ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة
آخر تحديث GMT 11:03:36
 فلسطين اليوم -

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

 فلسطين اليوم -

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة

بقلم : عبد الرحمن الراشد

أثارت أحداث اقتحام السفارة البحرينية في حي المنصور في بغداد، الذي يفترض أنه أكثر الأحياء حراسة ومتابعة أمنية، القلق الشديد. والقلق في الحقيقة ليس على سفارة البحرين ومصالحها هناك، بل على بغداد والعراق وسيادته؛ حاضره ومستقبله.
فقد كشفت الأحداث، ومن بينها ما ذكرته الـ«وول ستريت جورنال» أن طائرة الدرون التي هاجمت السعودية أخيراً لم تأتِ إلا من العراق، وليس من اليمن كما زعمت إيران ووكيلها الحوثي. إضافة إلى جملة أحداث أخرى تمس سيادة العراق واحترام قرارات سياسييه الذين اختارهم الشعب العراقي لقيادته.
اقتحام سفارة البحرين لم يكن مفاجئاً للمتابع لماكينة الدعاية الإيرانية، وفي بغداد نفسها التي استضافت جملة نشاطات سبقت الاقتحام، بينها ندوة خصصت للتعريض والهجوم على البحرين وشارك فيها للأسف سياسيون فلسطينيون.
ومن حق العراقيين أن يعترضوا على ورشة المنامة ويرفضوا فكرة السلام، مع أنه لم يُطرح بعد مشروع سياسي ولم يبِع أو يشترِ أحد فيها شيئاً، كما أن الورشة لم يحضرها مسؤولون إسرائيليون ولا هي الأولى من نوعها في المنطقة. إنما نحن نعرف أن إيران اختارت أن تقوم بهجمة مضادة، أو مرتدة كما يقول معلقو كرة القدم، رداً على محاصرتها، والحصار نتيجة تهديدها لدول المنطقة في اليمن وسوريا وفلسطين ولبنان، والعراق نفسه.
القيادات العراقية أمام استهداف إيراني واضح لدولتهم وسيادتها ومواردها. فنظام طهران يرى في العراق الأرض الرخوة، بلداً يعتقد أنه يمكن من خلاله تصفية معاركه مع خصومه؛ الولايات المتحدة ودول الخليج، وكذلك الدول الأوروبية لاحقاً. سيحول العراق إلى لبنان آخر مستخدماً سنته وشيعته وأكراده، مستغلاً تنافس قياداته وأحزابه، ومسخراً الميليشيات التي بناها ويقوم بإدارتها.
وفي تصوري أن طهران بسبب أزمتها تسرع في عملية هيمنتها على العراق واستخدامه في معركتها ضاربة عرض الحائط بتصريحات رئيسه ورئيس الوزراء اللذين أكدا أنهما لا يريدان للعراق أن يكون طرفاً في أي حرب، ولن يسمحا بأن تستخدم أرضه في أي هجوم أميركي على إيران. المفارقة أن الذي يحدث هو عكس ذلك تماماً. أمام بصر العراقيين وسمعهم، إيران هي التي تستخدم أرض العراق للهجوم على خصومها وتريد توريطه في الأزمة والمعارك المقبلة وأن تفرض عليه أن يكون طرفاً معها لا بلداً محايداً. فهل سيقبل العراقيون أن يتحولوا إلى حطب الحرب المقبلة؟
هل بمقدور الحكومة العراقية أن تفعل شيئاً لمنع إيران من استخدام أراضيها؟ الوضع ليس سهلاً، لكن دفن الرؤوس في الرمال وتجاهل التمادي الإيراني سينتهي بنتيجة واحدة معروفة، لن يبقى في بغداد حكومة ولا دولة حقيقية من دون مواجهة المشكلة في بدايتها، وأول ذلك هو مصارحة الشعب العراقي، بدلاً من تجاهلها. ولا أحد يتوقع من العراق إلا أن يكون جاراً جيداً لإيران لكن لا أن يكون محافظة من محافظاتها، أو خندقاً من خنادقها العسكرية ضد خصومها. وكما شرح الرئيس برهم صالح فإن طبيعة العلاقة مع إيران وأهميتها وحرص العراق عليها مبرر، ويعبر عن وعي القيادة السياسية في بغداد، لكن المشكلة ليست في المنامة أو الرياض أو واشنطن بل في طهران. هي التي يفترض أن توجه لها الرسالة بألا تستخدم أرض العراق ورجاله وثرواته لأغراضها السيئة. خلال الأشهر الماضية، شنت إيران حملات دعائية عبر جماعاتها ومواليها وإعلامها تحرض على أشقاء العراق وأصدقائه بما يوحي أنها تمهد لمعركة كبيرة، والمعركة ليست ضد الخليجيين أو الأميركيين، بل أولاً ضد الحكومة العراقية ومؤسسات الدولة؛ البرلمان والإعلام وقوى المجتمع. هذه مشكلة العراقيين الوشيكة، وبالتالي الخطر الحقيقي هو على العراق؛ وحدته وسيادته، واستقراره، وأمنه، ومشروع نهضته وليس على البحرين أو السعودية أو فلسطين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday