جلسة «المركزي» الفاصلة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

جلسة «المركزي» الفاصلة

 فلسطين اليوم -

جلسة «المركزي» الفاصلة

بقلم :رجب أبو سرية

لولا أن المجلس المركزي الفلسطيني، الذي يعتبر الهيئة الثانية في الأهمية، بعد المجلس الوطني، في م ت ف ، التي يفترض أنها- رغم أن واقع الحال يقول غير ذلك- أهم مؤسسة سياسية فلسطينية، بل هي بمثابة دولة فلسطين في المنفى، نقول: لولا أن المجلس المركزي ينعقد بين الفينة والأُخرى، لما تذكر احد  ربما (م ت ف) أو انه لاحظ أن لها دوراً في العمل السياسي الفلسطيني، ذلك أن اللجنة التنفيذية، وهي بمثابة "حكومة" المنظمة، وهي هيئتها التنفيذية تعقد اجتماعاتها بانتظام، ورغم ذلك فإن أحداً لا يهتم بقراراتها.

ربما نفس المنطق يمكن أن ينطبق على حكومة السلطة ذاتها، حيث تبدو القرارات الرئاسية، وربما حركة ومواقف الخارجية الفلسطينية أكثر تأثيراً، وتثير الاهتمام، بما يعني بأن السياسة الرسمية الفلسطينية الفعالة، باتت مرتبطة بما تقوم به من تصد ومواجهة للعدو الإسرائيلي.

المهم في الأمر، أن جلسة المجلس المركزي التي ستنعقد بعد أسبوع من الآن، وبعد نحو شهر من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، يبدو أنها ستنشغل بهذا الإعلان أكثر من أي شيء آخر، رغم أن قضايا الساحة الفلسطينية عديدة، وبحاجة إلى تصويب في الكثير من الجوانب .

وفي الحقيقة، فإن جدول أعمال الجلسة القادمة المعلنة حافلة بالبنود، وهذا يدل على أن عدم الانعقاد الدوري لكل من المجلس الوطني ومن ثم المركزي، من شأنه تكديس ما هو مطلوب من قرارات ومواقف، باتت مطلوبة من الهيئة الجامعة للكل الفلسطيني، ولعل ما يدفع الجميع للتمسك بمنظمة التحرير

ومؤسساتها على الرغم من أن السلطة ومنذ ربع قرن زاحمت المنظمة في المكانة والدور والوظيفة، هو أن (م ت ف) هي إطار جامع للكل الفلسطيني، ليس بانقساماته السياسية -الفصائلية وحسب، ولكن بتقسيماته الجغرافية، لذا فإنه كلما اتخذت خطوة على طريق تفعيل وتعزيز دور (م ت ف) فإن ذلك يعني بأن كفاح الشعب الفلسطيني لا يتوقف عند حدود الأرض المحتلة منذ عام 1967، ويتجاوز إقامة الدولة المستقلة على حدودها، فتطوير السلطة وتعزيزها بالكفاح الوطني، يمكن أن يؤدي إلى تلك الدولة، لكن بقاء (م ت ف) يعني أن يضاف إلى ذلك، على الأقل حق العودة.

مهمٌ إذن انعقادُ المجلس من حيث المبدأ، ومهمٌ أيضاً أن يتخذ قرارات حازمة تجاه الإعلان الأميركي وما تلاه من مواقف وقرارات إسرائيلية خاصة بالقدس، وبمن يقاوم الاحتلال، اتخذتها الحكومة، أو خاصة بضم الضفة الغربية، اتخذها الليكود مؤخراً، لكن الأهم _برأينا_ هو أن يفتح انعقاد المجلس المركزي الباب ليس فقط لمراجعة كل ما تلا أوسلو، ولكن فتح الباب أمام مرحلة كفاحية جديدة، بات لا بد منها، لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني المعلنة بحدها الأدنى.

أولاً وقبل كل شيء، لا بد أن يتم التأكيد على إعادة تفعيل (م ت ف) وإعادة الاعتبار لها، كبرنامج يقول إن حقوق الشعب الفلسطيني تتجاوز إقامة سلطة الحكم الذاتي، وحتى تتجاوز إقامة الدولة المستقلة، وحل الدولتين، وكأداة، من خلال رص الصفوف، وضم كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي للمركزي والوطني والتنفيذية ولكل مؤسسات م ت ف.
هنا مربط الفرس، حيث هناك فرق بين أن يتم اللجوء الموسمي للمجلس المركزي، وبين أن ينعقد "المركزي" من أجل اتخاذ قرار صريح بتشكيل مجلس وطني جديد، هدفه دخول "حماس" و"الجهاد" وتجديد الحياة والدماء في المنظمة التي مر على آخر دورة عادية لانعقاد مجلسها الوطني نحو عشرين عاماً!
أما الدعوة لحضور كل من "حماس" و"الجهاد" جلسة المركزي، فهي مهمة من أجل أن يفتح حضورهما بوابة الأمل بالسير على طريق الوحدة الوطنية، لكن هذا الحضور الذي بالتأكيد لن يكون مقرراً فيما يتخذ المجلس من قرارات، لن يكون كافياً، حتى للحركتين من أجل اتخاذ القرار بالحضور.

وبالفعل فإن الحركتين ردتا على الدعوة الموجهة إليهما بحضور جلسة "المركزي" بدعوة المجلس إلى أن يتخذ قراراً بسحب الاعتراف بإسرائيل والذي جاء في الرسائل المتبادلة بين الراحلين ياسر عرفات واسحق رابين، قبل التوقيع على أوسلو كرد على إعلان ترامب وعلى القرارات الإسرائيلية الأخيرة، وكذلك إعلان فشل أوسلو بما يتضمنه من تنسيق أمني.

لا بد من أن يكون انعقاد المجلس المركزي إذن خطوةً أولى في سلسلة خطوات داخلية، هدفها هو إحياء (م ت ف) لأن السلطة لم تعد كافية لأن تنجز هدف إقامة الدولة المستقلة، أي أن المراجعة التي أعلن عنها في جدول الأعمال، يجب أن يكون معلوماً لحركتي حماس والجهاد مآلها، وأن الشراكة السياسية لا تكون من خلال دخول الحركتين طابور الاصطفاف الوطني، في الأُطر القائمة، وحول القيادة الحالية، كما هما دون تغيير أو تجديد .
ولعل إشارة الناطق باسم "حماس" إلى ضرورة عقد الإطار القيادي، يظهر أن "حماس" تبدي مرونة غير مسبوقة، في كل ما يخص الملفات الداخلية، من المصالحة، إلى إنهاء الانقسام، والى كيفية بناء الجبهة الوطنية المتحدة.

لا ندري لماذا كل هذا التلكؤ والتردد، في إطلاق كل مفاعيل القوة لدى الشعب الفلسطيني، والتي لو أطلقت ستكون قادرة، إن لم يكن بتحقيق النصر قريباً، فبوقف حالة التدهور والتنمر التي تبديها إسرائيل تجاهنا ومعها الولايات المتحدة، يبدو أن السبب بكل بساطة هو وجود أداة سلطوية تشكلت وفق مسار أوسلو وبالعلاقة مع إسرائيل وفي سياق التنسيق الأمني معها، باتت لها مصالح خاصة،لا تنسجم مع المصالح الوطنية العليا، متلازمة مع ترهل وشيخوخة في مؤسسات (م ت ف) لا بد من ظهور قوة الشباب في الشارع لتضع حداً لهما، حتى تنفتح أبواب النصر أمام الشعب الفلسطيني، لذا فان جلسة "المركزي" ستشكل فاصلاً، فإما تعلن الفصل والانفصال عن إسرائيل، أو تكون لالتقاط الصور وللذكرى فقط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جلسة «المركزي» الفاصلة جلسة «المركزي» الفاصلة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday