«إخوان» الغرب
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

«إخوان» الغرب

 فلسطين اليوم -

«إخوان» الغرب

بقلم : محمد صلاح

 

إذا كان «الإخوان» استغلوا الظروف المعيشية الصعبة، والمشاكل الاقتصادية الحادة، والجهل والفقر المنتشرين في مجتمعات عربية، وتمكنوا، خصوصاً في مصر، من الانتشار والتّسرطن في نسيج المجتمع، والانطلاق من مصر إلى دول عربية أخرى، فكيف تمكنت تلك الجماعة من أن تخترق مجتمعات غربية لا تعاني المشاكل نفسها ولا الظروف ذاتها، لتحقق وجوداً ملموساً وتأثيراً ملحوظاً، وتخدم، وعلى بعد آلاف الأميال، وعبر البحار والمحيطات، أهداف التنظيم الدولي لـ «لإخوان» بالسيطرة على الشرق الأوسط والقفز الى مقاعد الحكم في دول المنطقة؟

ليس سراً أن غالبية المراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب تخضع لـ «لإخوان» ناهيك بالطبع عن المساجد، حتى ترسّخ الاعتقاد بأن التصدي لـ «لإخوان» وكشف مؤامراتهم ورفض الانجراف خلفهم أمور تخالف الشرع! ويكفي البحث في النموذج الأميركي للوصول إلى الأسباب التي جعلت للجماعة ذلك الحضور في الغرب كله، حتى إنك إذا ذهبت إلى هذه المؤسسة أو تلك أو المسجد، هذا أو ذاك، وناقشت القائمين عليه في قضية مطروحة في منطقة الشرق الأوسط فلن تسمع سوى المرادفات نفسها التي يرددها الإخوان ويسعون إلى تسويقها.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان لـ «لإخوان» وجود في الولايات المتحدة، فالجماعة أسست هناك منظمات أضفت عليها صفة «الإسلامية» وجعلت من نفسها الممثل الشرعي للمسلمين هناك، وتحولت وعاءً لاستقطاب «الإخوان» المهاجرين ليمارسوا، بعدما يستقر لهم الحال، بمساعدة إخوان آخرين سبقوهم، النشاط نفسه الذي يمارسونه في الدول التي نزحوا منها تحت لافتة «الإخوان»، لكنهم في الولايات المتحدة ينشطون خلف لافتات أخرى تحظى بالشرعية القانونية، خصوصاً أنهم حرصوا عند تأسيسها أن تضمن لوائحها أن تظل تحت سيطرة «الإخوان» مهما تغيرت الظروف، لتتحول هذه المنظمات في مراحل لاحقة إلى أدوات لتنفيذ مخططات التنظيم الدولي للجماعة داخل الولايات المتحدة، وكذلك تحريك عملاء التنظيم في منطقة الشرق الأوسط، حتى إن إحدى هذه المنظمات نظّمت احتفالاً كبيراً في مناسبة انتهاء الحرب العالمية الثانية بشكل علني، وجرى فيه ترديد شعارات «الإخوان» وهتافاتهم، وبعدها بسنوات طويلة صار أمر كهذا طبيعياً أو اعتيادياً وكأنه ضمن مفردات عمل تلك المنظمات!!

وطوال ستينات القرن الماضي، ومع تدفق أعداد غير قليلة من مسلمي الشرق الأوسط إلى أميركا بهدف الدراسة أو الهجرة أو الفرار من ملاحقة نظام الرئيس عبدالناصر، تأسست رابطة تجمع الدارسين في ولايات ومدن أميركية كبرى مثل الينوي وميتشغان وأنديانا، وبعدها بسنوات كان «الإخوان» يسيطروا على غالبية المساجد وامتلكوا القدرة على تحريك أو توجيه المسلمين، خصوصاً في الانتخابات بزعم خدمة المسلمين في أميركا أو تحقيق مصالحهم واستخدام ثقلهم بما يفيد التنظيم في دول الشرق الأوسط. بمرور السنوات كان هناك الأبناء ثم الأحفاد ليتسرطن «الإخوان» في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية ولينتشروا وفقاً لمخطط التنظيم الدولي في وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والمراكز البحثية والجامعات والمؤسسات الثقافية ويصبحوا جزءاً من التركيبة الاجتماعية.

بطبيعة الحال، وجد «الإخوان» في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما المناخ مهيئاً لمزيد من التسرطن في المجتمع الأميركي واستثمار الوجود الكثيف للجماعة في تشكيل السياسة الأميركية خصوصاً ما يتعلق بالشرق الأوسط.

إنه الأسلوب الإخواني في زرع خلايا التنظيم في حي عشوائي في مصر أو مدينة صاخبة في الولايات المتحدة لا فرق!! المهم أن التنظيم صار ينفذ خططه في التوسع والانتشار بقوة الدفع الذاتي، فالكائن الإخواني تربى عبر عصور في خدمة أهداف الجماعة أولاً مهما كانت الظروف حوله أو الدولة التي يقيم فيها، لذلك لا تستغرب موقف «الإخوان» في الغرب، وحتى من هم من غير أصول عربية، من قضايا محلية عربية أو انتشار اللجان الإلكترونية الإخوانية التي لا تكف عن محاولة الإساءة الى الحكم في مصر والسعودية والإمارات والبحرين، ناهيك بالطبع عن الموجودين منهم في تركيا وقطر. تدفع دول عربية الآن ثمن تغاضيها عن نشاط «الإخوان» مبكراً، أو الثقة في الجماعة التي ثبت أنها لم تكن في محلها، أو تحالفها أحياناً والتماهي في أحيان أخرى مع ذلك التنظيم من دون النظر إلى خطورته وتقلباته وعدم وفائه بكل وعد أو أي عهد، وسيدفع الغرب بكل تأكيد ثمن أخطائه الفادحة في التعاطي مع «الإخوان» باعتبارها جماعة سلمية، بينما أجهزة الاستخبارات الغربية على يقين بأنها تتعامل مع تنظيم إرهابي!!

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إخوان» الغرب «إخوان» الغرب



GMT 06:23 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 04:38 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

سيناء تضرب "الإخوان"

GMT 04:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

لا شبهة انحياز

GMT 03:35 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نهاية الأسبوع

GMT 03:57 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

حلم الثورة الضائع!

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday