رسالة الانتخابات التركية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

رسالة الانتخابات التركية

 فلسطين اليوم -

رسالة الانتخابات التركية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هى الرسالة الأساسية لنتيجة الانتخابات المحلية الأخيرة فى تركيا؟!
أفضل من قدم الإجابة على هذا السؤال حتى الآن هو ايتلجان بإيار النائب السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم والذى قال كما نقلت عنه صحيفة زمان التركية يوم الاربعاء قبل الماضى «أن الشعب بعث برسالة لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذى يترأسه الرئيس رجب طيب أردوغان بأنه لن يسمح للحزب بالانفراد بإدارة البلاد.
هذه هى الرسالة الجوهرية التى يقترض أن تصل لأردوغان وحزبه والى كل حاكم آخر فى أى مكان، بأن إدارة البلدان أكبر من كل شخص، ومن أى حزب، مهما ظن أنه مرسل من العناية الالهية!
هناك الكثير الذى يمكن قوله عن نتائج الانتخابات المحلية، والتى فازت فيها المعارضة برئاسة أكبر خمس مدن فى البلاد، وهى أنقرة وأضنة وأنطاليا وأزمير، واسطنبول والأخيرة طعن فيهما الحزب الحاكم، وطلب إعادة فحص كل صناديق أصواتها. والغريب ان اردوغان الذى يتحدث طوال الوقت، عن احترام كلمة ورأى الصناديق، يحاول الآن التملص من ذلك!!
بايار قال إن المعارضين داخل الحزب الحاكم مستعدين لتشكيل حزب سياسى جديد، وسيعلن عن البرنامج السياسى للحزب الجديد خلال شهر، وسيتولى رئاسته رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، وسيكون بين قياداته أيضا على باباجان، والكثير من الشخصيات التى عملت تحت رئاسة أردوغان. 
مشهور عن أردوغان قوله «من يخسر اسطنبول يخسر الحكم». العبارة قالها حينما كان عمدة للمدينة، وانطلق منها ليقود حزب العدالة والتنمية لاكتساح الانتخابات البرلمانية منذ بداية الألفية تقريبا، ثم قفز من الحكومة إلى رئاسة الجمهورية، معدلا الدستور، ليحول نظام الحكم من البرلمانى إلى الرئاسى.
الموضوعية تحتم علينا القول إن فوز «العدالة والتنمية» طوال السنوات الماضية، يعود أساسا إلى نجاحه فى تحقيق نهضة وتنمية اقتصادية مستمرة فى عموم البلاد، وخصوصا فى المناطق الريفية، حيث يسكن الأكراد فى شرق البلاد، وتحسين أحوال الطبقة الوسطى، معطوفا على ذلك، اللعب على مشاعر البسطاء دينيا، الأمر الذى وفر له قاعدة شعبية كانت تعطيه دائما الأغلبية فى كل أنواع الانتخابات والاستفتاءات، بل وتمكن عبرها من تقليم أظافر المؤسسة العسكرية، مستغلا دعم الاتحاد الأوروبى له، لكى تتأهل بلاده لاحقا للانضمام إلى الاتحاد وهو ما لم يحدث.
كل ما سبق كان من الماضى. صحيح أن «العدالة والتنمية» فاز بالأغلبية العددية فى الانتخابات المحلية الاخيرة، بفضل تحالفه مع «حزب الحركة القومية» اليمينى المتشدد، لكن خسارته غالبية المدن الكبرى، كانت موجعة، وتعطى إشارة غاية فى السلبية إلى المستقبل الذى قد ينتظر الحزب وزعيمه.
نقطة قوة أردوغان وحزبه وهى الاقتصاد انهارت تماما بعد الأزمة الطاحنة، التى ضربت الاقتصاد التركى فى الشهور الماضية، وأدت إلى انهيار الليرة، واضطرار أردوغان إلى تجرع الدواء المر برفع أسعار الفائدة، وهو الأمر الذى كان يرفضه تماما.
هناك أزمة ديون هائلة تعانى منها تركيا تزامت مع صدام تجارى صعب مع الولايات المتحدة، على خلفية سياسية، الأمر الذى دفع أردوغان أيضا إلى الرضوخ والافراج عن القس الأمريكى الانجيلى اندرو برانسون بعد تهديدات أمريكية سافرة.
علاقات أردوغان وحزبه مع أوروبا، خصوصا ألمانيا وهولندا متوترة جدا، وبعد أن كان النظام يتباهى بأنه حقق استراتيجية «صفر مشاكل»، صار فى مشاكل حقيقية مع العديد من بلدان العالم، خصوصا دول الجوار بعد التورط فى سوريا.
صار أردوغان هو الراعى الرسمى لتنظيم القاعدة أو «النصرة» أو «فتح الشام» ويستخدمه بوضوح لفرض رؤيته على الأرض. هذا التورط جعل تركيا تكتوى من جهة بنيران الحرب السورية، ثم تدخل فى صدام مع الأكراد، حتى لا يحصلوا على المزيد من الحكم الذاتى فى سوريا، فتنقلب الموازين على الجبهة الكردية التركية.
لم يعد لأردوغان من حلفاء إلا قطر والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، الرجل صار يتصرف فعلا باعتباره خليفة المسلمين أو المرشد الأعلى أو السلطان العثمانى خصوصا حينما استغل الحادثة الإرهابية الإجرامية العنصرية ضد مسجدين فى نيوزيلاندا قبيل أسابيع قليلة.
من المبكر الحكم على مستقبل أردوغان بعد خسارة حزبه لهذه المدن الكبرى، وربما ما يوجعه أكثر انه شخصيا هو من تولى الدعاية الانتخابية الأخيرة لحزبه، لكن المؤكد أن هناك جرس إنذار كبير قد رن فى قصر حكم اردوغان الفاخر!!نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع           

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة الانتخابات التركية رسالة الانتخابات التركية



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday