حلّ ترامب الليكودي
آخر تحديث GMT 17:44:56
 فلسطين اليوم -

حلّ ترامب الليكودي

 فلسطين اليوم -

حلّ ترامب الليكودي

بقلم : رجب أبو سرية

بغض النظر عن جوهر أو تفاصيل ما سيسفر عنه اجتراح المعجزة في البيت البيض، تلك المسماة بصفقة القرن، فإن ما يهمنا _نحن الفلسطينيين_ هو ذلك الجزء الخاص من الخطة الذي يتعلق بحل الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي الذي تمحور منذ ما بعد العام 1967، على الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة منذ ذلك العام، وبهذا الخصوص، فقد بدأت تتضح الكثير من معالم ذلك الحل، استناداً إلى ما تعلنه أكثر من جهة، أو ما تقوم بالإفصاح عنه، غير قناة أو مؤسسة إعلامية، منها ما هو محايد وله تاريخ عريق بالعمل الصحافي، كما هو حال "لوفيغارو" الفرنسية التي أعلنت قبل أيام معالم الخطة الأميركية الخاصة بحل ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي.

ويبدو أن باريس باتت على علم بما هو وراء كواليس البيت الأبيض بهذا الخصوص، خاصة بعد أن تحدثت بعض الأوساط الفلسطينية، بمناسبة زيارة الرئيس لأوروبا لموازنة الموقف مع واشنطن، وبمناسبة مؤتمر دافوس، عن وجود اقتراح فرنسي للحل، يستجيب إلى الإعلان الفلسطيني بعدم تمتع الولايات المتحدة بدور الراعي التفاوضي، لذا فإن لوفيغارو قد تكون فعلاً حصلت على صورة حقيقية لما يتبلور الآن في البيت الأبيض من تصور للحل.
لكن بغض النظر عما يعلن هنا وهناك، فإن ما تقوم به واشنطن من قرارات وما تتخذه من سياسات خاصة بالشأن الفلسطيني، هو الذي يوضح فعلياً وعملياً وبشكل لا غبار عليه ما باتت على قناعة به إدارة دونالد ترامب فيما يخص هذا الملف السياسي.

أولاً: لا بد من القول بأن إدارة ترامب، باتت تنتهج سياسة مختلفة عن الإدارات الأميركية السابقة، الديمقراطية منها والجمهورية، فحتى قبل أن يدخل ترامب البيت الأبيض رسمياً، كان أعلن عدم قناعته بحل الدولتين، وكان تراجع عن اعتبار المستوطنات عقبة في طريق الحل، ولم يتحدث عن كونها غير شرعية كما فعل أسلافه.

ثانياً: بعد فترة أولى فقط، استخدم فيها حق الفيتو تجاه قرار الكونغرس المتخذ عام 1995 الخاص بنقل السفارة الأميركية للقدس، قام عشية الفترة الثانية بتمرير القرار، بل وأرفقه بإعلان اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في خطوة معاكسة لكل الرؤساء الذين سبقوه منذ اثنين وعشرين عاماً، أي كل من بيل كلينتون، جورج بوش الابن، وباراك أوباما.

ثالثاً: قامت بلاده بشن حرب انسجاماً مع رغبة بنيامين نتنياهو على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا " بهدف تجفيف وإزالة المخيمات الفلسطينية من الوجود.

رابعاً: قامت بلاده مؤخراً بالسعي إلى إغلاق مكتب م ت ف من واشنطن، كذلك بحجب أموال الدعم التي تقدمها للسلطة الفلسطينية منذ أوسلو، ودعمها لأجهزة الأمن التي تقوم بوظيفة التنسيق الأمني وحماية السلطة في الوقت ذاته.
خامساً: بدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعلن رغبته في أن تعلن الإدارة الأميركية وبأسرع وقت ممكن اقتراحها للحل، لأنه يعلم طبيعته وجوهره، وهو قبل الخوض في التفاصيل، ومع الإجراءات المذكورة، التي أكدها أكثر من مسؤول عربي، قد أخرج كلاً من القدس واللاجئين من دائرة التفاوض قبل بدئها!
هذا ما أكده الملك عبد الله الثاني لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على هامش دافوس بباريس، فيما يخص توطين الفلسطينيين وفق خطة ترامب، ودون توفير المال اللازم للدول المضيفة، وهذا ما أكده خطاب ترامب قبل يومين حول حالة الاتحاد حيث أكد إعلانه تجاه القدس، والأخطر هو أن الخطة الأميركية ستوضع على الطاولة الإقليمية للتنفيذ دون نقاش، وحيث أنها مقبولة تماماً مع اليمين الإسرائيلي، فسوف يجبر عليها العرب، بالقول: إن على الجميع قبولها وتنفيذها بما في ذلك إسرائيل، لتسهيل إقامة التحالف الأمني ضد إيران.
بالعودة إلى مقترح الحل حسب "لوفيغارو" فإن خطة ترامب التي تنقسم لمرحلتين، تتحدث في المرحلة الأولى عن اعتراف بالدولة الفلسطينية بعاصمة لها في "أبو ديس" البلدة الفلسطينية القريبة من القدس، وبمساحة 38% من الضفة الغربية، وتشمل قطاع غزة.
ثم تبدأ المرحلة الثانية بمفاوضات بين الجانبين للتوصل لحل فيما يخض قضايا الحل النهائي، أي أن الخطة تبدأ بفرض الدولة المؤقتة أو الدولة بالحدود المؤقتة، ثم تفتح إلى تفاوض لا نهائي، ومثل هذا التصور كان قد طرح كثيراً في السابق ورفضه الجانب الفلسطيني.
فكثيراً ما أعلنت شخصيات إسرائيلية وقبل سنوات عديدة انسحاباً من 40% من الضفة الغربية وإعلان دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، تفاوض إسرائيل كدولة، وهذا يعني أن نسبة الـ 40% لا تتيح مجالاً للتواصل بين مناطق السيطرة الفلسطينية، من جهة ومن جهة ثانية، لا تفرض إزالة أي من المستوطنات، بما في ذلك العشوائية منها، التي أقيمت لأهداف التكتيك السياسي المحض، وبالجوهر، هذا يؤبّد على الأرض الحكم الذاتي، أو "الدولة الفلسطينية" على شاكلة إندورا، أو إقليم كردستان العراق أو حتى كتالونيا/إسبانيا!

أُسس المقترح الأميركي إذاً تكون بذلك قد خرجت من معطف الليكود، الذي يحوم حول هذا التصور منذ أكثر من أربعين عاماً، أي منذ كامب ديفيد بين أنور السادات ومناحيم بيغن، ولا يخرج عن حدود الحكم الذاتي الفلسطيني، لأنه بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية بهذا الشكل وعلى هذه الحدود، سيتحول التفاوض لاحقاً إلى نزاع حدودي بدلاً من كونه صراعاً على أرض محتلة مع اعتراف دولي بكونها محتلة منذ العام 1967، أي أن القبول الفلسطيني بهذه الخطة لا يعني نزع أوراق القوة التفاوضية وحسب من يده، بل أيضاً نزع صفة الأرض المحتلة عن 60% من أرض الضفة الغربية، فضلاً عن قبول الإعلان الأميركي الخاص بالقدس، بل وقبول إخراج القدس واللاجئين من دائرة التفاوض، أي قبول فرض الأمر الواقع الإسرائيلي عليهما.

المصدر : جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلّ ترامب الليكودي حلّ ترامب الليكودي



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday