فوضى على حدود العراق
آخر تحديث GMT 02:06:12
 فلسطين اليوم -
الاحتلال يواصل تدمير مخيم نور شمس بهدم المنازل وتخريب البنية التحتية وتهجير السكان اجتماع مشترك بين اليابان وفلسطين لتعزيز المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة تحذيرات من مخطط إسرائيلي للاستيلاء على سوق الحسبة في البلدة القديمة بالخليل لإقامة بؤرة استيطانية وزارة الأشغال العامة تباشر بإزالة آثار الدمار وفتح الطرق في مخيم الفارعة بطوباس المجلس الوطني الفلسطيني يثمن مواقف العاهل الأردني الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني أردوغان يؤكد أن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 ضرورة ملحة ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 48222 والإصابات إلى 111674 في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي ماكرون يؤكد ضرورة احترام حقوق وسيادة الفلسطينيين في إعادة إعمار غزة وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بالإفراج الفوري عن الأسير الطبيب حسام أبو صفية والطواقم الطبية المعتقلين قوات الاحتلال تطالب بإخلاء مخيم نور شمس وسط تصعيد ميداني ونزوح جماعي قسري
أخر الأخبار

فوضى على حدود العراق

 فلسطين اليوم -

فوضى على حدود العراق

بقلم : عبد الرحمن الراشد

صيف غير عادي في جنوب العراق، حر من جهنم، وبضع ساعات من الكهرباء في اليوم بعد أن قطعتها إيران، ودولة كبيرة بلا حكومة، عدا عن أن الصيف العراقي موسم مهيأ للمشاكل، وله سوابق في إشعال الفوضى والغزو والثورات.

المسافة بين مدينتي النجف والبصرة بعيدة، أكثر من أربعمائة كلم، ومع هذا وصلت الفوضى المدينتين. والبصرة تحديداً أكثر معاناة من بقية مدن العراق، ومن مسار الأحداث تبدو هناك نية مبيتة للتصعيد في الجنوب لإضعاف الحكومة المركزية وتهديد المنطقة. والعراق كله، لا البصرة وحدها، يصارع للخروج من بقايا مرحلتين مضطربتين. حَكم صدام، وكانت مرحلة كثيرة الحروب والأزمات دامت خمسة وعشرين عاماً، ثم مرحلة الغزو وما تلاه، حيث غرقت البلاد في الفوضى.

وبعدها رأينا شيئاً من التعافي البطيء مع تولي حيدر العبادي الحكم.فوضى البصرة نتيجة طبيعية لضعف السلطة المركزية، فالحكومة في بغداد مريضة ولا تستطيع أن تمارس دورها، نتيجة كثرة الشركاء في الحكم من ميليشيات ومرجعيات وأحزاب، وكذلك مع الصراع الإيراني الأميركي الذي بات واضحاً للجميع. ولا شك أن إيران تمثل التحدي الأكبر أمام قيام عراق مستقل ناجح، فالنظام في طهران يعتبر الجارة العراق امتداداً جغرافياً وطائفياً وملحقاً به. وهو خلال السنوات القليلة الماضية نجح في خلق كيانات أضعفت بغداد بقوة موازية مثل الحشد الشعبي، واتفاقات ثنائية غير عادلة، واستخدام لمداخيل النفط لتمويل عملياتها، والسعي للسيطرة الكاملة بفرض حكومة دمية لها.

لم تنجح طهران تماماً، لكنها تمكنت من شلِّ السلطة في بغداد حتى أصبحت عاجزة عن توفير ما يكفي من الكهرباء، وعاجزة عن إخراج الميليشيات التي تُمارس التسلط على المدن، وعاجزة عن تأمين الوظائف، وعاجزة أيضاً عن وقف تدخلات إيران وميليشياتها في شؤون جنوب العراق. وزاد الوضع حرجاً منذ انتهاء الانتخابات حيث توجد اليوم أزمة فراغ في الحكم ضاعف من المعاناة. وصارت أجهزة الحكومة شبه معطلة في انتظار إعلان اسم رئيس الوزراء ومن يدخل في التحالف وسط تراشق حزبي قد يطيل فترة الفراغ، ويمد في عمر أزمات البلاد. هذا بالنسبة للشأن الداخلي.والعراق مع الكويت وإيران يشكل رأس الخليج الشمالي، وهي منطقة توتر محتملة دائمة نتيجة تشارك الثلاث قوى حدودها البرية والمائية، قواتها في قلق إضافة إلى وجود عسكري أميركي كبير براً وبحراً، ضمن توازن عسكري معقد في هذه المنطقة الحساسة. 

إيران تريد أن تلعب نفس لعبة لبنان واليمن، بفتح جبهات جديدة لإضعاف خصومها وابتزاز المجتمع الدولي. الميليشيات في جنوب العراق مهيأة من قبل الحرس الثوري لأن تكون مثل حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، كتائب متقدمة تحارب بالنيابة عن الحرس الثوري الإيراني. 

نرى ملامح أزمة تريد إغراق منطقة الخليج بالفوضى وافتعال معارك داخل العراق وأخرى مع جيرانه، وسنسمع من طهران لاحقاً أنها مستعدة للتوسط وإيقاف الاقتتال مقابل الرضوخ لشروطها. ففي الضغوط الأميركية المتزايدة تحاول السلطات الإيرانية رفع الكلفة على الجميع، وإفشال خطة إدارة دونالد ترمب بخنق إيران اقتصادياً وسياسياً الذي يسعى لإجبارها على التوقيع على اتفاق نووي أفضل شروطاً من السابق. جنوب العراق قد يكون الملعب الجديد للنظام الإيراني بعد أن مني بخسائر هائلة في الحرب السورية نتيجة الهجومات الإسرائيلية على قواته وميليشياته هناك وتبدل الموقف الروسي ضده.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
 المصدر :جريدة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوضى على حدود العراق فوضى على حدود العراق



GMT 04:37 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 04:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حين غابت الرقابة على الأسعار

GMT 04:22 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

دافوس الصحراء والأمل يتحول لأرقام

GMT 04:12 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الأردن يتحدى إسرائيل

GMT 04:42 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

يوم أردني مُشبع بالفوضى والفساد.. خربانة!

GMT 08:36 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

وجبات غير صحية تقود الأطفال إلى البدانة والمرض

GMT 22:46 2023 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

أبرز صفات المرأة في برج الحمل

GMT 07:22 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

من "لكزس" إلى "سوبارو" سيارات يابانية يترقبها السوق في 2021

GMT 06:29 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

رئيس اتحاد اليد يؤكد مونديال مصر 2021 في موعده
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday