بقلم : شيرين قسوس
لم نقرأ عن فتاة واحدة تعرضت للتحرش أثناء المظاهرات بلبنان، لكن باقي الشعوب هي من تحرشت بهم بكثير من الكلمات والأوصاف ذات الإيحاء الجنسيّ، والتحرّش اللفظيّ، والنكات العنصريّة، رغم أن بعضها اضحكني كثيرا!! لكن ما نراه اليوم يثبت مدى رقي الشعب اللبناني ووعيه وثقافته.
فاللبنانيون اعطونا درسا جميلا في الاراده ومعنى الحرية والكرامة والوحدة رغم التعددية، رأينا وجه آخر للديموقراطية التي نظن اننا كشعب أردني نمتلكها، فالديموقراطية ليست منحة حكومية من مسؤولين لمواطنين فقط بل هي ايضا “ديموقراطية شعب”، ديموقراطية الأفراد اتجاه بعضهم البعض كمواطنين فرغم مرور لبنان بحرب أهلية وطائفية وتصفيات حزبية بمراحل سياسية سابقة وعدم استقرار سياسي وغياب الحكومة لسنوات، فقد رأينا النضج الشعبي بالممارسة فقد ظهر العمق الثقافي الذي حصل عليه الشعب من خلال تجربته وألمه من موطن جريح يسعى الى التعافي من كل ما مر به لينهض وينتفض بوحدة متعددة الاطراف بالانتماءات و البيئات والأفكار والعقائد ليصرخ الشعب “لبنان”، نعم لم يهتفوا لأي مسؤول، لم نسمع تكبيرات الاخوان، ولم يُحمل خوري على الاكتاف ليُظهروا مدى تعايشهم ولم تُسيَّر قضيتهم لصالح جهة ولم يُتَهموا بالمؤامرة والأجندات الخارجية! لأن لبنان وحدتهم، لأن لبنان وطنهم، لأن لبنان شرفهم!
كم انت جميل يا لبنان، فرغم ما مررت به إلا انك جمعت التعددية بديموقراطية، وكفلت حرية الرأي والتعبير، جمعت أبناءك بثوبك الأنيق تحت الأرز وجعلت من تلك الأرزة علم يرفرف بقلوب مواطنيك وعلى صدورهم قلائد!!
ليتنا نتعلم كيف ننتفض من أجل الوطن، و كيف نتوحد أمام الفاسدين وكيف نجعل من الاردن شرفَ الأردنيين!!
ليتنا نتعلم تلك “الديموقراطية الشعبية” التي يتغنى بها لبنان لنرتقي بمثل ثقافتهم فلا أحد يتحرش بأحد بالشوارع وان ترتدي الفتاة ما تشاء دون إدعاء “المحافظة الزائفة” ودون أن نكون شعب مفترس، ليتنا نتعلم تقبل أفكار بعضنا البعض دون خوض المعارك، ليتنا نرتقي لتلك الديموقراطية لتحقيق ديموقراطية أشمل على مستوى دولة تتمثل بالحكومات !!