«حماس» تتوارى عن الأنظار
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

«حماس» تتوارى عن الأنظار

 فلسطين اليوم -

«حماس» تتوارى عن الأنظار

رجب أبو سرية
بقلم : رجب أبو سرية

بعد أن خرج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية من غزة، في خريف العام الماضي، ولم يعد بل بقي مقيماً في الدوحة القطرية، صار بالإمكان القول، بأن قيادة "حماس" بمعظمها أو بقرارها مقيمة بالخارج، أما قيادة الداخل، فما هي إلا قيادة محلية، تقرر فيما يخص الوضع الداخلي، ولا تقرر فيما يخص سياسة "حماس" العامة والرئيسية، وأن إقامة القيادة المقررة في الخارج، لابد ان تؤثر جدا على سياستها العامة، بحيث تأخذ بعين الاعتبار جغرافيا السياسة، او مواقف القوى الإقليمية وخاصة المتحالفة معها، والتي هي بالمناسبة لم تعد كثيرة، بل تكاد تقتصر على كل من قطر أولاً وتركيا من بعيد، وبالكاد إيران.
أما لماذا اختار إسماعيل هنية قطر مقراً لإقامته، وهي كانت المقر المفضل لقادة "حماس"، ولم يغادرها القائد السابق لـ "حماس" خالد مشعل إلا مضطراً، وكما هو حال عزمي بشارة، فلأن الإقامة في قطر تعني رغد العيش، بكل ما في الكلمة من معنى، يفوق الخيال، وقد أبقت وأكدت إقامة هنية في قطر، على سريان المنحة المالية القطرية لقطاع غزة، والتي كانت قطر تتحدث من قبل بأنها ستتوقف مع مطلع هذا العام الحالي.
أي أنه مقابل "هدوء" حماس، في غزة، وبالطبع هدوئها الأكبر في الضفة، تستمر في تلقي المنحة المالية القطرية، وهكذا فإن "حماس" ومنذ وقت، تبدو في حالة "صمت"، تخللها استثناء يؤكد القاعدة، بمناسبة الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، التي جرت في مطلع آذار من العام الحالي، حين أطلقت الحديث عن صفقة تبادل الأسرى، بشكل استجدائي، قابلته إسرائيل بلا أي اهتمام، رغم أن "حماس" بدأت فتح الباب بالحديث عن مبادرة يحيى السنوار، قائدها المعلن في غزة، والتي تبدأ بإطلاق سراح المدنيين الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس" مقابل الأطفال والنساء والشيوخ المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
بين فينة وأخرى يجري حديث متواتر حول هذا الأمر، الهدف منه الاستمرار في تخدير "حماس" التي باتت مدجنة لدرجة أنها لم تعد الكرّة لمسيرات العودة، التي ارتبط اطلاقها باسم اسماعيل هنية، ولا حتى بمعدل كل شهر مرة، ولا حتى في المناسبات الوطنية أو الدينية، وبالطبع لم تشارك "حماس" في الرد العسكري على اغتيال بهاء ابو العطا القائد في "الجهاد"، ولا في أي شأن آخر.
فقط "حماس" تطارد المواطنين المنهكين من الحصار والانقسام، والمثقلين بضرائبها المتعددة، في قطاع غزة، والذين يطالهم كل يوم الموت والمرض والجوع، حتى بما في ذلك ضحايا أنفاقها المحفورة تحت البيوت السكنية والتي تسبب الحرائق والانهيارات، ولا مجال لتعداد الكوارث الجمة التي يسببها حكم "حماس" في قطاع غزة للمواطنين.
أما سياسة "حماس" تجاه الضفة الغربية والقدس، فإنما تكشف عورتها السياسية تماماً، فهي في أحسن الأحوال تتخذ أو تعلن موقفاً كلامياً، تجاه الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس، كما لو كانت بلداً عربياً شقيقاً، تعلن تضامنها مع الأشقاء، أو رفضها لاجراءات الاحتلال، ولا تتوقف عن ممارسة دور المعارض للسلطة الوطنية التي تقارع إسرائيل وأميركا منذ عام 2014، حيث انقطع التفاوض منذ ذلك العام، بهدف إضعاف موقف السلطة، وحتى بدافع الرغبة في انهيارها، لتجلس "حماس" على الأنقاض، كما فعلت وما زالت تفعل في قطاع غزة .
ودائماً كانت تتذرع بحجة التنسيق الأمني، ذلك انها لم توافق يوما على القاسم المشترك المتمثل بالمقاومة الشعبية، أما بعد أن أوقفت السلطة التنسيق الأمني وحتى المدني، فقد لاذت "حماس" بالصمت، انتظاراً لإعلان إسرائيلي بعد أيام بالضم، حيث من المتوقع أن تعلن السلطة عن حل نفسها، فلا يبقى أمام "حماس" سوى (م ت ف) التي أصرت طول الوقت على عدم الانخراط في صفوفها!
إن القيادة والسلطة الفلسطينية تقاوم القرار الإسرائيلي المرتقب دبلوماسياً وسياسياً وشعبياً، مقاومة بطولية، وحيث تحتشد الجماهير في الأغوار المهددة بالضم، والتي تقطع الطريق على الدولة الفلسطينية المستقلة، تتوارى "حماس" عن الانظار، هي وجماعات الإسلام السياسي، بما في ذلك حزب التحرير الذي لا نراه الا في التظاهرات ضد السلطة، وحتى "حماس" تتداعى ضد القانون الاجتماعي الذي ينصر المرأة الفلسطينية والخاص بقانون الأسرة، في الوقت الذي فيه كل الدنيا منشغلة بما تنوي إسرائيل الإقدام عليه من ضم جزئي للأرض الفلسطينية.
من البديهي لنا، ونحن نرى "فتح" تنزل للشارع ضد قرار الضم، خاصة في أريحا ان نقول إن المقاومة الشعبية هي أنجع سلاح يمكنه أن يسقط قرار الضم، لكن "حماس" لا ترى عدوها إلا متمثلاً في السلطة وفي (م ت ف،) ولا ترى مشروعها إلا باقامة أي سلطة، في اي مكان، وخارج اطار المشروع الوطني الذي يقاتل ضمن إطاره الشعب الفلسطيني منذ أكثر من نصف قرن.
لقد بقي الانقسام، هو الخاصرة الضعيفة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، الذي أفصح عن حقيقة أهدافه متمثلة بقرار الضم، وقطع الطريق على إقامة الدولة المستقلة على حدود 67، وهذا يحتمل إقامة "دويلة" في قطاع غزة + حكم ذاتي محدود في كانتونات بالضفة الفلسطينية، ومثل هذا المشروع، لا ترى فيه "حماس" ـ ونأمل من أعماق قلوبنا أن نكون مخطئين ـ ما يتناقض مع مشروعها باقامة حكمها على هامش هذا المخطط الإسرائيلي/الأميركي.
الميدان هنا هو الحكم والفيصل، فأن نكون مخطئين يعني أن نرى اندفاعة لـ "حماس" ولكل جماعات الإسلام السياسي بالنزول الى الشارع ضد قرار الضم، وإن لم يكن في أريحا ففي الخليل والقدس، وما دون ذلك يعني بأن سياسة التواري عن الأنظار ما هي إلا هروب من اتخاذ الموقف الوطني والكفاحي، والاكتفاء بالتشدق الكلامي المضلل.
وأياً يكن مآل هذا الفصل من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتمحور حول عقدة كسر العظم، فإن إنهاء الانقسام، ووضع حد لمشروع "حماس" في الحكم بغزة والذهاب بها الى "دويلة" منفصلة عن الضفة الغربية، بات لا يقل أهمية عن مقارعة الاحتلال في الأغوار والقدس وكل شبر من الأرض الفلسطينية المحتلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حماس» تتوارى عن الأنظار «حماس» تتوارى عن الأنظار



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday