قليل من الصبر  فقط
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

قليل من الصبر .. فقط

 فلسطين اليوم -

قليل من الصبر  فقط

بقلم : رجب أبو سرية

يبدو الشرق الأوسط بأسره، وليس ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي فقط، على مرجل أوار، كل ما هنالك يشير إلى انه يتغير، ولكن في نفس الوقت لا أحد يمكنه أن يتوقع بالضبط، الشكل الذي سيكون عليه في آخر الأمر، أي أن هناك حراكا سياسيا واجتماعيا سريعا وكبيرا وجارفا، لكنه صورته الأخيرة غير واضحة المعالم، لذا لا يمكن التوقع تماما ماذا سيكون عليه الحال غدا، لذا فإن معظم قادة المنطقة إنما يقومون "بتسيير" أعمال الحكم والسياسة كما لو كانوا حكاما عابرين أو مؤقتين، كما هو حال أو شأن الحكومات المؤقتة .

ولعل خير دليل على ما نذهب إليه هو ما أحدثته واقعة اغتيال رجل واحد، لم يكن يعرف به الكثير من الناس قبل أسابيع، فصار فجأة حديث الإعلام والناس في المنطقة، بل وفي كل العالم لدرجة أن تهدد تداعيات الواقعة مستقبل واحد من أركان النظام الإقليمي، الذي اعتقد قبل وقت قصير بأنه سيكون أحد مرتكزات النظام الإقليمي الذي يتم تشكيله، ونعني به تحول المملكة العربية السعودية على طريق المملكة الثانية، بقيادة ولي العهد الشاب محمد بن سلمان، ليصبح في لحظة فارقة كل ما تم التبشير به من تخطيط لما ستكون عليه المملكة حتى عام 2050 في مهب الريح.

حالة الشد والجذب والتدخل خاصة في الملف السوري التي جلبت كل أركان الإقليم وكذلك القوى العظمى، لتصبح عوامل تأثير مباشر في صياغة مستقبل الشرق الأوسط، الذي يعود ليتحكم بالطاقة الكونية، مع تزايد اكتشافات آبار الغاز في المنطقة، تظهر المدى البعيد وغير المتوقع الذي ينتظر الشرق الأوسط، والذي يؤكد بان المنطقة ستظل تمر في حالة عدم استقرار لمدة أطول مما يعتقد الكثير من الناس، بل ربما يكون الأمر ابعد من ذلك، أي ربما نكون على موعد مع مزيد من الحروب والصراعات متعددة الدوافع والأطراف وغير التقليدية أيضا، إلى أن يجتمع العالم بأسره من أجل إيجاد الحلول التي تجنب البشرية فوضى خارجة عن السيطرة .

حتى ما ظهر خلال العامين الأخيرين من انه "قدر سياسي" بعد دخول دونالد ترامب وطاقمه المعادي للحقوق الفلسطينية البيت الأبيض، يبدو انه على موعد مع المتغير الذي سيفرض عليه تحولا سياسيا مهماً أن لم يكن جذرياً، ونعني به الانتخابات النصفية لمجلسي النواب والشيوخ، حيث تظهر استطلاعات الرأي فوزا قادما مؤكداً للديمقراطيين، بما سيعني كبحاً لجماح طاقم البيت الأبيض، الذي اخذ الولايات المتحدة إلى مشارف العزلة الدولية في أكثر من ملف دولي وليس في ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي وحسب.

وقبل أيام من انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني، الذي تم التحضر إليه، بل وتمت إعادة تشكيله قبل عدة أشهر من أجل مهمة أساسية وهي أن يقوم بمهمة البرلمان الفلسطيني المعطل منذ سنوات طويلة، وان يتخذ القرارات الحاسمة فيما يخص الاتفاقيات التي رسمت العلاقة مع إسرائيل منذ أوسلو، كذلك الموقف تجاه الولايات المتحدة، بعد قرارها بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وإغلاق مكتب م ت ف، والقرار الحاسم والنهائي تجاه ملف المصالحة وحالة الانقسام الداخلي، قبل أيام من ذلك يبدو كل شيء في حالة من "التوازن الدقيق" لدرجة أن أي خطأ حتى لو كان بسيطا يمكنه أن يؤدي إلى نتائج كارثية.
قبل أيام من انعقاد المركزي، وبعد انسداد أفق المصالحة، ومع جهود مصرية تسابق الزمن من أجل ربط ملفي المصالحة والتهدئة وانجازهما وفق الرؤية الوطنية الفلسطينية، وبعد أن صارت إسرائيل في علاقتها مع غزة، أمام لحظة حاسمة وهي ضرورة اتخاذ القرار الحاسم، فإما الحرب وأما الاتفاق، يبدو أن الاتفاق الأنضج وهو بالرعاية المصرية، الذي جاء بعد أو بديلا للاتفاق المتسرع القطري الذي ابرم قبل بضعة أسابيع وعرف باتفاق السولار، قد صار في متناول اليد، وكيفية أو شكل الذهاب به يتوقف على موقف رام الله، وعلى مخرجات المجلس المركزي بالتحديد .

لذا نقول بأن قليلا من الصبر فقط ربما يكون كافيا لتحقيق ما هو الأفضل، وأفضل مما هو الأسوأ، والذي هو بالتأكيد الطلاق بين جناحي الوطن، فليس هناك ما هو أسوأ من الطلاق بين الضفة الغربية وقطاع غزة، لذا فان انجاز اتفاق التهدئة على أساس وقف احتجاجات العودة، مقابل حزمة من التسهيلات الإنسانية، من شأنه أن يخفف بعضا من الحمل الملقى على كاهل السلطة الشرعية، وذلك في حال تم الاتفاق على أن تكون هي الجهة المنوط بها تحمل مسؤولية اتفاق التهدئة .

ربما لم ينجح الراعي المصري في أن يتم الإعلان عن المصالحة قبل التوصل لاتفاق التهدئة، لكن انجاز الاتفاق لتتم مقايضته بالتراجع عن إعلان الطلاق مع غزة، ربما يؤدي إلى نتيجة مقبولة وطنيا، فيركز "المركزي" بالتالي على مواجهة إسرائيل وأميركا في قراراته، حتى يظهر لاحقا بان الكل الوطني، سيكون على الجهة المقابلة في المواجهة وفي تنفيذ قرارات وقف التنسيق الأمني وتحمل تبعات إلغاء اتفاقية باريس، وكذلك مواجهة صفقة العصر ببنودها المعلنة قبل إعلانها، أي نقل السفارة الأميركية للقدس والضغط على الأونروا وإغلاق مكتب م ت ف في واشنطن.

المهم هو أن يظهر اتفاق التهدئة كثمرة للتوافق الداخلي، وكنتيجة للرعاية المصرية بالتحديد، لأنها الوحيدة التي يثق بها الكل الفلسطيني، على الصعيدين الفصائلي والشعبي، وحتى يتم التأسيس على ذلك لتتحول الرعاية المصرية من وسيط وراع إلى حكم بين المتخاصمين الفلسطينيين، والى قاض يمكنه أن يفرض عليهما ما يقرره، بعد أن عجزا معا عن الاتفاق على إنهاء الانقسام بينهما، كل هذا الوقت، إلى أن "يأتي الله أمرا كان مفعولا"، فمن يدري بعد أن مرت أسوأ اللحظات في أن الأيام القادمة تحمل انفراجة ما، تعزز من فرصة الشعب الفلسطيني على تحقيق مراده الوطني في المدى الزمني المنظور .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قليل من الصبر  فقط قليل من الصبر  فقط



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday