مسيرة العودة موعد مع المواجهة
آخر تحديث GMT 17:56:49
 فلسطين اليوم -

مسيرة العودة: موعد مع المواجهة

 فلسطين اليوم -

مسيرة العودة موعد مع المواجهة

بقلم: رجب أبو سرية

بعد أن كان قد تأجل موعد عقد القمة العربية التاسعة والعشرين، الذي كان مقرراً في الأسبوع الأخير من هذا الشهر، إلى شهر نيسان على الأغلب، وذلك بحجة إجراء انتخابات الرئاسة المصرية في التوقيت السنوي المعتاد للقمة. ولأن الرياض حيث ستنعقد القمة حريصة جدا على حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شخصياً، فقد ارتأت تأجيل القمة، جاء التسريب عن تأجيل طرح «صفقة القرن» التي قيل أيضا، بأن واشنطن تنوي طرحها خلال هذا الشهر، حتى تقف أمامها القمة، أو بعد القمة، لكن قبل منتصف أيار القادم، حيث تحل الذكرى السبعون للنكبة، والتي تنوي واشنطن ولمزيد من استفزاز الشعب الفلسطيني أن تكون موعداً لنقل سفارتها المشؤومة من تل أبيب إلى القدس.

منذ عدة سنوات، كان الحراك الشعبي الفلسطيني من أجل حق العودة قد نشط، خاصة في دول الجوار المحيطة بفلسطين، وبشكل خاص في لبنان والأردن، حيث يوجد في الأردن أكبر تجمع فلسطيني خارج حدود فلسطين التاريخية، وفي لبنان يوجد لاجئون فلسطينيون هم الأكثر معاناة من بين كل اللاجئين أينما هم مقيمون، نظراً لجملة القرارات المتخذة بحقهم والتي تحصر حرية حركتهم وقدرتهم على العمل على أرض لبنان في أضيق نطاق، ولبنان الطائفي، الذي بالكاد يحافظ على تماسكه الداخلي منذ عام 1943، وفق دستور يحدد حقوق الطوائف في النظام السياسي في السلطتين التشريعية والتنفيذية، حاصر اللاجئين الفلسطينيين كثيرا، خشية توطينهم وبالتالي الإخلال بالمعادلة الطائفية الداخلية، حيث معظم الفلسطينيين هم مسلمون من السنة.

وبخط تصاعدي، شكّل الحراك الشعبي الفلسطيني، في ظل ظهور الحراكات الشعبية العربية منذ عام 2011، مناسبة مهمة جدا، لإعادة الاعتبار لواحد من أهم ملفات القضية الفلسطينية، التي لم تجد حلها حتى بعد إقامة السلطة، والتي تم تأجيل البحث فيها ضمن ملفات الحل النهائي، التي انطوت مع توقف المفاوضات منذ عام 2014، وكان متوقعاً أن يستمر الخط التصاعدي، باحتشاد جموع اللاجئين الفلسطينيين، إن كان في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل أو غرب الأردن، في الأغوار، لكن وبالنظر إلى عدم رضا النظام العربي عن مسيرات العودة، رغم أن كلا من لبنان والأردن، ينظر بعين القلق لخيار التوطين، فإن هذا العام هناك توتر بين لبنان وإسرائيل، على خلفية قيام لبنان بالتنقيب عن الغاز في مياهه الإقليمية، كذلك عدم ارتخاء حالة الشد بين الأردن وإسرائيل التي بدأت بحادثة السفارة، وما زالت على خلفية إجراءات إسرائيل تجاه القدس، كذلك إعلان ترامب تجاه المدينة التي للأردن ولاية دينية عليها، لذا من المتوقع أن يواجه حراك العودة من خارج حدود فلسطين، عقبات تحول دون أن يظهر بقوة .

التعويض يجيء هذا العام من داخل فلسطين التاريخية، حيث ورغم حالة الانقسام الداخلي، إلا أن الكل الفلسطيني الذي يمكنه أن يتوحد ميدانيا دائما وفي كل وقت، بدأ يتوحد بالتحضير لمليونية مسيرة العودة هذا العام.

والحشد المليوني يظهر في قطاع غزة، بحكم التحرر النسبي الداخلي، من حواجز الاحتلال الكابحة لحشودات المواجهة، وحيث بدأ العد التنازلي، فإن يوم الخامس عشر من أيار القادم، سيشهد مواجهة حقيقية ميدانية أولا بين جماهير الشعب الفلسطيني على حدود قطاع غزة، وداخل مدن الضفة الغربية، وربما مناطق الـ 48، ورسمية ثانياً، حيث أن نقل السفارة في ذلك اليوم سيكون حديث الإعلام العربي كله، بما سيجعل من المنطقة العربية كلها، وفي المنتصف منها أرض فلسطين، مرجلاً يغلي.
هذا ما لا تدركه إدارة البيت الأبيض الصفيقة، والغرّة في السياسة الدولية، والتي تبدو كما لو كانت دمية بيد الصهيونية العالمية، التي تمرر ما تريده عبر جاريد كوشنير، الذي دفع تدخله الفج بالسياسة الخارجية الأميركية وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي بدا، خاصة فيما يخص إعلان القدس أكثر تعقلا من مجانين البيت الأبيض، إلى الاستقالة.

وإذا كانت مندوبة الولايات المتحدة نيكلي هايلي، العضو الآخر في جوقة الصفاقة السياسية الأميركية، من خارج البيت الأبيض، قد رأت ما تحت قدميها فقط، حين قالت إن السماء لم تنطبق على الأرض بعد الإعلان إياه، فإنها لا ترى بعينها الزجاجية، أو تلك المغطاة بالغشاء الصهيوني، المواجهات المستمرة منذ ذلك اليوم، خاصة أيام الجمع، كما أنها لا تدرك بأن ثورات الشعوب لا تحدث كرد فعل آني أو فوري على قرار، بل تحدث بالتراكم، لذا فإن البعض يستغرب حين يرى بأن حادثة ما، ربما كانت عرضية قد أطلقت شرارة الثورة، هنا يمكن التذكير بواقعة الدهس التي قام بها سائق الشاحنة الإسرائيلي في أسدود بحق سيارة كان يقلها عمال فلسطينيون كانت متوقفة في محطة وقود، والتي أطلقت انتفاضة العام 1987، أو إحراق محمد بوعزيزي لنفسه لإطلاق شرارة الربيع العربي في الوطن العربي بأسره.

المهم أن يوم الخامس عشر من أيار القادم سيكون يوما للمواجهة الشعبية الشاملة، التي أول ما ستحققه هو الوحدة السياسية الميدانية، حيث تجتمع كل الفصائل، والتي ستعيد ثانياً الاعتبار للعامل الشعبي في المواجهة، التي لن تقتصر بعد ذلك اليوم على المواجهة السياسية/الدبلوماسية التي يقوم بها رئيس السلطة والخارجية، وربما ثالثاً أن ذلك اليوم سيكون فاصلاً في برنامج الكفاح الوطني، حيث إن طي صفحة حل الدولتين لن يجبر الشعب الفلسطيني على الاختيار بين صفقة ترامب ومقترحات شكيد وحل الكانتونات، بل إن برنامج الكفاح الفلسطيني سيتضمن كل الحقوق الوطنية، بالدولة المستقلة، والقدس والعودة، وسيجمع كل تجمعات الشعب الفلسطيني، على برنامج متعدد النقاط، ليواجه الكل الفلسطيني في الداخل والخارج، أولا أميركا بإخراجها من رعاية الملف، وثانياً إسرائيل، ليس كدولة احتلال فقط، بل وكدولة تمارس التمييز العنصري داخل حدودها، ضد مواطنيها من العرب الفلسطينيين ومواطني دولة فلسطين الذين لهم حقوق مدنية وشخصية بالعودة والتعويض، واستعادة ما قامت بالسطو عليه وفق ما أسمته بقانون الغائبين!

المصدر : جريدة الأيام

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيرة العودة موعد مع المواجهة مسيرة العودة موعد مع المواجهة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday