الشعب الفلسطيني يقلب طاولة صفقة ترامب
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الشعب الفلسطيني يقلب طاولة صفقة ترامب

 فلسطين اليوم -

الشعب الفلسطيني يقلب طاولة صفقة ترامب

بقلم :رجب أبو سرية

فجأة انقلبت بوصلة الاتجاه السياسي، الخاصة بالمواجهة الفلسطينية/ الإسرائيلية _ الأميركية المحمومة، المندلعة منذ أربعة أشهر، وتحوّل الجانب الفلسطيني فيها من حالة الدفاع والرد التي كان عليها منذ إعلان ترامب المشؤوم الخاص بالقدس، إلى حالة من الهجوم السياسي، في الأمم المتحدة، والميداني المتصاعد، خاصة على حدود قطاع غزة مع الجانب الإسرائيلي.

فقد كان يوم الأرض الذي صادف، يوم الجمعة الماضي، والذي حددته قيادة مسيرة العودة الكبرى، كمفتتح للمسيرة، الأكثر دموية طوال سنوات الاحتفال بذلك اليوم على مدى أربعين عاماً مضت، فقد أظهر الجيش الإسرائيلي مجدداً جبنه وتوتره حين يواجه الشعب الفلسطيني الأعزل، وفي هذه المرة، حيث لا مجال لإنكار حقيقة الحدث، فهو قد تم نقله مباشرة، وكان هناك سياج شائك، ومسافة 700 متر فاصلة، بين جنود إسرائيل المختبئين خلف الستائر الترابية، وبين المتظاهرين المطالبين بحق العودة، والذين لم يكن بين أيديهم ولا حتى المقاليع، كما لم يقوموا بإلقاء الحجارة، ذلك أنه لم يكن هناك تلاحم بين الجانبين، لكن إسرائيل تنكر على الآخرين الحق في الصراخ، والحق في المطالبة بالحق المنصوص عليه بالأمم المتحدة.

وهكذا فقد فتح دم الشهداء والجرحى ثغرة في جدار الحصار وفتحة في جدار الصمت، فتردد صدى دق الجدران بين أركان مجلس الأمن، وما زال يتردد صداه في غير مكان من العالم.

ما يسقط بيد إسرائيل، هو أن مواجهة، يوم الجمعة الماضي، لم تكن مجرد يوم عابر، فهي فتحت الطريق المغلقة منذ أكثر من عشرين سنة، طريق الكفاح الشعبي، الذي أغلق بفعل أوهام الحل السياسي، وضباب التفاوض، وتصاعد أو تدحرج أيام الجمع على هذا الشكل، يعني أن الوصول ليوم الخامس عشر من أيار القادم، اليوم الموعود سيكون يوماً مشهوداً، دون ريب، سيكون يوماً مجلجلاً، ذلك أن هناك ستة جمع أخرى، ما زالت تفصلنا عن ذلك اليوم، والذي سيصادف الأول من شهر رمضان المبارك، حيث يطيب للمسلمين الفتح في ذلك الشهر الفضيل.

منذ الآن بدأ البيت الأبيض يتراجع عن إصراره على صفقة القرن، بل إن الحديث عن الصفقة التي ما هي أصلاً إلا بمثابة إعادة ترتيب إقليمي للمنطقة، لضمان أمن ووجود ومصالح إسرائيل وأميركا في المنطقة، بما في ذلك ترتيب الملف الفلسطيني، وفق تلك الرغبة وتلك المصلحة، لم يعد قائماً، بل هناك أقاويل صريحة تقول بتأجيل طرحها، أو بمعنى أكثر صراحة، ووضوحاً، وكما هو معلوم في السياسة عادة، وضعها على الرف، وهذا أول إنجاز لانتفاضة العودة الفلسطينية المباركة.

لقد أدركت القيادة الفلسطينية بخبرتها الكبيرة، أهمية مسيرة العودة الكبرى، خاصة أنها جاءت وفق إطار الثورة الشعبية السلمية، ولأنها جاءت من غزة، فقد سارعت القيادة للتراجع عن التهديد باتخاذ جملة من الإجراءات العقابية، عقب تفجير موكب رئيس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات العامة، وهذا نزع النية التي كانت قائمة لصب زيت إضافي على حريق الانقسام، بل إن الجانب المصري الذي يرعى ملف إنهاء الانقسام، وعد مؤخراً السيد الرئيس بتسليمه قطاع غزة كاملاً، فقط بعد مهلة قصيرة، يقوم بترتيب الأمور خلالها.

كذلك نقل رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء عباس مصطفى كامل، الرجل المقرب جداً من الرئيس عبد الفتاح السيسي، للرئيس عباس، في رسالة أخرى، بما يتعلق بصفقة القرن، من حيث أن مصر والسعودية تسعيان إلى تعديل الصفقة بما يسمح بقبولها فلسطينياً وعربياً، وبما يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، بغض النظر عن القرار الأميركي الخاص بالمدينة.

أن يرسل الرئيس المصري بعد إعادة انتخابه رئيساً مباشرة اللواء عباس إلى رام الله، أمر له دلالة بالغة، تشير إلى أن مصر ما زالت تولي الملف الفلسطيني كل الاهتمام، وتمنحه أولويتها الخارجية، وبهذا المعنى فإن القيادة السياسية الفلسطينية، تشعر مجدداً بأنها ليست وحدها في مواجهة الثنائي العدو، إسرائيل وأميركا، وأن صمودها السياسي أولاً وإطلاق انتفاضة العودة ثانياً، قد قلب الطاولة في وجه ترامب/نتنياهو، الثنائي الذي اعتقد بأن الوقت قد حان لإغلاق الملف الفلسطيني بأهم بنوده: القدس واللاجئين والدولة المستقلة، وأن الصمود الفلسطيني الذي لم يرفع الراية البيضاء وتحدى ترامب وواجه نتنياهو، ثم عمّد بالدم طريق العودة، والتحضير ليوم الواقعة الكبرى، لا بد له من أن يجبر العرب الذين هزوا أكتافهم تجاه قرار ترامب المشؤوم الخاص بالقدس، على اتخاذ موقف مختلف، حين يجدوا أنفسهم بعد نحو أسبوع أمام فضيحة سياسية حين تنعقد قمتهم في الرياض، ويطالبهم الوفد الفلسطيني بموقف صريح للرد على القرار الأميركي الصفيق، الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وينوي نقل سفارته إليها منتصف أيار القادم.

ويقيناً إن إيقاع مسيرة العودة سيطرق جدران القمة في الرياض، خاصة أن العاصمة السعودية تريد أن تكون القمة مناسبة لإطلاق زعامة محمد بن سلمان، بعد أن يعود من رحلة "التعميد  السياسي" في أميركا التي استمرت أسبوعين، التقى خلالها ليس فقط بمسؤولي إدارة ترامب، بل أيضاً بأقطاب الأعلام.

لن يكون ممكناً تأجيل القمة العربية مجدداً، لذا فقد تحاول أطرافها أن تهدئ الحالة الفلسطينية بوعود كاذبة، لكن وحيث إن ترامب لا يعرف سوى لغة المال، فليذهب العرب وليدفعوا له مقابل أن يرفع يده عن ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، وإلا فإن شعبنا كفيل بأن يقلع شوكه بيده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب الفلسطيني يقلب طاولة صفقة ترامب الشعب الفلسطيني يقلب طاولة صفقة ترامب



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday