الهندسة السياسية
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

الهندسة السياسية

 فلسطين اليوم -

الهندسة السياسية

بقلم - عماد الدين حسين

فى السطور التالية، لن أتحدث عن الديمقراطية الكاملة أو التعددية أو أى «مصطلحات كبيرة ومجعلصة»، ولكن عن «هندسة سياسية» تتيح الحد الأدنى من هامش الحرية والتوافق، بما يعطى أملا لغالبية الناس فى المستقبل.
السطور التالية أيضا، ليست لها صلة بموضوع التعديلات الدستورية، الجارى مناقشتها، إلا كمدخل للفكرة.
يوم الخميس الماضى وافق مجلس النواب بأغلبية ٤٨٥ عضوا على التعديلات الدستوية من حيث المبدأ، وعارضها ١٧ عضوا فقط، وفى رواية أخرى 16 نائبا!!.
سؤالى الجوهرى فى مثل هذا الموضوع أو غيره: لماذا الإصرار على أن تكون نسبة الموافقة تقترب من ٩٥٪؟!
أعرف أن الدستور ينص على ضرورة حصول مثل هذا الموضوع على موافقة ثلثى الأعضاء، لكن فى العديد من مشروعات القوانين العادية فهى تحتاج فقط لموافقة الأغلبية المطلقة أى النصف زائد واحد. وبالتالى نعود للسؤال الأصلى وهو: أليس من الأفضل البحث عن أكبر نسبة توافق، وترك التفاعلات الطبيعية بحيث تكون الأمور أقرب إلى المنطق؟!.
سيسأل البعض ويقول: وهل نلوم الأعضاء أو نجبرهم على تغيير آرائهم، وهل تطلب منهم أن يصوتوا ضد هذا القانون أو ذاك لكى تضمن حضرتك حدوث وتحقيق هذا التوازن؟!.
بالطبع ليس هذا ما أقصده، ولكن أتحدث عن سياق كامل، وهندسة سياسية تضمن وجود «منطق معقول»، يعطى الناس والمراقبين فى الداخل والخارج، انطباعا بأن هناك عملية سياسية بها الحد الأدنى من المعقولية.
سؤالى بطريقة أخرى: ما الذى يضير الحكومة من وجود مائة معارض داخل البرلمان من بين نحو ٥٩٦ نائبا.. ألن يكون ذلك أفضل للحكومة، ولسائر المجتمع أو حتى غالبيته؟!.
ظنى المتواضع أن ذلك سيكون أفضل للمجتمع بأكمله، ولصورتنا بأكملها داخليا وخارجيا، حتى لو اضطرت الحكومة إلى هندسة ذلك انتخابيا فى إطار القانون والدستور.
سيقول البعض: «يعنى حضرتك عايز ترجع المتطرفين والإرهابيين مرة أخرى لمجلس النواب؟!».
الإجابة هى لا قاطعة، ابعدوا المتطرفين والإرهابيين وحاكموهم واعزلوهم وحاربوهم بكل قوة فى إطار القانون وبكل الصيغ الممكنة، لكن اسمحوا لبقية القوى السياسية والمجتمعية الأخرى خصوصا تلك التى ساهمت فى ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣ أن تعود وتشارك وتلعب دورا فاعلا فى المشهد السياسى؟.
سيسأل آخر: يعنى أنت عايز ترجع أصحابك الناصريين واليساريين فلان وفلان وعلان؟!.
مرة أخرى الإجابة هى لا. الموضوع لا يتعلق بالمرة بالأشخاص، لكن تعاملوا بمرونة مع القوى السياسية الشرعية والمدنية، وانسوا تماما حكاية زيد أو عبيد أو أى شخص!.
إذا كنا قد نسينا، فإن برلمان ٢٠١٠ وطريقة انتخابه وعمله، كانت سببا جوهريا فى انفجار ثورة يناير. والذاكرة تقول لنا إن الانفجار الشعبى حدث، رغم أن نسبة النمو وقتها تجاوزت الـ٧٪ لسنوات طويلة، والأوضاع الاقتصادية كانت أفضل نسبيا بصورة واضحة، رغم إدراكى أنه كان تحسنا شكليا يخفى تحته كوارث هائلة تحت السطح.
وبالتالى فان مربط الفرس هو وجود حد أدنى من توافق شعبى لغالبية القوى السياسية والمدنية، وليست المتطرفة أو التى تشجع العنف والإرهاب.حدوث ذلك هو الذى يقود إلى الانفراج فى كل الملفات بما فيها التنمية الاقتصادية، ومحاربة الإرهاب بطريقة ناجزة.
سيسأل سائل آخر: وهل تريد من الحكومة أو الأحزاب المؤيدة لها أن تتنازل عن بعض مقاعدها النيابية للمعارضين، حتى ترضى حضرتك وأمثالك؟!.
الإجابة مرة أخيرة هى أيضا لا، بل ما أقصده هو أن تتوقف الحكومة عن فكرة التكويش على كل شىء، وأن تترك متنفسا للناس حتى لا «يطقوا أو ينفجروا»، خصوصا أن الأوضاع الاقتصادية شديدة الصعوبة، بسبب عملية الإصلاح الاقتصادى التى أراها حتمية ولا مفر منها، رغم آثارها المرة والموجعة للطبقات المعدمة والفقيرة والمتوسطة. 
خلاصة ما أقصده أن تؤمن الحكومة وأجهزتها بأن قليلا من التنفيس أفضل للجميع، بل وأفضل كثيرا للحكومة نفسها.نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهندسة السياسية الهندسة السياسية



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday