لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين؟!.

 فلسطين اليوم -

لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين

بقلم-عماد الدين حسين

الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يعد قادرا على إخفاء ضيقه من مستوى بعض المسئولين، وما حدث خلال مداخلاته فى افتتاح المشروعات القومية من محطة معالجة مياه الصرف الصحى بالجبل الأصفر السبت الماضى كان ذروة هذا الضيق.
كنت موجودا فى خيمة الاجتماع، وسمعت كلمات الرئيس ورأيت انفعالاته.
الرئيس وجه بعض الأسئلة لمحافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، عن حجم ميزانية صندوق العشوائيات بالمحافظة وهل ستغطى المرحلة الثانية مشروع تطوير المناطق العشوائية، ودخل المحافظة، وعدد مشروعات الكبارى التى تم تنفيذها؟. من سوء حظ المحافظ أنه لم يجب.
لكن الخطأ الأكبر أن نركز على هذه الحكاية الفرعية، ونهمل الموضوع الجوهرى، وهو مستوى المسئولين فى العديد من المواقع التنفيذية.
الرئيس قال للمحافظ: «أنا مقصدش حاجة بس انت هتقعد مع مواطنين، وهتتكلم معاهم، فلازم تبقى عارف كل حاجة عشان ترد، ولازم أقولهم بصرف كذا، والدولة بتعمل كذا، وده أقصى حاجة عندنا، ولا بد للمسئول أن يكون عنده سياق يتكلم فيه، خاصة أن ما حدث من غضب الناس فى ٢٠١١، لعدم وجود سياق للحديث مع الناس فى واقعهم».
الرئيس أكد أكثر من مرة أنه لا يقصد بالمثال محافظ القاهرة تحديدا، بل يوجه حديثه لجميع المسئولين، ثم خاطب المحافظ مرة أخرى: «تصدق وتؤمن بالله.. أنا عارف دخل مصر كام بالحتة، ده شغل ولازم تعرف كل جنيه فى محافظتك، وإزاى تعظمه وتكتره عشان تحل المشكلات».
طبعا سيصبح هذا اليوم الأسوأ فى تاريخ اللواء خالد عبدالعال، الذى أعرف طيبته ودأبه فى العمل منذ كان مديرا لأمن القاهرة، وأتمنى أن يتجاوزه فورا وينظر للأمام. لكن مرة ثانية لنحاول أن نناقش الأمر من زاوية موضوعية وليس شخصية.
قبل أن يوجه الرئيس أسئلته للمحافظ، كان قد قاطع العديد من المسئولين، طالبا منهم أن يتحدثوا فى سياق القضايا بصورة مختلفة.
لنحاول أن نفهم طبيعة المشكلة!.
ما يحدث فى كثير من هذه المؤتمرات المشابهة، أن المسئول يمسك بورقة مكتوبة بلغة شبه جافة ويلقيها بطريقة سردية، وهى طريقة أغلب الظن أنها لن تصل إلى الناس خصوصا البسطاء، لأنها رتيبة وتقليدية.
الرئيس قاطع أكثر من مسئول فى أكثر من مناسبة، وطلب منهم التحدث مع الناس بطريقة مختلفة. ظنى أن الرئيس لم يكن يريد من المحافظ، أو أى مسئول الإجابة 
فقط على الأسئلة، بل الفهم العام للقضية، ووضعها فى سياق المجتمع وظروفه.
وبالتالى يصبح السؤال: وهل المسئولون قادرون على أداء هذا الأمر؟!.
بالطبع هناك بعض الوزراء قادرون بحكم أن لديهم إمكانيات علمية وشخصية تؤهلهم، لكن الغالبية لا تملك ذلك، وهنا يصبح السؤال لماذا؟!.
لكى يكون الوزير أو المسئول كما يريده الرئيس، فالأمر يتطلب أولا ثقافة موسوعية، وفهما عاما وكبيرا وشاملا للسياق الذى نعيش فيه، ثم مؤهلات شخصية مثل طريقة الإلقاء وفن التأثير فى الناس ولغة الجسد، والأهم من كل ذلك أن يكون الكلام صادقا ويمس حياة الناس لكى يصدقوه وتؤثر فيهم.
للأسف الشديد لا نملك الكثير من هذه النوعية فى العديد من المجالات لأسباب يطول شرحها منها انهيار منظومة التعليم طوال العقود الماضية، لكن الأهم هو غياب الحاضنات الطبيعية التى تقوم بتفريخ هؤلاء المسئولين.
المتهم الرئيسى فى هذه القصة هو غياب أو ضعف تأثير الأحزاب والمؤسسات السياسية الفاعلة والنقابات والمجتمع المدنى الذى يمد الدول والحكومة بالكوادر المؤهلة.
ترجمة ذلك أن المسئول قد يكون حاصلا على أرفع المؤهلات الدراسية، والعديد من درجات الماجستير أو الدكتوراه من أرقى الجامعات العالمية، لكنه لا يستطيع إقناع عشرة مواطنين بسطاء بقضية عادلة!.
هو لم يتدرب على ذلك، ولم يحتك بالجمهور، ولا يستطع ربط الأمور ببعضها البعض. فى حين أن السياسيين المحترفين خصوصا فى الغرب يكسبون العديد من القضايا الخاسرة.
هذه المشكلة ليس سببها الإعلام، بل المناخ العام والمتمثل أساسا فى ضعف التعليم أولا، ثم فى غياب المؤسسات السياسية والفنية التى ترفد الحكومة بالكوادر، والإداريين المحترفين. والنتيجة الختامية هو وجود مسئولين كثيرين، يتمتعون بكل الصفات الأخلاقية والشهامة والطيبة والجدعنة لكنهم ليسوا مؤهلين فى مثل هذه المناصب. مثل هؤلاء ليسوا فقط معوقين، تماما للعمل العام، بل ويتحولون إلى «كعب أخيل» الذى تنفذ منه كل السهام الطائشة والقاتلة!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday