وهذه معرة النعمان
آخر تحديث GMT 05:19:09
 فلسطين اليوم -

وهذه معرة النعمان

 فلسطين اليوم -

وهذه معرة النعمان

هاني عوكل
بقلم : هاني عوكل

بعد سيطرته على مدينة خان شيخون التي تبعد عن إدلب حوالى 70 كيلومتراً، تمكن الجيش السوري أخيراً من إحكام سيطرته على مدينة معرة النعمان فوق خان شيخون، وهو في طريقه الآن إلى استكمال قتاله شمال معرة النعمان باتجاه أريحا وسراقب الإدلبية.
تكمن أهمية معرة النعمان في كون الطريق الدولي بين حلب ودمشق يمر عبرها، وكذلك يمر عبر خان شيخون، ولذلك تعتبر هاتان المدينتان في غاية الأهمية بالنسبة للجيش السوري الذي دفع بتعزيزات عسكرية لاستعادة السيطرة الكاملة على إدلب التي يسكنها حوالى 3.5 مليون سوري.
قبل معرة النعمان تمكن الجيش السوري من استعادة عشرات القرى والبلدات، وفصل خان شيخون عن معرة النعمان، وكذلك فعل حينما استعاد الأخيرة وفصلها عن سراقب التي من غير المستبعد أن تكون محطته، كونها تقع شرق إدلب ويقطعها طريق حلب - دمشق الدولي.
ثمة أهمية لهذه المدن الإدلبية لا تتعلق بالاعتبارات الجغرافية فقط، وإنما في كونها معاقل لتنظيمات المعارضة وخصوصاً المتطرفة منها، واستهدافها يعني بالضرورة ضعف المعارضة وتراجع قوتها وانسحاب ما تبقى منها إلى تحصينات في شمال سورية حيث تنتشر القوات التركية.
في خان شيخون التي سيطر عليها الجيش السوري خرجت فصائل المعارضة إلى معرة النعمان ثاني أكبر مدن إدلب، ومنها خرجت الآن باتجاه أريحا وسراقب، ويبدو أنه ليس هناك من مفر سوى مواجهة الجيش السوري أو الانتقال إلى مناطق أخرى في الشمال للاحتماء بتركيا.
أنقرة التي دفعت نحو تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا قبل أكثر من أسبوعين تقريباً، أدركت أن الخيارات أمامها صعبة ولذلك دفعت بتعزيزات عسكرية لحماية نقاط المراقبة في إدلب، وهددت الجيش السوري باستهدافه إذا ما استهدفت نقاط المراقبة التي أقامتها هناك.
لن ينفع مع تركيا الطلب من روسيا وقف إطلاق النار في إدلب، إذ هناك اختلاف في المصالح بين الطرفين، وحتى لو تحقق شرط موسكو ودمشق بشأن فصل المعارضة المتطرفة عن المعتدلة، فإن الحكومة السورية مصممة على استعادة إدلب بالكامل، بما فيها المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية.
بتعزيز قواتها في إدلب تحاول تركيا أن ترسم خطوطاً لوجودها ودورها هناك، غير أن ذلك ربما لن يتحقق لأسباب عدة، أولها أن روسيا والحكومة السورية متفقتان على وضع حد للوجود التركي في سورية، ولو أن موسكو تتفهم الاحتياجات الأمنية لأنقرة وتعطيها هامشاً للمناورة لتحقيق أهدافها.
ثانياً: الوجود التركي في شمال سورية نفع بشكل أو بآخر حكومة بشار الأسد من حيث إن الأخيرة لم تدخل في مواجهة مباشرة مع الأكراد، بل اعتبر الكثير منهم دمشق حصنهم ومرجعيتهم، واحتموا بها من الخطر التركي الذي تهددهم ومن الولايات المتحدة الأميركية التي تخلت عنهم.
القصد من ذلك أن الحكومة السورية التي سكتت عن الوجود التركي في الشمال، تستوعب أن هذا الوجود صحيح مفيد لكنه ينبغي أن يكون مؤقتاً، وينتهي بانتهاء هذا الوجود.
في موضوع إدلب وحماية تركيا للمعارضة السورية، قد تخرج الأولى خاسرة من هذا الرهان ولذلك حاولت شراء الوقت بتثبيت هدنة من أجل التفرغ للملف الليبي، ومع فشل وقف إطلاق النار قد تلجأ إلى روسيا لفتح نقاش حول مستقبل المعارضة المعتدلة وتأمين مطالبها.
ومن المستبعد أن تحصل أي مواجهات مباشرة بين الجيشين التركي والسوري في إدلب، وسبق أن حصلت مناوشات بين الطرفين لكنها انتهت بتدخل روسيا ومنع توسع النزاع، ولذلك يمكن القول إن الحكومة السورية ليست قلقة من تركيا طالما أن هناك روسيا القوية التي يمكنها التعامل مع أنقرة.
الآن كل ما يهم الجيش السوري هو استعادة إدلب بشكل كامل، مدركاً أن الضغط باتجاه المناطق شمال معرة النعمان سيدفع بنزوح آلاف السكان باتجاه قلب المحافظة وشمالها وجنوبها أيضاً، وإذا ما تمكن الجيش السوري من الوصول إلى سراقب وأريحا والسيطرة عليهما فإنه على الأغلب سيتمكن من إحكام السيطرة على كل إدلب.
في حسبة الجيش السوري حالياً مدينتا سراقب وأريحا، الأولى إذا تأمنت فهذا يعني تأمين طريق حلب - دمشق بالكامل، والثانية تقع على طريق حلب - اللاذقية والسيطرة عليها تعني صفعة قوية أخرى للمعارضة وتأثيراً مباشراً على معنوياتها وكذلك على خطوط إمدادها.
إذاً يمكن القول إن مسألة إنهاء ملف إدلب خاضعة لعامل الزمن وشبه محسومة للجيش السوري، وإذا ما تحقق ذلك قريباً قد نسمع قبلها أو خلالها عن مفاوضات تركية - روسية تتعلق بثمن خروج الأولى من سورية، وليس بالضرورة أن يكون خروجاً سريعاً بقدر ما يتعلق بسياسة العرض والطلب وتبادل المصالح وتحقيقها على الأرض السورية.
كذلك ستحاول تركيا الحفاظ على المعارضة المعتدلة حتى إذا خسرت إدلب، لأن الحفاظ عليها وتأمين وجودها في قلب سورية سيعني أن عين تركيا على الداخل السوري، وهي ترغب في لعب دور هناك كما تفعل إيران في العراق وكذلك سورية، وحال مثل هذه الدول أنها تريد ممارسة نفوذها الإقليمي وعدم ترك الساحة لدول قد تلعب هذا الدور.
ثمة مقولة "المكتوب مبيّن من عنوانه"، وهي تكاد تنسجم مع ما يجري الآن في سورية عموماً وإدلب على وجه التحديد، وبمعنى أدق أن الجيش السوري أعاد سيطرته على أهم المدن التي خرجت من مظلته، وفي إدلب حقق إنجازات عسكرية في بلدات وقرى إدلبية وألحقها به إلى جانب مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهذه معرة النعمان وهذه معرة النعمان



GMT 14:24 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 17:48 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

GMT 17:49 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

صـــفــقــــة الــعـــــدو

GMT 17:46 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»؟

GMT 15:32 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

أخبار مهمة من حول العالم

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 10:25 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

الفنانة لطيفة تظهر بشكل غريب ومختلف على "انستغرام"

GMT 23:29 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

تأثيرات فلكية متناقضة

GMT 03:14 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

آشلي غرهام تكشف الدور المؤثر لحركة #METOO على صناعة الموضة

GMT 01:57 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

النقاد يكشفون أن أفضل فيلم رومانسي "عمر وسلمى 1"

GMT 01:20 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تعلن سعادتها بفيلمها الجديد "عقدة الخواجة"

GMT 13:02 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

​طريقة إعداد الدجاج المحشي باللوز أو الصنوبر المقلي

GMT 22:55 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود الخطيب يفوز برئاسة النادي الأهلي

GMT 21:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زورق حربي إسرائيلي يخترق المياه الإقليمية اللبنانية

GMT 16:19 2014 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

"كيا سيول" 2015 تتميز بخاصية مراقبة ضغط الهواء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday