أزمة اقتصادية عالمية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

أزمة اقتصادية عالمية

 فلسطين اليوم -

أزمة اقتصادية عالمية

بقلم-عماد الدين حسين

هناك أزمة اقتصادية عالمية تلوح فى الأفق، يعتقد البعض أنها حدثت بالفعل، ونعيش آثارها.
أبرز ملامح هذه الأزمة هى تزايد القروض عموما، وبالأخص فى أوروبا، هناك أيضا المزيد من فرض الضرائب الجديدة، أو زيادة ما هو موجود، وبالتالى فإن غالبية الناس، سوف يضطرون للعمل أكثر، كى يحافظوا على نفس مستويات دخولهم الحالية، ثم أن الموازنات العامة لغالبية الدول قد تشهد المزيد من العجوزات، وهو الأمر المرشح أن يحدث أيضا فى صناديق المعاشات الكبرى.

ترجمة ذلك عمليا أن الحوافز والامتيازات التى كان يحصل عليها العاملون والموظفون سوف تقل، وبالتالى يشعر الناس، بالأزمة.
أوضح إشارة على هذه المخاوف ما عبر عنها الخبير الاقتصادى العالمى ــ المصرى الأصل ــ محمد العريان يوم الإثنين الماضى، حينما حذر من أن الأسواق المالية قد تشهد مزيدا من التقلبات والتذبذب فى العام الجديد ٢٠١٩، لكنه استبعد، تعرض الاقتصاد العالمى لحالة ركود فى المدى البعيد.
العريان وهو مصرى الأصل، ويعمل الآن كبير المستشارين الاقتصاديين لدى شركة اليانز للتأمين، كتب مقالا نشرته «فوكس نيوز صنداى» وعرضه موقع «سى إن إن» صباح الإثنين الماضى، جاء فى مقاله أن هناك ثلاثة أسباب لتوقعاته باستمرار التذبذب فى العام الجديد، أولها أن الأسواق لا تحب حالة عدم اليقين المتزايد فى الاقتصاد العالمى، خصوصا فى أوروبا والصين، وثانيا إن البنوك المركزية لم تعد تشترى الأوراق المالية، ولم يعودوا يبقون أسعار الفائدة منخفضة. والعامل الثالث فى رأى العريان هو ان «وول ستريت» أو سوق المال الأمريكية، غيرت موقفها، فلم يعد الأمر يتعلق بشراء الأسهم، بل بعمليات البيع وهو ما يزيد من تقلبات السوق من خلال التداول الإلكترونى، بما يؤدى إلى مزيد من عمليات البيع، وبالتالى الارتفاع المبالغ فيه.

يضاف إلى العامل الثالث الأزمة الناشبة فى الولايات المتحدة بسبب انتقاد الرئيس دونالد ترامب الدائم لمحافظ البنك الفيدرالى الأمريكى جيروم باول، بسبب إصرار الأخير على رفع أسعار الفائدة. العريان يرى أن ترامب، قد يكون محقا فى تخوفاته، التى يراها تؤثر على الانتعاش الأمريكى الحالى، لكن المشكلة، أن الهجوم يمس بقوة بفكرة استقلال البنك المركزى الأمريكى أو «الاحتياطى الفيدرالى».
ملامح هذه الأزمة أو لنقل تداعياتها بدأت تضرب فى الكثير من مناطق العالم، وشهدنا فى منطقتنا ما تعرضت له كل من تركيا وجنوب إفريقيا، وعلى مسافة بعيدة ما تعرضت له الأرجنتين.
ربما يكون النموذج التركى، هو الأوضح للتدليل على هذه الأزمة، رغم أنه ليس الوحيد.
تركيا قدمت ما اعتقد البعض أنه تجربة غير مسبوقة فى النمو منذ بداية الألفية الجديدة، وهذا النمو، هو الذى مكّن حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان من الاستمرار فى الحكم حتى الآن.

فجأة اكتشفنا أن التجربة ورغم نجاحها الظاهر تحمل العديد من مواطنى الحلل الجوهرية، التى تتمثل أساسا فى تراجع الإنتاج فى أشكال مختلفة، وارتفاع نسبة الديون سواء كانت على الحكومة والموازنة العامة أو حتى على القطاع الخاص.
وكالة «بلومبيرج» الاقتصادية الأمريكية كشفت قبل أيام أنه فى نهاية أغسطس الماضى بلغ حجم ديون الشركات التركية غير المالية 331 مليار دولار، أى ما يقرب من ثلاثة أضعاف أصولها من العملات الأجنبية.
نتيجة ذلك أن الليرة التركية شهدت انخفاضات قياسية قبل شهور، وصلت إلى ٤٠٪ من قيمتها. وتزامن ذلك مع صدام أمريكى تركى على خلفية احتجاز أنقرة لرجل الدين الأمريكى برانسون بحجة دعمه لفتح الله جولن خصم الرئيس التركى اللدود. وفى النهاية رضخ أردوغان وأفرج عن برانسون. كما أنه خضع أيضا لمطالب البنك المركزى التركى برفع أسعار الفائدة، حتى يحافظ على الليرة، ويمنع المزيد من انهيار قيمتها.
شىء من ذلك مع الفارق حدث فى جنوب إفريقيا وانهار «الراند» قبل أن ترفع الحكومة أيضا أسعار الفائدة أيضا.
إحدى نتائج ذلك أن الاستثمارات الأجنبية خصوصا الساخنة منها أى الاستثمار فى «أدوات الدين» بدأت تقل، وتتجه لمن يعطى فائدة أعلى، وبالطبع فكلما ارتفعت أسعار الفائدة تراجعت نسبة الاستثمارات.
السؤال: كيف سيكون تأثير كل ذلك علينا فى المنطقة العربية؟!

نقلًا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة اقتصادية عالمية أزمة اقتصادية عالمية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday