تصعيد محتمل على حدود غزة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

تصعيد محتمل على حدود غزة

 فلسطين اليوم -

تصعيد محتمل على حدود غزة

بقلم : رجب أبو سرية

مع انتصاف اليوم الجمعة، ستظهر حدود حالة الترقب أو مدى استمرار الفاصل الضبابي الذي يظهر عليه الموقف الحالي على جانبي حدود قطاع غزة من إسرائيل، ذلك انه بعد أن تبددت احتمالات التوصل لتهدئة جديدة بين حماس وإسرائيل والتي كانت قد لاحت في الأفق السياسي قبل أسابيع، بعد طرح مبادرة المبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف، والتي كانت على وشك نيل موافقة الطرفين، بدأ الطرفان بتسخين لم يصل إلى حدود الغليان، حيث كانت حماس قد هددت بالعودة لإطلاق البالونات الحارقة، فيما قامت إسرائيل بالتراجع عن قرارها فتح معبر كرم أبو سالم، ورغم أن كلا الطرفين لم يتوغل بعيدا على طريق زيادة التوتر، بما يدفع بالأمور إلى اندلاع حرب رابعة بينهما، إلا أن الأمور لم تهدأ بعد.

عادة ما يحمل فصل الصيف رياحه الساخنة إلى حدود غزة، ذلك أن اغلب الحروب والمواجهات العسكرية جرت في ذلك الفصل، لكن ها هو الخريف يحل، دون أن يعني ذلك ان مخاطر الحرب الرابعة قد تبددت، وان كان كلا الطرفين يتجنبها، لكن كليهما يريد تحقيق إنجاز ما ليس بالضرورة على حساب الآخر، ولكن كليهما يريده لنفسه، لذا فقد "توافقا" للحظة على أن يكون على حساب الكل الفلسطيني، إلى أن تدخلت السلطة وألقت بثقلها، لتحول دون أن يتم التوصل للتهدئة على حساب المصالحة.

أمس وفي وقت مبكر بعد منتصف ليلة الخميس أو في اللحظات الأولى لانقلاب الساعة، كان الجيش الاسرائيلي يعثر على عبوة مفخخة، محمولة بوساطة بالونات أطلقت من قطاع غزة، وذلك في المجلس الإقليمي "اشكول"، حيث إن حماس ترسل بذلك رسالة تحذير، لم تفتح النار أو لم تعلن الحرب لكنها تحذر من استمرار حالة الحصار، ومن استمرار تردد إسرائيل في عقد الهدنة معها، بما يكون من شأنه أن "يحررها" من استحقاقات المصالحة بتمكين حكومة السلطة من قطاع غزة.
المستجد الملاحظ خلال الأيام الأخيرة التي أعقبت تبدد احتمال التوصل لاتفاق تهدئة أو حتى لتقدم في ملف المصالحة وفق أجندة حماس وبرنامجها واشتراطاتها، هو أن تحريك الشارع في قطاع غزة لم يقتصر على أيام الجمع فقط، وانه لم يقتصر على الحدود الشرقية للقطاع، أي تلك الفاصلة عبر الأسلاك الشائكة بينه وبين إسرائيل، بل إنها شملت فعاليات الاحتجاج على "الأونروا" داخل مدينة غزة، كذلك انتشار النشطاء في أكثر من مكان، مقابل استهداف إسرائيل للشبان العاديين في أكثر من مكان أيضا حيث سقط أكثر من شهيد داخل مدن قطاع غزة خلال أيام الأسبوع الحالي.

ما يزيد أو يضاعف من حالة الترقب على حدود غزة، هو أن بنود الملف الفلسطيني ما زالت متكاملة رغم الانقسام، حيث إن احدها يؤثر دون ريب أو شك في الآخر، ولعل مناسبة مشاركة الرئيس محمود عباس في الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وإلقائه خطابا، من المتوقع أن يحمل جملا نارية تجاه السياسة الأميركية الخاصة بالملف الفلسطيني وبالعلاقة مع فلسطين، فإن الرد الأميركي في اليوم التالي يمكن أن يجد نافذته في تلك الحدود بالذات.
كيف يكون ذلك ؟ الجواب نجد ملامحه فيما يعلنه المسؤولون الأميركيون من أنه فضلا عن الشروع فعلا في تنفيذ بنود صفقة القرن، في إشارة لما اتخذته الإدارة في البيت الأبيض من قرار خاص بالقدس ومن إجراءات ضد خدمات "الأونروا" المقدمة للاجئين الفلسطينيين، فان إعلان الصفقة قد بات وشيكا.

والإعلان يفضل وجود شريك فلسطيني، وحيث إن الطرف الرسمي يرفض أن يكون ذلك الشريك، فلا بأس من المراهنة على حماس، والتريث في تقديم حبل النجاة لها، إلى أن "تستوي ع الآخر"، فتنضج وتقدم على ارتكاب الخطيئة الوطنية بالمجان تقريبا.

كذلك هناك الاتصالات التي لم تتوقف بل تمت متابعتها مؤخرا في القاهرة، على طريق المصالحة، حيث تبدو الجزرة بيد والعصا باليد الأخرى في وجه حماس، فقد تم حسم الأمر أولا من قبل السلطة ومصر، بتقديم ملف المصالحة على ملف التهدئة، فيما هناك اجتماع المجلس المركزي حي يجري الحديث عن إجراءات تتعلق بمزيد من الخصم فيما يصرف من أموال السلطة إلى غزة، بعد إقدام واشنطن على خصوماتها المالية.

أيام قليلة ونكون أمام مزيد من الضغط على الجميع، فالخصومات هذه المرة لن تقتصر على دافع ممارسة الضغط على حماس، بل مضافا إليه دخول السلطة في ضائقة مالية مع بداية العام القادم، من المتوقع أن تطال أيضا موظفيها في المحافظات الشمالية.

كذلك سيقود المجلس المركزي هذه المرة وسيتصدى كممثل لـ م ت ف جملة الإجراءات التي تهدف إلى التخلص من الوضع الشاذ المتمثل بحالة الانقسام، والتي يعني استمرارها في ظل حالة الحرب المعلنة مع إسرائيل والولايات المتحدة، ان الشعب الفلسطيني لن يكسب المعركة ولا بأي حال من الأحوال، فيما إنهاء الانقسام الذي بات تحقيقه قصة حياة أو موت، سيزيد دون شك من قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة هذه اللحظة الصعبة جدا.

سيحدد خطاب الرئيس في الأمم المتحدة إذا السياسة الفلسطينية العامة تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، وسيحدد ملامح المعركة السياسية القادمة معهما، فيما سيحدد اجتماع المركزي المتوقع منتصف الشهر القادم، حدود العلاقة الداخلية بين السلطة وحماس، والكيفية التي ستضع فيها م   ت ف الحد لحالة الانقسام القائمة، وفي انتظار عدة أسابيع لا تتجاوز مدتها شهرا قادما، ستبقى حالة الترقب العامة وحالة الترقب الخاصة على حدود غزة، قائمة، لذا لن يحمل حراك اليوم بتقديرنا، الدفع بالمنعطف الحاد، إلا إذا كانت حماس قد قررت "الانتحار" مبكرا، وقبل الأوان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصعيد محتمل على حدود غزة تصعيد محتمل على حدود غزة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday