ماذا تريد واشنطن من سورية
آخر تحديث GMT 06:56:25
 فلسطين اليوم -
الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي ليلي أوكراني وتؤكد اعتراض 29 طائرة مسيرة كان تستهدف مواقع روسية الجيش الإسرائيلي يعلن نجاح اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن المرصد السوري يعلن عن مقتل 3 من فصائل موالية لتركيا في غارة روسية على ريف حلب الشرقي أمر ملكي في المملكة العربية السعودية يقضي بتحويل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون إلى مؤسسة مستقلة عاصفة شتوية تجتاح شمال أميركا مع موجة برد قارس تضرب الجنوب وتسجل درجات حرارة تحت الصفر قرار كويتي بسحب الجنسية من داود حسين ونوال الكويتية يثير ردود فعل واسعة عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى الواجهة مجددًا مع انتشارها في سوق السيارات المصري بشكل ملحوظ الفيضانات في تايلاند تُسّفر عن مقتل 9 أشخاص ونزوح 13 ألف آخرين قصف إسرائيلي على خان يونس يؤدي إلى مقتل عاملين بمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» بعد استئناف عملياتها في غزة الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام
أخر الأخبار

ماذا تريد واشنطن من سورية؟

 فلسطين اليوم -

ماذا تريد واشنطن من سورية

بقلم : هاني عوكل

يوماً بعد يوم ينتقل الملف السوري من مربع ساخن إلى آخر أكثر سخونة، على خلفية العوامل الخارجية التي تهدف إلى إطالة عمر النزاع والسعي للحصول على أكبر حصة ممكنة من الغنائم في هذا البلد الذي لم يعرف الأمن والأمان منذ حوالي سبع سنوات.

كان يُعاب على الولايات المتحدة الأميركية عدم وضوح الموقف وغياب الاستراتيجية المتعلقة بالتعامل مع الملف السوري، غير أن ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي، أماط اللثام عن هذه الاستراتيجية ومصلحة واشنطن في البقاء بسورية.

فجأةً وبعد انقطاع مقصود في التعامل مع الملف السياسي السوري، يصرح تيلرسون بأن بلاده ستحتفظ بوجود عسكري داخل سورية بهدف التأكد من عدم ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي أُقصي من معاقل وجوده ومصدر قوته في كل من محافظتي الرقة ودير الزور.

وزير الخارجية الأميركي طرح استراتيجية بلاده في التعامل مستقبلاً مع الملف السوري، يشمل ذلك عدا عن موضوع الإرهاب والتحوط لعودته إلى سورية، السعي دبلوماسياً لإقصاء الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، إلى جانب تحجيم الدور الإيراني داخل سورية.

هذه الأهداف من شأنها أن تُغيّر من دور الوجود العسكري الأميركي في سورية، إذ هناك بالفعل حوالي 2000 جندي في عدد من القواعد العسكرية، لكن يبدو أن هذا الدور لن يقتصر على الوجود الأميركي فحسب، بل الاستعانة بذراع أخرى عنوانها الأكراد.

أساساً قبل تصريحات تيلرسون هذه، كان التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن يعلن عن السعي إلى تشكيل قوة عسكرية حدودية نصفها من الأكراد، والنصف الآخر سيجري تجنيده على دفعات، تهدف إلى تأمين الحدود السورية مع كل من العراق وتركيا.
بصراحة هناك ألغام كثيرة في هذا الإعلان، لأن تأمين الحدود يقع على عاتق الدولة صاحبة السيادة والأرض وهي سورية، بالإضافة إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي لم يعد ذلك المهدد الخطير، وكان يمكن التواصل مع دول الجوار مثل العراق وتركيا للتأكيد على أهمية ضبط الحدود.

غير أن الإعلان يفسر أن للولايات المتحدة أهدافا في سورية، أولها الرغبة في البقاء هناك إلى أجل غير مسمى، ومنع تمدد الوجود الإيراني، والثالث حماية الوجود الكردي الذي تنظر إليه واشنطن على أنه حليف يحمي مصالحها، وفي ذات الوقت يشكل ورقة ضاغطة تستخدمها الولايات المتحدة ضد تركيا وقتما تشاء.

أيضاً يشكل الإعلان رسالة إلى مختلف الأطراف الدولية التي تنظر بقلق بالغ لمسألة التنامي الكردي في الشمال السوري، على أن قوات سورية الديمقراطية خط أحمر بالنسبة لأميركا، ومن يعاديها فإنه يعادي السياسة الأميركية في المنطقة.

لنا أن نلاحظ بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدّد بإجراء عملية عسكرية عنوانها عفرين ومنبج التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سورية، تبعه بعد ذلك إعلان التحالف الدولي عن تشكيل قوات من 30 ألف مقاتل.

إعلان التحالف جاء بعد تصريحات أردوغان، وقد يعني ذلك أن واشنطن لا تقبل من تركيا استهداف الأكراد في أماكن تواجدهم بالشمال السوري، وأساساً حينما غيّرت الولايات المتحدة من سياستها بتعديل الدعم من المعارضة السورية المعتدلة إلى الأكراد، لم يقترب أي طرف ناحية قوات سورية الديمقراطية.

الجميع سكت عن الدور الكردي في الشمال السوري، روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري، لكن أنقرة ظلت تعاني من حمى تنامي هذا الدور والتخوف من مسألتين: إما تشكيل حزام كردي متواصل جغرافياً بالقرب من الحدود السورية- التركية، أو الخوف الأعظم من إيجاد دولة كردية مستقلة على الجنوب التركي.

وهذا السكوت لم يأت من فراغ، إذ أنه أولاً مرتبط بالأولويات، حيث رأت روسيا في تهديد تنظيم "داعش" شر أكبر، وكانت ترغب أن يُحسب لها دولياً هزيمة هذا التنظيم، بينما ينظر النظام السوري ومعه إيران إلى المعارضة السورية المعتدلة على أنها الشيطان الذي ينبغي استئصاله.

ثانياً الموضوع متعلق بتوازنات القوى في الساحة السورية، وعدم الدخول في تصعيد قد لا تُحسب عقباه، خصوصاً وأن الأكراد مدعومين من الولايات المتحدة الأميركية، وأي تهديد لهم قد يشعل المنطقة في حرب أوسع من الحالية.

الاستراتيجية الأميركية في سورية تشي بأن واشنطن تريد تعزيز دورها في الملف السوري، ربما لعاملين يتعلقان بالتأكيد على أنها تبقى الدولة الأكثر تأثيراً في العالم وصاحبة القرار في كل تفصيلة، ولا ترغب أن تحتكر روسيا مسألة إدارة الأزمة السورية.

العامل الآخر يتصل بالمردود من هذا التدخل، سواء المردود السياسي أو المادي، ومن غير المستبعد أن يخضع الملف السوري إلى صفقات من تحت الطاولة ومساومات لحل الأزمة السورية بحساب الكلف والعوائد السياسية والاقتصادية.

الواضح في الموقف الأميركي الجديد وإعلان تشكيل قوات حدودية، أنه شوّش كثيراً على مسار سوتشي الروسي، كما أثار حفيظة روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، ويلحظ أن كل دولة تُقيّم المخاطر بناء على حساباتها ومصالحها.

لكن الخشية العظمى أن يشكل إعلان القوات الحدودية مقدمة لتقسيم سورية إلى منطقتين أو ثلاث، واحدة في الشمال يحكمها الأكراد، والثانية في الوسط يحكمها النظام السوري والثالثة أقل مساحة وتحكمها المعارضة المعتدلة.

هذا أسوأ السيناريوهات وأكثرها تشاؤماً، ولا يمكن إطلاق صفة الاستحالة عليه بالنظر إلى المعطيات الجديدة. أما أكثر السيناريوهات تفاؤلاً يقول إن المسار السياسي ابتعد مسافة جيدة عن جهود وممكنات الحل، وتدخل الأطراف الدولية في النزاع السوري يُشكّل الوقود المستمر للنزاع.

ولعل فرص نجاح الحل السياسي مرهونة بأن ترفع الدول الكبرى المؤثرة في النزاع السوري أيديها عنه، ذلك أن أكبر تحدي لهذا النزاع هو تدخل القوى الكبرى فيه والسعي إلى فرض عضلاتها والتنافس فيما بينها على المسرح الدولي من المنصة السورية.

وكما أدارت روسيا الأزمة السورية بطريقة أعادت الاعتبار إلى دورها في النظام الدولي، وكرّست هذا الدور لتأمين مصالحها الحيوية، تفعل الولايات المتحدة الأميركية ذلك، وتقرر البقاء في سورية على قاعدة تأكيد الحضور الأميركي في المنطقة وتفتيت الشرق الأوسط وضمان تفوق إسرائيل.

نقلًا عن جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تريد واشنطن من سورية ماذا تريد واشنطن من سورية



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 08:05 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الأسد" في كانون الأول 2019

GMT 19:06 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

أفكار فساتين ربيعية ناعمة من ياسمين صبري

GMT 06:04 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

تخلص من نقر الطيور على النافذة بـ"ورقة"

GMT 11:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إليكِ خطوات رسم الحواجب بالماسكارا

GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

بهاء مجدي يكشف تلقيه عروض خلال الانتقالات الصيفية

GMT 19:28 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

مصير مجهول ينتظر "ديزل" محمد رمضان بسبب أزمة هيفاء وهبي

GMT 23:13 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

طريقة سهلة وبسيطة لعمل فيلية السمك المشوي

GMT 16:29 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

فوائد المكسرات الضرورية لنظامك الغذائي

GMT 13:25 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"مانشستر سيتي" يخشى انتقال إبراهيم دياز إلى "ريال مدريد"

GMT 04:27 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

سناء يوسف تواصل جولتها الترفيهية في أوروبا

GMT 21:26 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

"إيفرتون" يتعاقد مع أديمولا لوكمان لمدة 4 أعوام ونصف
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday