العام 2018 انطلاقة فلسطينية ثانية
آخر تحديث GMT 18:41:05
 فلسطين اليوم -

العام 2018: انطلاقة فلسطينية ثانية!

 فلسطين اليوم -

العام 2018 انطلاقة فلسطينية ثانية

بقلم : رجب أبو سرية

أكثر من مرة كتبنا وقلنا بمناسبة الأول من كانون الثاني من كل عام، الذي يصادف عند الشعب الفلسطيني ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، بانطلاقة حركة فتح في مثل ذلك اليوم من العام 1965، ويصادف عند الدنيا كلها، مطلع العام الجديد، وتساءلنا عن المغزى أو حتى الصدفة التي جعلت من الاحتفاء الفلسطيني بنفس يوم وحتى ليلة احتفاء العالم كله بالعام الجديد، وهل كانت مقصودة لدى من أعد إعلان الانطلاقة الفتحاوية أم لا، ولماذا كان هذا التوقيت، إن كان المغزى مقصودا ؟!

لا يمكن بتقديرنا أن يكون قادة كبار، وإن كانوا شبانا في ذلك العام 1965، أن تمر عليهم تلك العلاقة، دون أن يكونوا قد قصدوها تماما، وأنهم حددوها عن سابق قصد وتقدير، وبرأينا فإنهم أرادوا أن يؤكدوا جملة من الحقائق، منها أنهم أرادوا أن يقولوا إنهم بإطلاقهم الكفاح المسلح، وبإعلانهم الثورة، فإنهم يعلنون فجر عصر جديد بالنسبة للشعب الفلسطيني، وربما أنهم أرادوا أن يذكّروا بأن السيد المسيح عيسى بن مريم، نبي السلام والمحبة، إنما هو ابن هذه البلاد، ولد فيها وترعرع، ودعا إلى دين التسامح والمحبة والسلام من على تلالها وسهولها، ثم ربما

ودون قصد، جاءت متلازمة الاحتفاء لتشير إلى أن القضية الفلسطينية، ستمثل مركز اهتمام العالم كله، وأنها على مر العقود ستكون شعلة الحرية في العالم بأسره.

هذا عن مصادفة أو متلازمة انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، مع انطلاقة كل عام جديد، أما عما فعلته تلك الانطلاقة في عامها ذاك، أو خلال عدة سنوات، لا تتعدى أصابع اليد الواحدة فنقول، إن الانطلاقة التي يمكن اعتبارها انطلاقة مركبة أو أنها انطلاقة متصلة، استمرت بضعة أعوام من 1965 - 1969، كانت فتحا لعصر جديد على الصعيدين الفلسطيني والعربي.

أولا يمكن القول إن انطلاقة فتح قد تحولت إلى انطلاقة للثورة الفلسطينية كلها، العام 1968، أي بعد معركة الكرامة، حيث سطرت فتح وأخواتها من فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة يوم 21 آذار نصرا مؤزرا على الجيش الإسرائيلي «الذي لا يقهر»، فبعد تلك المعركة أصبحت فتح هي اكبر واهم الفصائل، وبدأت تجمعها وتقودها، وتنشر روح الأمل بما تحقق من نصر، ثم اكتمل عقد «الانطلاقة» بتقديرنا العام 1969، حين دخلت الفصائل م ت ف، لتحولها من هيئة سياسية عربية، أو من محفل عربي داخل الواقع الفلسطيني إلى قيادة فلسطينية داخل المحافل العربية، ولتجمع بين ما هو عسكري وسياسي، لأن فتح وأخواتها بعد ذلك جمعت بين الكفاح العسكري الذي كانت قد بدأته قبل ذلك ببضع سنوات، والكفاح السياسي، الذي بدأته بعد قيادتها لـ م ت ف وتولي الراحل ياسر عرفات رئاسة لجنتها التنفيذية، بدلا من يحيى حمودة.

ثم كان كفاح م ت ف المعروف بعد ذلك والذي تم تتويجه العام 1973، بدخول المنظمة للأمم المتحدة بصفة مراقب، كذلك باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مترافقا ذلك ببرنامج النقاط العشر، الذي حدد البرنامج السياسي الذي يقاتل من أجل تحقيقه الشعب الفلسطيني والذي خاطب به العالم حتى هذه اللحظة.

لكن الهدف الرئيس المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لم يتحقق أولا بسبب الصراع الكوني/الإقليمي، وثانيا لأن الكفاح العسكري الفلسطيني اقتصر على الشعب الفلسطيني بالخارج، إلى أن جاءت الانتفاضة العام 1987 لتصحح هذا المسار، الذي فرض الاعتراف بـ م ت ف على إسرائيل وفتح الطريق لإقامة أول سلطة فلسطينية على الأرض الفلسطينية.

بعد جملة متغيرات داخلية وإقليمية وكونية - أهمها، انتهاء الحرب الباردة مطلع تسعينيات القرن الماضي، ثم الحروب الداخلية العربية، التي فتتت دولا مركزية مؤيدة وداعمة للكفاح الفلسطيني، ثم تمركز الكفاح الفلسطيني داخل الوطن، واقتصاره على قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، ثم اعتماد القيادة الفلسطينية منذ أوسلو على الكفاح السياسي، أو أنها جعلت منه المظهر الرئيس للكفاح، وان كانت قد ظهرت بعد العام 2000، عبر انتفاضة مسلحة، فتح لها الباب من تحت الطاولة الراحل ياسر عرفات، محاولة المزاوجة بين الكفاح المسلح والكفاح السياسي - كانت النتيجة أنه لم تتحقق أهداف أوسلو نفسه، لذا فان محاولات تعديل المسار قد ظهرت عبر إرهاصات عديدة، منها هبة السكاكين، قبل عامين، وهبة القدس منتصف العام الماضي، كذلك الدعوة من قبل رأس القيادة السياسية لانتفاضة شعبية سلمية، لإسناد الكفاح السياسي، ما هي بتقديرنا إلا مؤشرات أو إشارات للحاجة إلى انطلاقة ثانية للشعب الفلسطيني.

لقد وصل صد العدو لتطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، ذروته خلال العام المنصرم، إن كان من خلال إغلاق كل الأبواب في وجه الحل السياسي - منذ نيسان العام 2014 - أو من خلال الهجوم المحموم على القدس بما في ذلك الحوض المقدس، وبالمركز منه المسجد الأقصى، من خلال ما حاولت فرضه إسرائيل في تموز العام الماضي 2017 من وضع البوابات الحديدية على مداخل المسجد، أو من خلال ما أقدمت عليه إدارة البيت الأبيض من اعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال الإسرائيلي آخر العام، في كانون الأول 2017.
لعل إعلان القيادة الفلسطينية نفسها عن أن الولايات المتحدة لم تعد راعيا للعملية السياسية، هو المدخل الذي يشير إلى أن البرنامج الكفاحي الذي لا بد من اعتماده في المستقبل هو اعتبار أن أميركا حليف لإسرائيل أو حتى عدو، وليس طرفا محايدا، كذلك التفكير في زج الكل الفلسطيني، ليس عبر الوحدة بين غزة والضفة أو بين حماس وفتح وحسب، بل بين كل تجمعات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، من خلال برنامج كفاحي ميداني شعبي جامع، يحدد لكل مجموعة أو تكتل بشري دوره المحدد، لعل العام 2018، يكون مفصلا ثانيا في كفاح الشعب الفلسطيني من اجل حريته واستقلاله ووحدته في الداخل وداخل الداخل والخارج ، وأينما وجد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العام 2018 انطلاقة فلسطينية ثانية العام 2018 انطلاقة فلسطينية ثانية



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday