اطـلـبـوا الـسـلـم ولـو فـي الـصـيـن
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

اطـلـبـوا الـسـلـم ولـو فـي الـصـيـن!

 فلسطين اليوم -

اطـلـبـوا الـسـلـم ولـو فـي الـصـيـن

بقلم :رجب أبو سرية

لو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تسلّمت الحكم، مطلع العام الحالي، في ظل وجود المفاوضات الفلسطينية/الإسرائيلية، لتحملت مسؤولية الاستمرار بها، ولو أن توقف المفاوضات، قبل أكثر من ثلاث سنوات، قد دفع العلاقة بين الجانبين إلى الانهيار، أو إلى فصل من فصول المواجهة الدامية، كما حدث عام 2000 مثلاً، بعد فشل كامب ديفيد بين الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه أيهود باراك برعاية الرئيس الأميركي في آخر أيام ولايته بيل كلينتون، لسارع البيت الأبيض بساكنه الجديد إلى التدخل، وجمع الطرفين على طاولة واحدة.

لكن وحيث إن كل ذلك لم يحدث، بل إن المفاوضات توقفت تماماً، بعدما لم تحقق شيئاً خلال عشرين عاماً، في عهد باراك أوباما، الذي أصدق النية والنوايا لتحقيق اتفاق والتوصل لحل من خلال المفاوضات بين الطرفين خلال أكثر من ولاية ونصف الولاية، لقيادته الولايات المتحدة ما بين عامي 2008_2016، فإن ترامب ما لم يضمن _سلفاً_ تحقيق نتائج سهلة وحتى مجانية، فإنه لن يكون معنياً بدخول "عش الدبابير" وتضييع وقته في "خض الماء"، وكيف لذلك أن يتحقق والجانب الإسرائيلي، ليس مضطراً ولا يريد أن تنطلق العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني، لأنها تطالبه بانسحاب، وبتقديم تنازلات وبتراجع عن الوضع الحالي

وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية ما بين البحر والنهر، وليس هناك من أفق فلسطيني يوحي بأنه يمكن أن يحصل الجانب الإسرائيلي على "مكافأة" أو ما يغريه للإقدام على هذا الأمر، خاصة وأن "ضغطاً" فلسطينياً ميدانياً لم يحدث، اللهم إلا قبل نحو عامين حين اندلعت هبة السكاكين التي نجح الاحتلال في احتوائها؛ نظراً لعدم توحد الفلسطينيين وراء الهبة وعدم إسنادها بدعم لوجستي وبتشكيل قيادي موحد، فيما يبدو الظفر بالقدس _ خاصة المسجد الأقصى _ أمراً بعيد المنال، فيما يرفض الجانب الفلسطيني الإقرار بيهودية دولة إسرائيل.

أي باختصار، ما من أفق حقيقي لإطلاق المفاوضات، لأن كلاً من ترامب ونتنياهو غير معنيان بالبعد الإستراتيجي للحل، وهما ليسا من طينة الزعماء التاريخيين الذين يصنعون السلام لتحقيق مستقبل بعيد لشعوبهم ودولهم، بل هما محكومان بإرادة الناخب، خاصة على الجانب الإسرائيلي، فيما "برغماتية" ترامب المطلقة تجعله يحسب كل قرار بحجم المردود المالي الذي يضعه في خزينة الدولة!

هكذا يبقى الحال على حاله، وقد ولى الزمان الذي كانت فيه القيادة الفلسطينية تجلجل الدنيا بمواقفها وقراراتها، انتهى تدخل الأمم المتحدة، ولم يعد من وجود للاتحاد السوفياتي، وحين يحدث فراغ جراء "انسحاب" واشنطن من ملف ما، فسرعان ما تندفع أكثر من دولة لملء الفراغ، ليس على حساب الدولة الأعظم في العالم، بل كمكمل لها، وكمقدم خدمة لها، كما فعلت فرنسا/ هولاند العام الماضي وقدّمت مبادرة لإطلاق حراك خاص بالملف الفلسطيني/الإسرائيلي حين كانت الولايات المتحدة منشغلة بالانتخابات الرئاسية. 

لكن ورغم عقد البند الأول المتمثل بلقاء دولي في باريس، لم يحدث شيء وتوقفت فعاليات المبادرة الفرنسية عند تلك الحدود، وكل الحديث اللاحق عن مبادرات إقليمية، ما كان الهدف منه إلا النوايا الطيبة أو احتواء احتمالات انفجار الموقف الميداني. 

الآن، تطل من النافذة الشرقية البعيدة، المبادرة الصينية التي يتحدث عنها المسؤولون الفلسطينيون كثيراً هذه الأيام، رغم أنها ليست جديدة وقد طرحت من قبل وبالتحديد عام 2013، أي قبل أن ينطلق ومن ثم يتوقف آخر فصل تفاوضي بين الطرفين، وسميت بمبادرة الحزام والطريق، أي أنها رسمت الطريق التفاوضي على أساس أن يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن يحاط الحل بحزام إقليمي وحتى دولي، جوهره اقتصادي، لتعزيز التنمية والتقدم والازدهار في المنطقة.

أما لماذا يعاد طرح المبادرة مجدداً للتداول، فذلك كان بمناسبة زيارة الرئيس محمود عباس لبكين، الشهر الماضي، ودعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال تلك الزيارة لعقد ندوة عالمية للسلام، خلال هذا العام، إضافة إلي تشكيل لجان ثلاثية (أي تضم فلسطين وإسرائيل والصين) سياسية واقتصادية لمناقشة جميع الملفات. 

السؤال هنا، هو كيف لإسرائيل التي ترفض انطلاق مفاوضات برعاية حليفتها الأهم في العالم _الولايات المتحدة_ أن تقبل انطلاق مفاوضات برعاية دولة أخرى مثل الصين، والجواب هنا يشير إلى أن الحديث عن المبادرة الصينية القديمة_الجديدة يأتي من باب الضغط الفلسطيني تجاه واشنطن عبر القول بوجود بدائل في ظل استحالة دفع الأمم المتحدة لأن تكون راعي التفاوض، وفي ظل عدم اهتمام الرباعي الدولي، كذلك في كون المبادرة الصينية تستند إلى المغري الاقتصادي، فهي من جهة تمس ما يداعب أحلام الفلسطينيين من الجوهر السياسي للحل، ومن جهة أخرى تمس ما يحلم به الإسرائيليون من حل يقترب من الحل الاقتصادي.

كذلك تستند إلى ما تمثله الصين من تعاظم في القوة الاقتصادية في العالم والمنطقة، ومن تزايد في التأثير، ومن علاقة جيدة بالطرفين، ومن طرح الراعي كشريك دائم في تنفيذ وحماية الحل من السقوط أو الفشل، بعد التوصل إليه، مع ذلك فإن عدم اهتمام الجانب الإسرائيلي يعتبر رداً، ولأن السلام مثل الزواج، لا يتم إلا برضا الطرفين، فإن القيادة الفلسطينية تريد القول: إنها تبحث عن السلام في أي مكان، وتطلبه حتى لو كان في الصين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اطـلـبـوا الـسـلـم ولـو فـي الـصـيـن اطـلـبـوا الـسـلـم ولـو فـي الـصـيـن



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday