ما كشفه فيديو حارة الدرديرى
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

ما كشفه فيديو حارة الدرديرى

 فلسطين اليوم -

ما كشفه فيديو حارة الدرديرى

بقلم - عماد الدين حسين

الفيديو الذى يصور مشهد القبض على الارهابى الحسن عبدالله بالدرب الأحمر قبل ان يفجر نفسه، يكشف عن معانٍ شديدة الدلالة، ويساوى مليون مقال وصورة وخطبة وتصريح مجتمعين معا.
هناك أكثر من فيديو لهذه الحادثة، لكن أتحدث تحديدا عن ذلك المشهد الذى يخرج فيه الإرهابى من مسكنه بحارة الدرديرى. ويبدأ فى ركوب دراجته الهوائية، وبعدها ينقض عليه رجال الأمن، ويقبضون عليه، فقام بتفجير نفسه فيهم.
دور البطولة فى هذه القصة ليس فقط لرجال الامن، ولكن لكاميرات المراقبة، سواء فى الشوارع أو النوافذ والمنشآت العامة والخاصة. هذا الدور صار شديد الأهمية، ويمكن أن يكشف أعتى الألغاز والجرائم.
كاميرا بسيطة ثمنها قد لا يزيد عن ٣٠٠ جنيه مصرى «أقل من ١٧ دولارا»، حسمت امورا كثيرة، وأوقفت الكثير من الجدل و«اللت والعجن».
عرفنا أن هذا الإرهابى ــ وعمره 37 عاما ــ هو الذى وضع القنبلة أمام كمين مسجد الاستقامة بالجيزة يوم الجمعة الماضى. الكاميرا صورته، وبعدها أمكن تتبع تحركاته بالكاميرات الموجودة فى أماكن كثيرة مر منها.
شاهدنا أيضا العديد من الفيديوهات لهذا الإرهابى، فى أكثر من مكان، وهو يتحرك فى شوارع مختلفة، بل وهو يعبر بدراجته، من فتحة صغيرة فى الفاصل الحديدى بشارع كبير، ثم وهو يقود دراجته فى شارع آخر.
إذا فإن تحركات الإرهابى كانت تحت سيطرة الأجهزة الأمنية بصورة شبه كاملة، بعد قليل من تنفيذه عملية مسجد الاستقامة. شاهدنا رجال الامن ينتظرون قرب مسكنه، وفى اللحظة التى تحرك فيها، انقضوا عليه. لكن من الواضح أيضا أن هذا الإرهابى شديد الاحتراف والتدريب، وكان يضع فى حساباته أنه قد يقبض عليه فى أى لحظة، ولذلك فإن عملية تفجير نفسه لم تستغرق أكثر من ثانية، وهو أمر على أجهزة الأمن التحسب له، مستقبلا، بحيث لو كرره آخرون، ينتحرون هم فقط، ولا يتسببون فى أضرار لرجال الأمن.
نعود مرة أخرى لدور الكاميرات، لنؤكد على ضرورة وجود تشريع يلزم كل الهيئات والمؤسسات والمحلات العامة والخاصة بل والمبانى، بوضع كاميرات مراقبة فى أكثر من موضع، خصوصا أنها لم تعد مكلفة، وفوائدها لا تعد ولا تحصى.
الكاميرا التى صورت مشهد الحارة، قطعت ألسنة كثيرين كان يمكنهم الادعاء بأن الموضوع كله مفبرك من أوله لآخره، أو أنه مخالف للرواية التى تقصها أجهزة الأمن. 
هذا الأمر تكرر فى أكثر من عملية قبل ذلك، وللموضوعية، فإن بعض الملابسات كانت تعطى البعض الفرصة للتشكيك فى أى رواية حكومية.
النقطة الأخرى، هى أن هذه العملية كشفت عن تقدم كبير فى قدرة أجهزة الأمن على الحصول على المعلومات، ولم تعد فقط مجرد متلقى للضربات الإرهابية. حينما تصل أجهزة الأمن لبيت الإرهابى بعد نحو ٤٨ ساعة من عمليته الإرهابية، فهو خبر يطمئن المواطنين كثيرا، ويجب أن يصيب الإرهابيين بالرعب.
كنت قد سألت أحد كبار المسئولين السابقين بوزارة الداخلية قبل عام، عن السبب وراء تزايد العمليات الإرهابية فى السنوات السابقة. فقال لى إن هناك أسبابا متعددة، أهمها أن هناك جيلا كاملا من الإرهابيين لم تكن أجهزة الأمن تعرف عنهم شيئا. جيل بلا ملفات، لأنه حينما قامت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ كانوا ربما تلاميذ فى المرحلة الابتدائية، وأمكن تجنيدهم من التنظيمات الإرهابية. وهو يعتقد أن أجهزة الأمن صارت تعرف غالبية العناصر الإرهابية، فى حين أن الكوادر والقيادات الكبيرة للمتطرفين، فهم إما موجودون فى السجن، أو مطاردون فى المنافى، أو هاربون ومختبئون.
العامل الثانى هو الهزة الكبيرة التى تعرض لها جهاز الأمن الوطنى «أمن الدولة سابقا» منذ ٢٥ يناير وحتى قيام ثورة يونيو ٢٠١٣، والتنقلات والاستقالات داخله، الأمر الذى أدى إلى عدم تراكم الخبرة وانتقالها بصورة طبيعية.
هذا المصدر الأمنى الكبير قال لى يومها، إن كل ذلك انتهى، وعادت الأمور إلى طبيعتها فيما يتعلق بمراقبة ومتابعة ومطاردة ومكافحة المتطرفين.
المعلومات الساخنة هى العنصر الحاسم فى عملية مكافحة الإرهاب، ومن دونها لا يمكن الوقاية من هذا الفيروس الغامض. القبض على الكبار من القيادات والكوادر أحياء، أهم كنز للحصول على هذه المعلومات.
رحم الله شهداء التفجير الانتحارى الإرهابى فى الدرب الأحمر، وأسكنهم فسيح جناته. نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما كشفه فيديو حارة الدرديرى ما كشفه فيديو حارة الدرديرى



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday