اطـلـبـوا الـسـلـم ولـو فـي الـصـيـن
آخر تحديث GMT 18:28:05
 فلسطين اليوم -

اطـلـبـوا الـسـلـم ولـو فـي الـصـيـن!

 فلسطين اليوم -

اطـلـبـوا الـسـلـم ولـو فـي الـصـيـن

بقلم :رجب أبو سرية

لو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تسلّمت الحكم، مطلع العام الحالي، في ظل وجود المفاوضات الفلسطينية/الإسرائيلية، لتحملت مسؤولية الاستمرار بها، ولو أن توقف المفاوضات، قبل أكثر من ثلاث سنوات، قد دفع العلاقة بين الجانبين إلى الانهيار، أو إلى فصل من فصول المواجهة الدامية، كما حدث عام 2000 مثلاً، بعد فشل كامب ديفيد بين الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه أيهود باراك برعاية الرئيس الأميركي في آخر أيام ولايته بيل كلينتون، لسارع البيت الأبيض بساكنه الجديد إلى التدخل، وجمع الطرفين على طاولة واحدة.

لكن وحيث إن كل ذلك لم يحدث، بل إن المفاوضات توقفت تماماً، بعدما لم تحقق شيئاً خلال عشرين عاماً، في عهد باراك أوباما، الذي أصدق النية والنوايا لتحقيق اتفاق والتوصل لحل من خلال المفاوضات بين الطرفين خلال أكثر من ولاية ونصف الولاية، لقيادته الولايات المتحدة ما بين عامي 2008_2016، فإن ترامب ما لم يضمن _سلفاً_ تحقيق نتائج سهلة وحتى مجانية، فإنه لن يكون معنياً بدخول "عش الدبابير" وتضييع وقته في "خض الماء"، وكيف لذلك أن يتحقق والجانب الإسرائيلي، ليس مضطراً ولا يريد أن تنطلق العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني، لأنها تطالبه بانسحاب، وبتقديم تنازلات وبتراجع عن الوضع الحالي

وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية ما بين البحر والنهر، وليس هناك من أفق فلسطيني يوحي بأنه يمكن أن يحصل الجانب الإسرائيلي على "مكافأة" أو ما يغريه للإقدام على هذا الأمر، خاصة وأن "ضغطاً" فلسطينياً ميدانياً لم يحدث، اللهم إلا قبل نحو عامين حين اندلعت هبة السكاكين التي نجح الاحتلال في احتوائها؛ نظراً لعدم توحد الفلسطينيين وراء الهبة وعدم إسنادها بدعم لوجستي وبتشكيل قيادي موحد، فيما يبدو الظفر بالقدس _ خاصة المسجد الأقصى _ أمراً بعيد المنال، فيما يرفض الجانب الفلسطيني الإقرار بيهودية دولة إسرائيل.

أي باختصار، ما من أفق حقيقي لإطلاق المفاوضات، لأن كلاً من ترامب ونتنياهو غير معنيان بالبعد الإستراتيجي للحل، وهما ليسا من طينة الزعماء التاريخيين الذين يصنعون السلام لتحقيق مستقبل بعيد لشعوبهم ودولهم، بل هما محكومان بإرادة الناخب، خاصة على الجانب الإسرائيلي، فيما "برغماتية" ترامب المطلقة تجعله يحسب كل قرار بحجم المردود المالي الذي يضعه في خزينة الدولة!

هكذا يبقى الحال على حاله، وقد ولى الزمان الذي كانت فيه القيادة الفلسطينية تجلجل الدنيا بمواقفها وقراراتها، انتهى تدخل الأمم المتحدة، ولم يعد من وجود للاتحاد السوفياتي، وحين يحدث فراغ جراء "انسحاب" واشنطن من ملف ما، فسرعان ما تندفع أكثر من دولة لملء الفراغ، ليس على حساب الدولة الأعظم في العالم، بل كمكمل لها، وكمقدم خدمة لها، كما فعلت فرنسا/ هولاند العام الماضي وقدّمت مبادرة لإطلاق حراك خاص بالملف الفلسطيني/الإسرائيلي حين كانت الولايات المتحدة منشغلة بالانتخابات الرئاسية. 

لكن ورغم عقد البند الأول المتمثل بلقاء دولي في باريس، لم يحدث شيء وتوقفت فعاليات المبادرة الفرنسية عند تلك الحدود، وكل الحديث اللاحق عن مبادرات إقليمية، ما كان الهدف منه إلا النوايا الطيبة أو احتواء احتمالات انفجار الموقف الميداني. 

الآن، تطل من النافذة الشرقية البعيدة، المبادرة الصينية التي يتحدث عنها المسؤولون الفلسطينيون كثيراً هذه الأيام، رغم أنها ليست جديدة وقد طرحت من قبل وبالتحديد عام 2013، أي قبل أن ينطلق ومن ثم يتوقف آخر فصل تفاوضي بين الطرفين، وسميت بمبادرة الحزام والطريق، أي أنها رسمت الطريق التفاوضي على أساس أن يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن يحاط الحل بحزام إقليمي وحتى دولي، جوهره اقتصادي، لتعزيز التنمية والتقدم والازدهار في المنطقة.

أما لماذا يعاد طرح المبادرة مجدداً للتداول، فذلك كان بمناسبة زيارة الرئيس محمود عباس لبكين، الشهر الماضي، ودعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال تلك الزيارة لعقد ندوة عالمية للسلام، خلال هذا العام، إضافة إلي تشكيل لجان ثلاثية (أي تضم فلسطين وإسرائيل والصين) سياسية واقتصادية لمناقشة جميع الملفات. 

السؤال هنا، هو كيف لإسرائيل التي ترفض انطلاق مفاوضات برعاية حليفتها الأهم في العالم _الولايات المتحدة_ أن تقبل انطلاق مفاوضات برعاية دولة أخرى مثل الصين، والجواب هنا يشير إلى أن الحديث عن المبادرة الصينية القديمة_الجديدة يأتي من باب الضغط الفلسطيني تجاه واشنطن عبر القول بوجود بدائل في ظل استحالة دفع الأمم المتحدة لأن تكون راعي التفاوض، وفي ظل عدم اهتمام الرباعي الدولي، كذلك في كون المبادرة الصينية تستند إلى المغري الاقتصادي، فهي من جهة تمس ما يداعب أحلام الفلسطينيين من الجوهر السياسي للحل، ومن جهة أخرى تمس ما يحلم به الإسرائيليون من حل يقترب من الحل الاقتصادي.

كذلك تستند إلى ما تمثله الصين من تعاظم في القوة الاقتصادية في العالم والمنطقة، ومن تزايد في التأثير، ومن علاقة جيدة بالطرفين، ومن طرح الراعي كشريك دائم في تنفيذ وحماية الحل من السقوط أو الفشل، بعد التوصل إليه، مع ذلك فإن عدم اهتمام الجانب الإسرائيلي يعتبر رداً، ولأن السلام مثل الزواج، لا يتم إلا برضا الطرفين، فإن القيادة الفلسطينية تريد القول: إنها تبحث عن السلام في أي مكان، وتطلبه حتى لو كان في الصين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اطـلـبـوا الـسـلـم ولـو فـي الـصـيـن اطـلـبـوا الـسـلـم ولـو فـي الـصـيـن



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday