عباس يضع القضية الفلسطينية في مهب الريح
أخر الأخبار

عباس يضع القضية الفلسطينية في مهب الريح

 فلسطين اليوم -

عباس يضع القضية الفلسطينية في مهب الريح

بقلم :أحمد المصري

وكما كانت لعبة “ال” التعريف سببا في متاهة قرار 242 في نصيه الإنجليزي والعربي، كذلك استطاع محمود عباس أن ينجز أهم ما أنجز في رئاسته للسلطة الوطنية الفلسطينية، وهي إسقاطه “ال” التعريف كاملة من عبارة “القضية الفلسطينية” لتصبح ببركاته هو وقيادته غير الحكيمة، “قضية فلسطينية”، ويتحول المفهوم من القضية التي كانت تعني النزاع القديم مع الاحتلال الإسرائيلي، إلى قضية فلسطينيين ذروة نزاعهم على سلطة انكمشت في عهد عباس إلى رئاسة برتبة “مختار” قرية تحت الاحتلال تذكر بروابط القرى.

وها نحن اليوم، ومع كل الأنباء التي تتحدث عن نهاية الصلاحية الصحية للرئيس المنتهية ولايته منذ زمن، ومع انتهاء صلاحيات السلطة نفسها وحشرها في زاوية الحرج المطلق مع كل المتغيرات الإقليمية والدولية، وليس آخرها قرار الرئيس الأمريكي ترمب بنقل السفارة إلى القدس، يصر الرئيس عباس، وهو يلقي خطبة وداعه الأخيرة أمام اجتماع منظمة التحرير الفلسطينية أن يزيح كل خيارات المصالحة ليترك غزة في مهب التسوية التي يتحدث عنها الجميع تحت مسمى “صفقة القرن”، ضاربا بعرض الحائط كل الخيارات الفعلية والعملية التي تتحرك على الأرض في القاهرة أو عمان أو غزة نفسها، لكي يستطيع الشعب الفلسطيني أن يختار قيادته القادرة على توحيد كل فصائله.

لك أن تتفق مع القيادي المعتق “ابن غزة” محمد دحلان ولك أن تختلف معه، لكن الرجل استطاع أن يشكل علامة فارقة ورقما صعبا لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية الفلسطينية بزعامته للتيار الإصلاحي في حركة فتح، التي كادت أن تموت على يد “ابوات” الحركة.

لك أن تختلف مع حماس، بكل طروحاتها ولك أن تتفق معها، لكن لا يمكن أن تتجاوز فكرة إعادة غزة إلى حضنها الفلسطيني لا أن تتركها بغفلة سياسية مروعة نهبا للتسويات أو مرتعا لتيارات الإسلام السياسي.

لقد فقد عباس شرعيته منذ فقد قدرته على ممارسة السياسة، وقد حشر نفسه وقيادته وسلطته في زاوية التجمد فلم يعد يملك ترف التنقل بين التحالفات، بينما هي متوفرة لقيادات غيره في ظل محيط إقليمي متقلب ومفتوح على كل الخيارات.

لا يمكن فهم تعنت الرئيس عباس في تمسكه بالسلطة حتى آخر نفس من عمره المديد رغم سوء حالته الصحية إلا استبدادا في سلطة فقدت ثقة الشارع الفلسطيني نفسه.

إن تحديد خيارات الخلافة والالتفاف على منح الحركة الحرة لمنظمة التحرير الفلسطينية باتخاذ قرار تعيين قياداتها عبر عزل غزة (وهو ما سيفضي إلى تركها في مهب ريح التسويات) ومحاولة توريث محمود العالول (مع تقدير تاريخ الرجل الشخصي والذي لا يؤهله امام غيره لتحمل الإرث النضالي) ليس إلا وضع عصي في دواليب المسيرة الفلسطينية، وإسقاط كل “أل” تعريف في القضية الفلسطينية حتى بعد رحيل عباس، وترك الحالة في فراغات النزاعات لا أكثر.

الرئيس عباس، لديه فرصة ضئيلة جدا، في إطار زمني اكثر ضيقا ليعيد الدفة إلى حيث يجري التيار بطبيعته، والقضية ستبقى “الفلسطينية” معرفة لا نكرة بلا تعريف مهما حاول اليائسون.

كاتب وصحفي مقيم في لندن

المصدر : موقع قناة الغد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس يضع القضية الفلسطينية في مهب الريح عباس يضع القضية الفلسطينية في مهب الريح



GMT 08:28 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

نظرية الأمن الإماراتية.. معادلة الطمأنينة

GMT 11:45 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عباس «الثائر في غير وقته»

تألقي كـ سيرين عبد النور باختيار الجمبسوت والفساتين لإطلالة تخطف الأنظار

القاهرة ـ فلسطين اليوم
دائماً ما تكون إطلالات النجمة سيرين عبد النور مصدر إلهام لكل امرأة ترغب في الحصول على إطلالة رائع خاصة في السهرات والمناسبات المهمة. لذلك واحتفالاً بعيد ميلاد النجمة سيرين عبد النور قررنا اليوم أن نجمع لكِ أبرز إطلالاتها التي يمكن أن تساعدك في الحصول على مظهر رائع، وذلك سواء كنتِ من أصحاب القامة الطويلة، أو تملكين قوام الساعة الرملية مثل سيرين عبد النور. الجمبسوت اختيار سيرين عبد النور في السهرة حرصت النجمة سيرين عبد النور على اختيار الجمبسوت الكلاسيكية أو السواريه بشكل كبير أكثر من مرة، والذي نجح في أن يعكس مظهراً رائعاً لكِ سواء في المناسبات أو حتى من خلال جلسات التصوير المميزة التي شاركت بها متابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حيث اختارت سيرين عبد النور اعتماد الجمبسوت البسيط الذي يتميز بقصة مستقيمة وبنطلون واسع بشك�...المزيد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 08:52 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أهم 7 اكتشافات أثرية مذهلة لعام 2020

GMT 06:27 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

ماذا بشأن غزة؟

GMT 18:32 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

كيف تختار النظارة الصحيحة لوجهك

GMT 09:34 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

سامسونج تخالف التوقعات في هاتفها الجديد

GMT 09:04 2020 الخميس ,23 إبريل / نيسان

إصابة وزير الصحة الإيراني بفيروس "كورونا"

GMT 19:20 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

الخبز الأسمر يزيد تركيز الأطفال

GMT 12:48 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

سر وضع إنريكي قطعة قماش حول ذراعه بمباراة سيلتك

GMT 23:21 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

فريق الشجاعية يهزم فريق الجلاء بثلاثية وديًا

GMT 11:46 2017 الأحد ,20 آب / أغسطس

محمد شاهين ينتهي من تصوير "ذلة لسان"

GMT 08:00 2016 الجمعة ,24 حزيران / يونيو

"آبل" توقف إنتاج شاشة Thunderbolt Display

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday