العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف
آخر تحديث GMT 15:59:33
 فلسطين اليوم -

العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف

 فلسطين اليوم -

العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف

بقلم - عماد الدين حسين

أن يأتى قادة أوروبا والعالم إلى مصر، فهذا إقرار بأن سياستنا الخارجية قد استعادت جزءا كبيرا من دورها وزخمها.
وحتى من منطق بروتوكولى شكلى فإن هؤلاء القادة لا يأتون إلى بلد غير مستقر، أو به مشاكل ضخمة، وبالتالى فإن القمة العربية الأوروبية ــ الأولى من نوعها ــ التى بدأت مساء أمس فى شرم الشيخ، وتختتم اليوم، هى رسالة مهمة جدا بأن أوروبا والعالم العربى يدعمون مصر فى استقرارها. وهى رسالة عكسية إلى كل من حاولوا عزل مصر ومقاطعتها ومعاقبتها بأن محاولاتهم قد فشلت تماما، بل يمكن فهم تصريحات الرئيس التركى صباح أمس ضد مصر والرئيس السيسى انطلاقا من هذه النقطة فقط !!.
بعد هذا المدخل، نسأل: ماذا يريد الأوروبيون من العالم العربى، وماذا يريد العرب من الاتحاد الأوروبى؟!
قبل أن نجيب، نؤكد على أن التطورات خلال السنوات الاخيرة، نسفت إلى حد كبير، وجود إجماع عربى أو حتى إجماع أوروبى. كل طرف يعانى بشدة، وربما يعيش أصعب فتراته منذ زمن طويل.
المنطقة العربية تعيش أسوأ مراحلها بسبب تفشى طاعون الإرهاب مقترنا بالفقر والاستبداد والتخلف. الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية والجهوية تضرب معظم مناطق الوطن العربى. والحروب الأهلية دمرت كل شىء من البنية التحتية فكرة الوطن نفسه، وخلفت مئات الألوف من القتلى، وتم استنزاف غالبية الثروات والمدخرات العربية لتمويل هذه الصراعات، التى لم يستفد منها إلا إسرائيل وسائر أعداء الأمة العربية.
فى المقابل فإن أوروبا، ليست فى أفضل أحوالها، خصوصا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، الأمر الذى جعل البعض يسأل بجدية عن إمكانية استمرار الاتحاد نفسه. يقترن بذلك صعود اليمين المتطرف فى أكثر من مكان مدعوما بوجود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأزمة اقتصادية غير مسبوقة فى أوروبا، ومنها فرنسا التى شهدت مظاهرات دامية فى الأسابيع الأخيرة، كشفت عن عمق الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التى تعيشها القارة العجوز بأكملها.
الاتحاد الأوروبى يريد من منطقتنا العربية، خصوصا الدول العربية الإفريقية على شاطئ المتوسط، أن يوقفوا الهجرة غير الشرعية إلى الضفة الشمالية للبحر بأى وسيلة كانت.. بالقوة كما تريد إيطاليا، أو بإغراءات المال كما تريد ألمانيا، لأن الاتحاد الأوروبى يعتقد أن الهجرة هى العامل المهم فى صعود اليمين المتطرف، الذى يكتسب أرضا جديدة كل يوم فى العالم أجمع. وهناك تقديرات بأن أوروبا ستعرض على بعض الدول العربية مشروعات محددة ومغرية لوقف تدفق المهاجرين. كما تريد أوروبا من العرب أن يساعدوها فى استئصال ورم الإرهاب، الذى تمكن من توجيه ضربات موجعة إلى العديد من البلدان الأوروبية.
فى المقابل فإن العرب يريدون من أوروبا، شراكة اقتصادية حقيقية، وأن تدعمهم بالاستثمارات المباشرة، التى توفر فرص عمل حقيقية، وليس فقط، المشروعات والصفقات الجاهزة، سواء كانت عسكرية أو مدنية. 
يريد العرب من أوروبا أيضا أن يوقفوا دعمهم غير المباشر لأفكار وممارسات تشجع على استمرار الإرهاب، وقد نقلت أكثر من دولة عربية شكاوى مستمرة إلى بريطانيا، ودول أخرى، بأن تساهلهم مع بعض قيادات التطرف، يشجع على استمرار العنف والإرهاب، وليس العكس.
يتمنى العرب من الأوروبيين أن يساعدوهم فى كسر الأحادية القطبية التى تمثلها أمريكا. لكن لا الأوروبيون جاهزين لهذا الأمر، ولا العرب فى وارد الاستغناء عن أمريكا، خصوصا فى ظل الاستقطاب الحاد فى المنطقة.
يراهن البعض واهما على دور أوروبى فاعل لحل القضية الفلسطينية، والحقيقة أن إدارة ترامب وانقسام العرب وغرقهم فى مشاكلهم الداخلية جعل القضية الفلسطينية فى مؤخرة اهتمام الحكومات العربية. بل إن التدخل الإيرانى فى أكثر من عاصمة عربية، جعل بعض الحكومات الخليجية تقترب أكثر من إسرائيل، وتراها أقرب من جارتهم إيران.
ظنى الشخصى أن انعقاد هذه القمة تطور مهم جدا، وتحسب لمصر والجامعة العربية وأمينها السفير أحمد أبوالغيط، لكن الأهم أن نتفق نحن العرب أولا على ماذا نريد، وأن ننسق مواقفنا معا، قبل أن نطالب الأوروبيين أن يقدموا لنا أى شىء.
فى العلاقات الدولية تحصل البلدان على مكاسب سياسية، بقدر قوتها الشاملة وأوراقها التفاوضية، وبالتالى مطلوب أن نحصن مجتمعاتنا وأوطاننا جيدا. وأن نضمن وجود أكبر قدر من التوافق والانسجام. إذا حدث ذلك فإن العالم كله سوف يحترمنا ويقدرنا ويساعدنا. نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع     

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday