إعادة النظر فى لائحة جزاءات الإعلاميين
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

إعادة النظر فى لائحة جزاءات الإعلاميين

 فلسطين اليوم -

إعادة النظر فى لائحة جزاءات الإعلاميين

بقلم - عماد الدين حسين

أتمنى أن يتخذ المجلس الأعلى للإعلام قرارا شجاعا، بعد أن يتشاور مع الحكومة وأجهزتها المختلفة، ويسحب لائحة الجزاءات الخاصة بوسائل الإعلام المختلفة، او يعيد النظر فيها بصورة جادة لأن ضررها أكثر كثيرا من نفعها للحكومة.
قبل أيام اطلعت على مناقشات مجلس نقابة الصحفيين واقتراحاته بشأنها، وحينما يكون هذا هو رأى غالبية أعضاء مجلس النقابة، المؤيدين لوجهة نظر الحكومة، وحينما تأتى اقتراحاتهم وتعديلاتهم شبه ناسفة لغالبية بنود اللائحة، فعلى المجلس الأعلى أن يعيد النظر فيها.
أعرف أن الأمور ليست مثالية، وأن الهواجس والمخاوف الحكومية من الإعلام كثيرة، لكن من وجهة نظر مصلحية بحتة، فعلى الحكومة ألا تسعى بنفسها كى تخسر ما بقى من مصداقية لوسائل الإعلام.
النظرة الأولى على لائحة الجزاءات تعطى صلاحيات وسلطات هتلرية موسولينية صدامية داعشية للمجلس الأعلى للإعلام على وسائل الإعلام، بحيث يستطيع أن يغلقها فى أى لحظة، سواء بالغرامات المالية الكبيرة، أو التعطيل الادارى.
بعد قراءة هادئة أكثر من مرة للائحة وبنودها الثمانية عشر فإنها لن توجه ضربة قاتلة فقط للصحافة والإعلام، بل ستصيب فى طريقها الحكومة أيضا.
فى غالبية مواد اللائحة وعددها ١٨ مادة هناك عقوبات شبه متكررة، وهى التأنيب ولفت النظر ثم الإنذار والغرامة المالية التى تتراوح بين ربع مليون ونصف مليون جنيه، ومنع نشر أو بث أو حجب الوسيلة الصحفية أو الإعلامية سواء كانت الباب أو الصفحة أو الموقع الإلكترونى أو البرنامج أو الصحيفة أو القناة، لفترة محددة أو دائمة، ومنع ظهور الصحفيين والإعلاميين أو الضيوف.
تلك هى العقوبات والجزاءات المتكررة فى مواد اللائحة وأستطيع أن أقول بنفس راضية إنه حال تطبيق هذه المواد، فإنه سيتم إغلاق غالبية وسائل الإعلام ان آجلا أو عاجلا سواء بسبب الغرامات المالية أو المنع الإدارى. فهل هذا ما تريده الحكومة؟!
لو كان الأمر كذلك، فلتكن الامور واضحة وصريحة، لكن شرط أن تتحمل الحكومة عواقب تعطيل وإغلاق غالبية وسائل الإعلام. أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فعلينا أن نتناقش ونبصر الحكومة والمجلس الأعلى للإعلام بالعواقب الوخيمة.
سيسأل سائل: وهل كلام حضرتك يعنى إعطاء رخصة للصحفيين والإعلاميين بالسب والشتم والخوض فى الأعراض؟!
الإجابة هى لا قاطعة، والسبب أن هناك ترسانة من قوانين العقوبات تحاسب الصحفيين على أى هفوة، بل وهناك عقوبات سالبة للحرية منها الحبس فى أكثر من موقع، رغم تعهد كل الحكومات منذ أكثر من عشرين عاما بإلغائها.
شخصيا لا أعارض أى تشديد لأى عقوبة طالما أنها كانت محددة وواضحة ومنطقية أو ليست موجودة فى القوانين الحالية، وأيدت فى مقال الأمس بعض مواد اللائحة، لكن المشكلة هى أن غالبية المواد مصاغة بطريقة مطاطة، تجعل المجلس الأعلى قادرا على إغلاق أى وسيلة إعلامية فى أى لحظة، حتى لو كانت المخالفة شديدة التفاهة!
ثم إن ما يمكن وصفه بالإعلام المعارض لم يعد موجودا فى مصر الآن، لأسباب يطول شرحها، وبالتالى فالسؤال الموجه لمن يقف وراء هذه اللائحة هو الآتى:
ألم يخطر فى بالكم أن تطبيقها سينسف ما بقى من مصداقية قليلة لوسائل الإعلام الموجودة على الساحة؟!
وإذا تم تطبيق اللائحة، وهبط توزيع ومشاهدة وسائل الإعلام، فكيف ستصل وجهة نظر الحكومة إلى الناس؟!
ظنى الشخصى ــ وأرجو أن أكون مخطئا ــ أن تطبيق هذه اللائحة هو أفضل هدية تقدمها الحكومة إلى وسائل الإعلام الإخوانية التى تبث من الخارج، والتى صار مجال عملها الأساسى هو اللعب فقط على أخطاء الحكومة حتى لو كانت صغيرة، وعدم وجود أى هامش للحريات فى معظم اعلام الداخل!
ألم يفكر واضعو اللائحة فى تأثير هذه اللائحة مثلا على انتخابات نقابة الصحفيين المفترض أن تجرى فى مارس المقبل؟!
لو كنت مكان الحكومة لعملت على زيادة هامش الحرية لوسائل الإعلام، حتى تتمكن من استعادة القراء والمشاهدين الذين هجروها، بدلا من العكس.
أتمنى أن يعيد الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد وبقية الزملاء والأساتذة فى المجلس الأعلى للإعلام النظر فى اللائحة، وأن يقنعوا الحكومة بأن ضررها أكثر من نفعها. أما إذا كان هناك إصرار عليها، فالمفترض أن تأخذوا بملاحظات وتعديلات نقابة الصحفيين وتحذفوا كل المواد والبنود المطاطة منها.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة النظر فى لائحة جزاءات الإعلاميين إعادة النظر فى لائحة جزاءات الإعلاميين



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday