الحساسية التركية من العقدة الكردية
آخر تحديث GMT 20:25:23
 فلسطين اليوم -
أشرف حكيمي يوقع عقدًا جديدًا مع باريس سان جيرمان يمتد حتى عام 2029 هجوم صاروخي ومسيّر يستهدف القاعدة الأميركية في حقل كونيكو بريف دير الزور وسماع انفجارات قوية الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب من "لواء جفعاتي" خلال معارك شمالي قطاع غزة الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراقه الأجواء الإسرائيلية المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان انتقادات حادة من منظمة الصحة العالمية لإسرائيل بسبب عرقلة عمل فرقها الطبية في غزة وحرمان مستشفى كمال عدوان من الإمدادات القوات اليمنية تستهدف سفينة في البحر الأحمر وتؤكد استمرار العمليات ضد السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي تصاعد حملات الاعتقال الإسرائيلية بالضفة أكثر من 11,700 مواطن قيد الاعتقال وسط تنكيل وتدمير واسع النطاق شرطة الاحتلال يعتقل 20 عاملا فلسطينيا من الأراضي المحتلة عام 48
أخر الأخبار

الحساسية التركية من العقدة الكردية

 فلسطين اليوم -

الحساسية التركية من العقدة الكردية

بقلم : هاني عوكل

قبل عدة أيام أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن جهوزية بلاده للقيام بعملية عسكرية في محافظة إدلب بمعاونة المعارضة السورية المعتدلة التي تدعمها أنقرة، دون أن يحرك هذا الموضوع أي ردود فعل خصوصاً من النظام السوري.

أسباب العملية التركية واضحة وضوح الشمس، إذ سبق أن تدخلت تركيا عسكرياً في سورية لحماية ما تسميه أمنها القومي وحدودها، على إثر نشاط كردي محموم ترى فيه أنقرة كارثة كبيرة على أمنها ومستقبلها السياسي إذا ما تطور هذا النشاط وتحول إلى وجود ثابت متاخم للحدود التركية- السورية.

إذن، يمكن القول إن عملية إدلب عنوانها التركي الأساسي هو دفع البلاء القادم من الخطر الكردي المنتشر في الشمال السوري، بالإضافة إلى عناوين أخرى مهمة، لكنها تقل أهمية عن موضوع الملف الكردي الذي يثير استياء القيادة السياسية التركية.

على أن هذه العملية مرتبطة بالزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا، ولقائه الرئيس أردوغان الذي أثار ملفات عديدة متعلقة بالشأن السوري، في مقدمتها الملف الكردي، خاصةً وأن أنقرة تنظر بتشاؤم إلى الموقف الأميركي الناعم مع الأكراد عموماً، وفي القلب منهم أكراد سورية.

أردوغان يبدو أنه أخذ ضوءاً أخضر من الرئيس الروسي للتدخل العسكري في إدلب، ولعل هذا يصب في مصلحة الطرفين، لا بل يصب في مصلحة جميع الأطراف الداعمة للنظام السوري، بما فيه الأخير، ذلك أن أكراد سورية يتطلعون إلى حكم ذاتي ينسجم مع الإنجازات العسكرية التي حققوها في الشمال السوري.

ويبدو أن سكوت النظام السوري عن الوجود التركي له علاقة بعاملين، الأول أن القوات الحكومية السورية لا تريد فتح جبهة من القتال مع الأكراد السوريين، والثاني أنها توكل هذا الموضوع ضمنياً إلى تركيا حتى تؤمن حدودها والحدود السورية من وجود حزام كردي يهدد مصالحها.

 الروس مستفيدون من الدور التركي، لأنه على ما يبدو جرى اتفاق بوتيني- أردوغاني على البدء في فصل المعارضة السورية المعتدلة عن المتطرفة، وحدث أن قامت القوات الجوية الروسية بضرب أهداف تابعة لهيئة تنظيم الشام التي تشكل "جبهة النصرة" واحدة من أعمدتها.
الطرفان الروسي والتركي متفقان على أن هذا الإجراء الجراحي لإبعاد الخطر الكردي عن تركيا، هو إجراء مؤقت ولن يدوم حتى تحقق العملية التركية أهدافها، حيث سبق وأن عبّر وزير الدفاع التركي جانيكلي عن هذا السياق بالقول إن بلاده ينبغي أن تظل في إدلب إلى أن يزول التهديد.
تركيا متحسسة جداً من الوجود الكردي على حدودها، ومتحمسة لجهة كبح جماح التمدد الكردي في المنطقة، وهي ترى في احتمالات قيام حكم ذاتي كردي داخل الأراضي السورية كارثة كبرى على الأمن والسيادة التركية، لأن ذلك قد يفتح شهية أكراد تركيا للمطالبة بحكم ذاتي، وقد لا يتوقف الأمر عند هذا الحد.
غير أن هناك أسباباً أُخرى متصلة برغبة أنقرة شن هذه الحملة على إدلب، منها أن القيادة التركية متخوفة من احتمال هروب الجماعات السورية المتطرفة إلى الداخل التركي، وهذا أمر وارد وممكن جداً في ظل مستجدات النزاع السوري المقبل على فصل أخير في عملية الحسم.
أيضاً من بين الأسباب أن تركيا ترغب في دعم المعارضة السورية المعتدلة وإسنادها عسكرياً وسياسياً، ويمكن القول في هذا الإطار إن أنقرة تريد أن تحجز للمعارضة المعتدلة مكاناً مقبولاً في الفعل السياسي بسورية بعد أن يضع النزاع أوزاره.
خلاصة القول هنا إن هناك تقاطعاً في المصالح الروسية والتركية والسورية وحتى الإيرانية من عملية إدلب التي تهدف أيضاً إلى تجهيز هذه المنطقة حتى ينطبق عليها مفهوم خفض التوتر، وبالتالي تصلح لأن تكون خزاناً ديمغرافياً يستوعب السوريين ويمنع من ظهور موجة جديدة من الهجرات ناحية الحدود التركية.

الإيرانيون حالهم حال الأتراك من الموقف الكردي، ينظرون بأهمية بالغة لأي وجود كردي قوي في المنطقة قد يهدد مصالحهم مستقبلاً، فهذه الدول سورية والعراق وإيران وتركيا تشكل حواضن لوجود كردي متغلغل فيها، وأكراد تركيا يشكلون حوالي 56% من أكراد العالم ويصلون إلى حوالي 20 مليون شخص يعيش معظمهم في الجنوب الشرقي لتركيا.

ثم إن التحرك التركي يأتي بعد أن ملّت أنقرة من القيادة السياسية الأميركية التي لم تستجب لتخوفات الأولى من تنامي الوجود الكردي السوري على حدودها، وسبق أن أطلقت أنقرة عملية "درع الفرات" العسكرية التي هدفت إلى قتال وإبعاد الأكراد وعناصر من تنظيم "داعش" عن حدودها.

يبدو أن الموقف التركي من النظام السوري بدأ يميل إلى ضرورات تقبل الأمر الواقع، من حيث عدم المجاهرة ليلاً نهاراً برحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة، وهي-أنقرة- على الرغم من بقائها على مسافة من روسيا والنظام السوري من هذا النزاع، إلا أنها مستدركة بأن مصلحتها تقتضي التواصل مع موسكو والتصالح مع دمشق.

والحقيقة أن تركيا تتعاون وتنسق مع الروس في سورية، انطلاقاً من أن مصلحتها تكمن في وضع يدها إلى اليد الروسية وتبادل المصالح في الملعب السوري، وقد لا نستبعد أن يحصل تعاون تركي- سوري في المستقبل على قاعدة المصالح المشتركة.

هذا هو المعنى الحقيقي للسياسة، فهي لا تعترف بالأخلاق ولا تتحرك على هذا الأساس، وإنما هي تعبير صريح عن التقاء المصالح، فحصل في التاريخ أن عدو الأمس هو صديق مقرب اليوم، وقد يلتقي ويتصالح الطرفان التركي والسوري تحت يافطة تحجيم التوسع الكردي في المنطقة.

أنقرة لن توافق بأي حال من الأحوال على وجود كردي سوري له أظافر وأسنان وقادر على أن يهددها ويتواصل مع نصفه الآخر في تركيا، ولا هو النظام السوري منحاز لفكرة وجود كردي قد يهدد سيادته الوطنية، لكن أيضاً ينبغي الأخذ بالحسبان أن سورية الأسد قد تحتوي الملف الكردي وتُهدّد فيه تركيا، وهذا أمر خاضع لالتقاء المصالح وحسابات الكبار والصغار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحساسية التركية من العقدة الكردية الحساسية التركية من العقدة الكردية



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday