حتى لا تتكرر المأساة فى الجزائر
آخر تحديث GMT 11:34:38
 فلسطين اليوم -

حتى لا تتكرر المأساة فى الجزائر

 فلسطين اليوم -

حتى لا تتكرر المأساة فى الجزائر

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك احتمال أن تصل قوى مؤمنة بالديمقراطية والتعددية للحكم فى الجزائر، أم يقفز المتطرفون لمراكز السلطة، بعد التطورات الدرامية التى انتهت بتقديم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لاستقالته من منصبه مساء الثلاثاء الماضى؟!.
هذا السؤال يفترض أن يشغل المنطقة بأكملها، لما يمثله من أهمية استراتيجية كبرى. 
الملاحظة الاساسية أن من قاد الحراك الشعبى فى الجزائر خلال الأسابيع الماضية، كانت قوى متنوعة، ليست منظمة، وأغلبها من الشباب اليائس من الأوضاع الصعبة. وبالتالى، فإنه حينما يتم الاحتكام لأى انتخابات، فإن المرشح للفوز فيها هى القوى المنظمة والممولة فقط، كما حدث فى التجربة المصرية نهاية عام ٢٠١٢. 
إذا السؤال هو: ومن هى القوى السياسية الرئيسية المنظمة فى الجزائر الآن؟!
هناك قوتان أساسيتان الأولى حزب السلطة وهو جبهة التحرير، الذى يقود البلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام ١٩٦٢، ومعه بعض الأحزاب الصغيرة المتناثرة. هذا الحزب لعب دورا تاريخيا عظيما فى استقلال الجزائر، لكنه تحول تقريبا فى النهاية إلى حزب سلطة، يعانى من كل الأمراض التى تعانى منها أحزاب السلطة، فى المنطقة العربية والعالم الثالث!!
القوة الأخرى المنظمة هى أحزاب وتنظيمات الإسلام السياسى التى كانت كامنة فى السنوات الأخيرة، لكن يمكنها إعادة تنظيم نفسها بسرعة، خصوصا أن هناك قوى إقليمية ودولية مستعدة لدعمها بالمال والاعلام، حتى يكتمل امتداد الخط الإخوانى فى بلدان المغرب المعربى. وبجانب هاتين القوتين، هناك أحزاب يسارية وامازيغية، تقاطع الانتخابات منذ سنوات، ويصعب تقييم قوتها الحقيقية، وإن كانت فقدت جانبا كبيرا من شعبيتها لأسباب متعددة. 
فى اللحظة الراهنة فإن تيار الإسلام السياسى هو الاقوى فى المغرب العربى. هو الذى يقود الحكومة المغربية عبر حزب العدالة والتنمية، وهو الشريك الرئيسى واللاعب الأبرز فى تونس عبر حركة النهضة، وهو الأكثر تأثيرا فى العاصمة الليبية طرابلس عبر ميليشياته المسلحة والدعم التركى القطرى، هو لا يحكم فى موريتانيا لكنه مؤثر.
تيار الإسلام السياسى، لم يكن له وجود ملموس فى الحراك الشعبى الأخير، مثلما كان عليه الحال فى الأيام الأولى لمظاهرات ٢٥ يناير ٢٠١١ فى مصر، لكن السؤال هو ماذا سيكون دورهم حينما تتوقف المظاهرات، وتبدأ الانتخابات قريبا؟!
المراقبون لاحظوا أن قادة التيار الإسلامى يحاولون اللحاق بالحراك الشعبى الذى فاجأهم تماما. ويوم ٢٤مارس الماضى أصدر خمسة من قادة هذا التيار، فى جبهة الإنقاذ ــ التى يقودها عباس مدنى المقيم حاليا فى قطر ــ بيانا أشادوا فيه بالحراك الشعبى. واستخدموا فيه لغة تصالحية، خلافا لخطابهم المتشدد. لكنهم دعوا إلى الحذر ممن سموهم «سارقى الثورات»، وعدم الوقوع فى فخ الإٍقصاء، وهى إشارة مهمة بالنظر إلى أن غالبية مكونات هذا التيار محظورة، بفعل ضلوعها فى عمليات العنف والإرهاب خلال «العشرية السوداء» التى أعقبت وقف الانتخابات البرلمانية التى تقدم فيها الإسلاميون نهاية عام 1991.
فى المقابل كان ملحوظا للمراقبين أن واجهة الإخوان، وهى حركة «حمس» مارست لعبة القفز بين مختلف المواقع!!.
هى دخلت فى علاقة مع مؤسسة الرئاسة، وروجت لفكرة التمديد لبوتفليقة، مقابل بعض الإصلاحات، ثم حاولت الالتحاق بالحراك بعد نجاحه، وطالبت بتنحى بوتفليقة وأعوانه وتسليم السلطة بصورة سلسة، ثم دعت المؤسسة العسكرية لأداء «دور مرافق ومساعد لمخطط الانتقال السياسى فى البلاد».
سيقول البعض وهل نلوم الاسلاميين أو غيرهم على حال البلاد الآن، أو إذا فازوا فى انتخابات حرة، أم نلوم الاستبداد والفساد الذى أوصل البلاد إلى هذه الحالة، وهيأ التربة للمتطرفين والغوغائيين لدغدغة مشاعر الجماهير؟!
الإجابة واضحة، وهى أنه لولا فساد واستبداد السلطات فى غالبية الوطن العربى، ما وجد خطاب التطرف طريقا إلى الجماهير.
يفترض أن تتعلم كل النخب الحاكمة فى الوطن العربى الدرس الأبرز والأهم من التطورات الراهنة وهو أنه فى اللحظة التى يتم فيها تأميم وتكميم وشل وإماتة العمل السياسى، فإن المستفيد الأكبر هم المتطرفون من كل اتجاه، إضافة بالطبع إلى الاستفادة الوقتية للمستبدين والفاسدين.
القضاء على التطرف والمتطرفين يمر عبر أكبر توافق وطنى، ودعم القوى السياسية الشرعية، ودعم المجتمع المدنى بمختلف أطيافه، حتى لا نستيقظ جميعا فى المنطقة على كابوس صعود المتطرفين.
الآن يثبت لنا أن النهج الذى اتبعه مبارك وبن على وعلى عبدالله صالح وبشار الأسد وصدام حسين والقذافى، كانت نتيجته العملية هى «فتح أبواب جهنم»، التى خرج منها المتطرفون بكل أشكالهم، وأتاح لكل أعداء الأمة العبث فى المنطقة.. نسأل الله ألا تتكرر المأساة مرة أخرى فى الجزائر!. نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع        

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا تتكرر المأساة فى الجزائر حتى لا تتكرر المأساة فى الجزائر



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday