فتيات مجرمات ومجتمع غائب
آخر تحديث GMT 11:34:38
 فلسطين اليوم -

فتيات مجرمات.. ومجتمع غائب

 فلسطين اليوم -

فتيات مجرمات ومجتمع غائب

بقلم: عماد الدين حسين

يوم الأربعاء قبل الماضى نشرت «الشروق» قصة خبرية مهمة للزميلة منى زيدان فى صفحتها الثانية عنوانها: «تهريب الموبايل وسماعة الأذن أبرز طرق غش الطالبات فى الثانوية».حينما قرأت القصة شعرت بحزن وغم وهم كبير، على الحالة التى وصلت إليها أخلاق بعض المصريين خصوصا ان ابطالها فتيات!.المثير والمحزن فى القصة، أن الغش الذى يفترض أنه سلوك مزموم ومرفوض، صار أمرا يتباهى به البعض. فى الماضى حينما كان البعض يلجأ إلى الغش، فإنه يفعله فى السر، ولا يجاهر به أبدا. لكن قصة «الشروق» تقول لنا إن وقائعها مستمدة من جروبات كثيرة لفتيات على الفيسبوك. المنطق يقول إن الفتيات الغشاشات كان يفترض بهن أن يرفعن شعار «إذا بليتم فاستتروا». لكن المحزن أنهن أسسن جروبات للتعريف بأحدث طرف الغش. جروبات علنية لشرح الوسائل المستخدمة فى الغش خلال امتحانات الثانوية.لكى تعرفوا ما أقصد عليكم أن تدخلوا هذه المجموعات، وسوف تندهشون من المستوى الذى وصلت إليه أخلاق بعض طالباتنا.بدلا من المذاكرة والاجتهاد والتنافس الشريف فإن الفتيات تسأل: «هل لو الموبايل مغلق، جهاز التفتيش يحس به أم لا أثناء دخولى إلى اللجنة»؟!وبدلا من قيام الطالبات على الجروب بزجر ونهر السائلة وتوبيخها، وجدنا سيلا من النصائح الإجرامية لكيفية الإفلات من أجهزة التفتيش الموجودة أمام وداخل لجان الامتحانات!!أكثر من فتاة قدمت النصائح للسائلة، بطريقة توحى بأنهن مجرمات عتيدات فى شبكة سرقة واحتيال، ولسن طالبات ثانوية عامة، يفترض أن يدخلن الجامعة بعد شهور قليلة.الإجابات أو الاقتراحات او الحلول التى قدمتها الفتيات للسائلة، تكشف عن عقليات إجرامية متمرسة، ولن أعرضها هنا حتى لا أساهم فى نشرها بأكثر مما هى منشورة!!الأغرب أن بعض الفتيات عرضن علنا على الجروب بيع بعض الوسائل المستخدمة فى الغش. أو للإيجار بأسعار تبدأ من ألف إلى ثلاثة آلاف جنيه فى المادة الواحدة. فى حين أن فتاة عرضت استئجار سماعة صغيرة لاستخدامها بشكل عاجل فى مادة اللغة الإنجليزية!!تخيلوا حجم الكارثة التى نعيش فيها ولا ندرك خطورتها. لا أقصد فقط هذا الجروب، لأنه موجود بصورة كبيرة وصفحات الغش على وسائل التواصل الاجتماعى لا تعد ولا تحصى، وعرفنا العديد منها خلال السنوات الماضية.لكن المحزن فى جروب الفتيات أنه لا يتخفى أو يخجل، بل يتحدث ويتعامل علنا، وكأن الغش هو الأصل أما الأمانة والاجتهاد والكد والتعب فهو الاستثناء.هؤلاء الطلاب سوف يدخلون الجامعة بعد شهور ويتخرجون منها بعد أربع أو خمس سنوات، ليقودوا المجتمع فى سائر المجالات من التجارة والحقوق مرورا بالأمن نهاية بالطب والهندسة.أى أمل فى المستقبل إذا كان هؤلاء من سيقودونا فى المستقبل، بعد ان نجحوا بالغش، بل ويتباهون به؟!السؤال المنطقى الذى شغلنى بعد قراءة هذه القصة هو: أين أجهزة الدولة المختلفة ومنظمات المجتمع المدنى من هذه الجريمة النكراء؟!أليس من حق وزارة التربية والتعليم أن تبادر وتلاحق هذه الصفحات والجروبات وتستصدر أمرا بإغلاقها، باعتبارها خطرا داهما على التربية والتعليم والأخلاق؟!أليس من حق أجهزة الأمن أن تبادر بحجب وحظر هذه الصفحات، بل والقبض على أصحابها باعتبارهم لا يقلوا خطرا عن تجار المخدرات أو قادة الإرهاب والتطرف وسائر أنواع المجرمين؟!والسؤال الأخطر: أين هى أسر هؤلاء الطلاب والطالبات، وهل يراقبون أولادهم أم لا؟! وإذا كانوا يفعلون، فلماذا يتركونهم هكذا، وإذا كانوا عنهم غائبين، فهل آن الأوان لمعرفة ماذا يفعل أولادهم بعيدا عنهم؟!. وأين هو دور أجهزة الإعلام ودور العبادة والنقابات والهيئات الثقافية والخيرية، وكل من يهمه أمر مستقبل هذه الأجيال؟!
أرجو أن يفكر الجميع فى خطورة هذه الظاهرة، لأنها لو استمرت ــ لا قدر الله ــ ستنسف وتهدم كل ما نبنيه من جسور وطرق ومنشآت، وما نصلحه من سياسات.إذا فسدت الأخلاق فسد كل شىء!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتيات مجرمات ومجتمع غائب فتيات مجرمات ومجتمع غائب



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday