وهذه معرة النعمان
آخر تحديث GMT 15:42:16
 فلسطين اليوم -

وهذه معرة النعمان

 فلسطين اليوم -

وهذه معرة النعمان

هاني عوكل
بقلم : هاني عوكل

بعد سيطرته على مدينة خان شيخون التي تبعد عن إدلب حوالى 70 كيلومتراً، تمكن الجيش السوري أخيراً من إحكام سيطرته على مدينة معرة النعمان فوق خان شيخون، وهو في طريقه الآن إلى استكمال قتاله شمال معرة النعمان باتجاه أريحا وسراقب الإدلبية.
تكمن أهمية معرة النعمان في كون الطريق الدولي بين حلب ودمشق يمر عبرها، وكذلك يمر عبر خان شيخون، ولذلك تعتبر هاتان المدينتان في غاية الأهمية بالنسبة للجيش السوري الذي دفع بتعزيزات عسكرية لاستعادة السيطرة الكاملة على إدلب التي يسكنها حوالى 3.5 مليون سوري.
قبل معرة النعمان تمكن الجيش السوري من استعادة عشرات القرى والبلدات، وفصل خان شيخون عن معرة النعمان، وكذلك فعل حينما استعاد الأخيرة وفصلها عن سراقب التي من غير المستبعد أن تكون محطته، كونها تقع شرق إدلب ويقطعها طريق حلب - دمشق الدولي.
ثمة أهمية لهذه المدن الإدلبية لا تتعلق بالاعتبارات الجغرافية فقط، وإنما في كونها معاقل لتنظيمات المعارضة وخصوصاً المتطرفة منها، واستهدافها يعني بالضرورة ضعف المعارضة وتراجع قوتها وانسحاب ما تبقى منها إلى تحصينات في شمال سورية حيث تنتشر القوات التركية.
في خان شيخون التي سيطر عليها الجيش السوري خرجت فصائل المعارضة إلى معرة النعمان ثاني أكبر مدن إدلب، ومنها خرجت الآن باتجاه أريحا وسراقب، ويبدو أنه ليس هناك من مفر سوى مواجهة الجيش السوري أو الانتقال إلى مناطق أخرى في الشمال للاحتماء بتركيا.
أنقرة التي دفعت نحو تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا قبل أكثر من أسبوعين تقريباً، أدركت أن الخيارات أمامها صعبة ولذلك دفعت بتعزيزات عسكرية لحماية نقاط المراقبة في إدلب، وهددت الجيش السوري باستهدافه إذا ما استهدفت نقاط المراقبة التي أقامتها هناك.
لن ينفع مع تركيا الطلب من روسيا وقف إطلاق النار في إدلب، إذ هناك اختلاف في المصالح بين الطرفين، وحتى لو تحقق شرط موسكو ودمشق بشأن فصل المعارضة المتطرفة عن المعتدلة، فإن الحكومة السورية مصممة على استعادة إدلب بالكامل، بما فيها المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية.
بتعزيز قواتها في إدلب تحاول تركيا أن ترسم خطوطاً لوجودها ودورها هناك، غير أن ذلك ربما لن يتحقق لأسباب عدة، أولها أن روسيا والحكومة السورية متفقتان على وضع حد للوجود التركي في سورية، ولو أن موسكو تتفهم الاحتياجات الأمنية لأنقرة وتعطيها هامشاً للمناورة لتحقيق أهدافها.
ثانياً: الوجود التركي في شمال سورية نفع بشكل أو بآخر حكومة بشار الأسد من حيث إن الأخيرة لم تدخل في مواجهة مباشرة مع الأكراد، بل اعتبر الكثير منهم دمشق حصنهم ومرجعيتهم، واحتموا بها من الخطر التركي الذي تهددهم ومن الولايات المتحدة الأميركية التي تخلت عنهم.
القصد من ذلك أن الحكومة السورية التي سكتت عن الوجود التركي في الشمال، تستوعب أن هذا الوجود صحيح مفيد لكنه ينبغي أن يكون مؤقتاً، وينتهي بانتهاء هذا الوجود.
في موضوع إدلب وحماية تركيا للمعارضة السورية، قد تخرج الأولى خاسرة من هذا الرهان ولذلك حاولت شراء الوقت بتثبيت هدنة من أجل التفرغ للملف الليبي، ومع فشل وقف إطلاق النار قد تلجأ إلى روسيا لفتح نقاش حول مستقبل المعارضة المعتدلة وتأمين مطالبها.
ومن المستبعد أن تحصل أي مواجهات مباشرة بين الجيشين التركي والسوري في إدلب، وسبق أن حصلت مناوشات بين الطرفين لكنها انتهت بتدخل روسيا ومنع توسع النزاع، ولذلك يمكن القول إن الحكومة السورية ليست قلقة من تركيا طالما أن هناك روسيا القوية التي يمكنها التعامل مع أنقرة.
الآن كل ما يهم الجيش السوري هو استعادة إدلب بشكل كامل، مدركاً أن الضغط باتجاه المناطق شمال معرة النعمان سيدفع بنزوح آلاف السكان باتجاه قلب المحافظة وشمالها وجنوبها أيضاً، وإذا ما تمكن الجيش السوري من الوصول إلى سراقب وأريحا والسيطرة عليهما فإنه على الأغلب سيتمكن من إحكام السيطرة على كل إدلب.
في حسبة الجيش السوري حالياً مدينتا سراقب وأريحا، الأولى إذا تأمنت فهذا يعني تأمين طريق حلب - دمشق بالكامل، والثانية تقع على طريق حلب - اللاذقية والسيطرة عليها تعني صفعة قوية أخرى للمعارضة وتأثيراً مباشراً على معنوياتها وكذلك على خطوط إمدادها.
إذاً يمكن القول إن مسألة إنهاء ملف إدلب خاضعة لعامل الزمن وشبه محسومة للجيش السوري، وإذا ما تحقق ذلك قريباً قد نسمع قبلها أو خلالها عن مفاوضات تركية - روسية تتعلق بثمن خروج الأولى من سورية، وليس بالضرورة أن يكون خروجاً سريعاً بقدر ما يتعلق بسياسة العرض والطلب وتبادل المصالح وتحقيقها على الأرض السورية.
كذلك ستحاول تركيا الحفاظ على المعارضة المعتدلة حتى إذا خسرت إدلب، لأن الحفاظ عليها وتأمين وجودها في قلب سورية سيعني أن عين تركيا على الداخل السوري، وهي ترغب في لعب دور هناك كما تفعل إيران في العراق وكذلك سورية، وحال مثل هذه الدول أنها تريد ممارسة نفوذها الإقليمي وعدم ترك الساحة لدول قد تلعب هذا الدور.
ثمة مقولة "المكتوب مبيّن من عنوانه"، وهي تكاد تنسجم مع ما يجري الآن في سورية عموماً وإدلب على وجه التحديد، وبمعنى أدق أن الجيش السوري أعاد سيطرته على أهم المدن التي خرجت من مظلته، وفي إدلب حقق إنجازات عسكرية في بلدات وقرى إدلبية وألحقها به إلى جانب مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهذه معرة النعمان وهذه معرة النعمان



GMT 14:24 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 17:48 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

GMT 17:49 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

صـــفــقــــة الــعـــــدو

GMT 17:46 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»؟

GMT 15:32 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

أخبار مهمة من حول العالم

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday