ما تراه واشنطن وما لا تراه
أخر الأخبار

ما تراه واشنطن وما لا تراه

 فلسطين اليوم -

ما تراه واشنطن وما لا تراه

بقلم : رجب أبو سرية

في مجلس الأمن حصلت إسرائيل على نتيجة الفشل مرتين خلال الأسبوع المنصرم، وذلك بعد أن فشلت في الترشح للعضوية غير الدائمة في المجلس التي تتقدم لها الدول تباعا، بتدوير وفق نظام معين يغطي القارات الخمس في العالم، وكذلك حين فشلت في إصدار بيان عبر الولايات المتحدة، يدين الملاحظات التي أبداها الرئيس محمود عباس في خطابه بالمجلس الوطني.

ومعروف أن «مجلس الأمن» إنما هو مجلس النخبة الكونية، حيث تتحكم خمس دول بقرارات أعلى هيئة في المنظمة الدولية «الأمم المتحدة» وهي الدول دائمة العضوية في المجلس من جهة، ومن جهة ثانية الدول التي تتمتع بحق النقض»الفيتو»، حيث يمكنها باستخدام ذلك الحق أن تحبط أي قرار من أي بند للمجلس، وفي هذا المجلس تجد إسرائيل عادة «بيتها الدافئ» خاصة أيام الحرب الباردة، حيث كانت كل من الصين والاتحاد السوفياتي السابق»روسيا لاحقا» إلى جانب حركات التحرر والشعوب في العالم، فيما كانت كل من الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، في الجانب الآخر، الذي يحمي مصالح الغرب الرأسمالي والاستعماري، ومن ضمن محمياته كانت إسرائيل.

أما في الجمعية العامة فالأمر مختلف، حيث تبدو الجمعية العامة كما لو كانت برلمان العالم، مقابل مجلس الأمن الذي يبدو كما لو كان حكومة العالم، ولأن إسرائيل «دولة احتلال» مفضوحة تماما، فإن مئات القرارات اتخذت بحقها في الجمعية العامة، لكنها غير ملزمة، كذلك اتخذت ضدها عشرات القرارات في مجلس الأمن، لكنها كلها كانت تحت البند السادس، ولم يتخذ بحقها بسبب انحياز الولايات المتحدة الكامل والتام لها، أي قرار تحت البند السابع الذي يفرض تنفيذ قرارات المجلس بالقوة.
صحيح أن نفوذ العضوية الدائمة التي تتمتع بحق النقض الفيتو غير محدود لكن العضوية غير الدائمة مهمة أيضا، لجهة طرح مشاريع القرارات، حيث أن مشروع كل قرار إجرائي حتى يطرح للتصويت يجب أن يحصل على موافقة تسعة من أصل الخمسة عشر صوتا. ونظام تدوير العضوية غير الدائمة، يعتمد تخصيص المقاعد بين القارات، ومدة العضوية غير الدائمة هي سنتان، يتم كل عام انتخاب خمسة أعضاء غير دائمين.

هذا العام كانت نية إسرائيل أن تتقدم للعضوية غير الدائمة، وهي على ما يبدو ترى أن العامين القادمين مهمان فيما يخص ترتيبات الشرق الأوسط، لكنها اصطدمت بترشح كل من ألمانيا وبلجيكا عن قارة أوروبا، ومعروف بأن إسرائيل، ورغم وجودها في آسيا جغرافيا، لكن لأن الشرق الأوسط ومعظم دول آسيا تلفظها، فهي حتى في الاتحاد الدولي لكرة القدم تتبع أوروبا، وحين وجدت أن ألمانيا وبلجيكا ليستا على استعداد للتنازل لها عن العضوية غير الدائمة، اضطرت للانسحاب من الترشح للمنصب.

أما ما يخص مشروع البيان الذي تقدمت به مندوبة الولايات المتحدة، فهو يدل على صفاقة ليس لها حدود تتسم بها إدارة دونالد ترامب الأميركية إن كان في البيت الأبيض أو في الخارجية، فرغم أن حديث الرئيس عباس كان حديثا أكاديميا وتاريخيا وليس انفعاليا أو وجهة نظر، وكان سردا لأقوال أكاديميين وباحثين يهود أصلا، ورغم تقديمه حسب البروتوكول بين الدول الاعتذار، إلا أن واشنطن التي باتت أشبه بالدمية التي تحركها أصابع الحكومة الإسرائيلية، آثرت أن تذهب لمجلس الأمن لإصدار بيان يدين تلك الأقوال.
والبيان يعبر عن موقف، وهو غير القرار الإجرائي، لذا فمن سوء حظ تل أبيب وواشنطن كان يحتاج لإجماع أعضاء المجلس، حيث اعترضت دولة الكويت الشقيقة، ورغم أن مشروع البيان أو مسودته لم يمر، إلا أن مجرد التفكير به وطرحه على «حكومة العالم» يكشف مستوى الصفاقة التي تتصف بها اكبر وأقوى دولة في العالم، تقوده حاليا إلى هاوية المواجهة والدمار، ما لم  تحتج وتثُر شعوب العالم من أجل تعديل ميزان العدالة الدولية.
لا تسمع أميركا مطلقا أصوات الرصاص والطائرات والقذائف الإسرائيلية ولا ترى قناصة الاحتلال وهم يطلقون النار على المتظاهرين العزل الفلسطينيين ولا تسمع أقوال اليمين المتطرف النافية للوجود الفلسطيني الذي هو أقدم وأحق من وجود إسرائيل، ولا ترى بطش الاحتلال وهو يعتقل الأطفال ويقتل عن عمد العشرات منهم، ولا تسمع ما يقوله الوزراء السفلة الجالسون على مقاعد الحكومة الإسرائيلية التي تمس الحقوق الفلسطينية الطبيعية وحتى الدين الإسلامي.

لكنها أميركا/ ترامب التي أصبحت مثل فيل يقوده كلب، أو مثل جمل يمسك لجامه عبد وضيع، يذهب به إلى حيث شاء، لم تعد ترى إلا من الزاوية الضيقة للرؤية، وإذا كانت مؤسسات الدولة والشعب الأميركيين يصمتان على هذا، فإن العالم كله بدوله وشعوبه، لا يمكنه أن يصمت طويلا، على بقاء أميركا تقود العالم وهي منقادة من قبل إسرائيل. لذا فان الإطاحة بقيادتها للعالم باتت وشيكة، وصار أمر إعادتها إلى ما وراء البحار وراء الباب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تراه واشنطن وما لا تراه ما تراه واشنطن وما لا تراه



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 11:50 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل 5 شواطئ في المملكة العربية السعودية

GMT 19:04 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

كيف تعلمي طفلك الصبر؟

GMT 09:43 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تطلق سيارتها "سي إل أس"الجديدة والمميزة

GMT 19:49 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

أرامكو تنفذ صفقة الاستحواذ على 70% من سابك

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 09:11 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسباب نجاح مسلسلات السيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمّة

GMT 22:38 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

هل يمكن تنفيذ التعليم الاستيعابي الجيد بتكلفة بسيطة؟

GMT 14:48 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:19 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ترامب يكشف الحقيقة‎

GMT 13:04 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

معلول يكشف أن معدن لاعب "الأهلي" يظهر وقت الأزمات

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday