديد من المجالات العلمية والطبية والفنية والتكنولوجية، لكن فيما يتعلق بسياسات ترامب فى منطقتنا فهى موجهة لخدمة إسرائيل أولا ولمن يدفع مقابل الخدمة ثانيا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة ترامب الأمريكية للخير أم لمن يدفع قوة ترامب الأمريكية للخير أم لمن يدفع



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday