معركة القدس متواصلة
آخر تحديث GMT 18:41:05
 فلسطين اليوم -

معركة القدس متواصلة

 فلسطين اليوم -

معركة القدس متواصلة

بقلم :رجب أبو سرية

رغم التراجع الذي أقدمت عليه حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، في شهر تموز الماضي، بإزالة البوابات الإلكترونية من حول المسجد الأقصى، وذلك تحت وقع انتفاضة الصلاة التي اجترحتها روح المقاومة الأصيلة والأبية للشعب الفلسطيني، إلا أنه يمكن القول: إن المعركة حول أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أو إن معركة القدس قد بدأت ولن تتوقف، وإن نتيجتها ستحدد بشكل حاسم طبيعة العلاقة التي ستكون على المدى الطويل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعلى الأغلب فإن مشكلة القدس التي تختلقها إسرائيل هي ما يمنع التوصل لحل سياسي وسط بين الطرفين، ذلك أن إسرائيل _ خاصة بيمينها الديني/الاستيطاني المتطرف _ لا تكتفي بادعاء أن لها حقاً تاريخياً دينياً في حائط البراق، بل تتعداه إلى القول: إن لها الحق التاريخي الديني بالمسجد الأقصى، وإن "الهيكل" كان أقيم في نفس المكان!

إن شعور حكومة نتنياهو بالهزيمة في أيار؛ بفضل إضراب الحرية والكرامة الذي قام به أسرى حركة "فتح" ومعهم أسرى م.ت.ف، ومن ثم في تموز بفضل انتفاضة الصلاة حول الأقصى، جعلها تبحث عن مخارج للتعويض، حتى لا تفقد قوة الدفع التي كانت تسير بشكل حثيث، إلى أن وقعت عملية إطلاق النار على الشرطيين الإسرائيليين في القدس القديمة ومصرع أفراد العملية الثلاثة، فقامت باستغلال الفرصة، وظنت أن الوقت حان لإعلان "تهويد الحرم" بشكل سافر، إلى أن ثبت أن "للبيت شعباً يحميه".

وفي الحقيقة، إن تسليم إسرائيل بنتائج ذلك الفصل من المواجهة، يعني أنها ستحتاج إلى وقت طويل لاحقاً لترميم خط مسارها التهويدي، لذا فإنها لا تريد للمرابطين في الحرم التقاط الأنفاس، ليقوموا بدورهم في معالجة نتائج الاعتقالات وصد موجات الهجوم المتلاحقة على الحرم، فبعد إزالة البوابات الإلكترونية مباشرة، سمحت الحكومة الإسرائيلية لقطعان المستوطنين بالدخول لباحات الحرم، كذلك قام النائب الليكودي المتطرف يهودا غليك "بالاعتصام" أمام بوابات الحرم، لإجبار الحكومة الإسرائيلية على السماح "لنواب الكنيست" بدخول مسجد المسلمين!

وهذا ما كان، حيث أصدرت حكومة بنيامين نتنياهو قرارها بالسماح لأعضاء الكنيست بدخول الحرم بدءاً من اليوم، وحيث يتوقع أن يتسابق الأعضاء المتطرفون بالاندفاع باتجاه الحرم ليسجلوا أنهم كانوا أول من قام بدخوله، لذا فقد دعت المرجعيات الدينية المقدسيين والفلسطينيين إلى شد الرحال، هذا اليوم (أمس) للدفاع عن أولى القبلتين من دنس المتطرفين اليهود.
وأياً تكن نتيجة المواجهة اليوم، فإن فصل المواجهة لن يتوقف، فإسرائيل تزداد تطرفاً وسفوراً وعنجهية في قمع الفلسطينيين وفي إهدار حقوقهم الإنسانية والوطنية والدينية، وذلك منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، ومنذ إغراق المنطقة العربية في حروبها الداخلية. وإسرائيل تدرك أن عليها أن تقوم بترتيب ما، لحل مشكلة حالة التوأم السيامي التي تربطها مع الجانب الفلسطيني، خاصة في الضفة الغربية، وهي تريد أن تظفر بنتائج مهمة في هذه الفترة المريحة لها، أو في تلك الفترة التي يمكن أن يقال فيها بـ"البلدي": إنها "جمعة مشمشية" لإسرائيل.

لكن لأن منطق التاريخ والصراع الاجتماعي يستند إلى حالة التشابك بين الأضداد، فإن إصرار إسرائيل على النفخ في جمرات النار في الحرم القدسي الشريف، بقدر ما تظن بأنه أمر ضروري ولا بد من القيام به الآن، لأن الوضع الآن مناسب لها أكثر مما سيكون عليه الحال في المستقبل، فان إشعالها للنار، يسخن الأوصال الفلسطينية التي بدورها ستقوم بتسخين الواقع العربي المحيط في الجوار والواقع الإسلامي، فشن الحرب على أولى القبلتين بالذات سينطق الحجر وسيقوم بإحياء الموات العربي والإسلامي.

ستفاجأ إسرائيل كما فوجئت قبل شهر ونصف الشهر، بأن الحرم القدسي خط أحمر. أخيراً، إن الصليبيين كانوا احتلوا القدس، كما تحتلها إسرائيل الآن، لكنهم لم يفكروا في احتلال الحرم من الداخل، أو في قهر الشعور الديني لملايين المسلمين إلى هذا الحد من الصفاقة الذي تقوم به إسرائيل، فما هي إلا أيام ويصادف يوم الجمعة القادم عيد الأضحى، حيث سيندفع المرابطون للتكبير وإقامة صلاة العيد في باحات الحرم وحوله، وما هي إلا أسابيع بعد ذلك ويحل موسم الأعياد اليهودية، وهكذا سيستمر الصراع محتدماً، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة القدس متواصلة معركة القدس متواصلة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday