حرب الطائرات الورقية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

حرب الطائرات الورقية

 فلسطين اليوم -

حرب الطائرات الورقية

بقلم : رجب أبو سرية

بغض النظر عن مآل مسيرة العودة، التي منذ شهر بدأت تراوح مكانها، بعد أن أدت على ما يبدو وظيفتها السياسية التي سعت إليها حركة حماس من وراء إطلاقها بدءا من يوم الأرض في الثلاثين من آذار الماضي، مرورا بيوم النكبة والذي صادف يوم نقل السفارة الأميركية فعليا ورسميا من تل أبيب إلى القدس، ومن ثم عدم إطلاقها بقوة في ذكرى حزيران قبل شهر، إلا أنها أظهرت كثيرا من الحقائق السياسية التي لا بد من التمسك بها، وعدم إهدارها، ولا بأي حال من الأحوال.
أظهرت المسيرة أن الكفاح الشعبي السلمي أنما هو طريق يمكن جدا السير عليه، لأنه فعال جدا، وهو الشعار الذي طالما طالبت به القيادة الفلسطينية منذ سنوات إلى أن اقتنعت به أخيرا "حماس"، وإن بشكل جزئي، أي بهدف تكتيكي ولغرض تحريك ملف غزة بالذات وبالتحديد، دون إطلاق أو تحريك مجمل الملف الفلسطيني خاصة ملف الاحتلال وبالمعنى السياسي.
كذلك أظهرت مسيرة العودة أن شعبنا الفلسطيني ما زال وسيبقى دائما على استعداد للانخراط في مجرى الكفاح الوطني مهما بلغت التضحيات، وأنه يمكنه وفي أي وقت أن يقلب الطاولة على رؤوس الأعداء وحتى أن يعيد ملف الصراع إلى نقطة الصفر، فلا أحد عليه أن ينسى بأن الشعار الناظم للحراك الشعبي كان مسيرة العودة لفلسطين الـ 48 وليس من أجل حرية التنقل مثلا بين أطراف دولة فلسطين على حدود 67 ولا من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة، وإلا لكان قد خرج تجاه مربع الحدود، أي في الشمال والشرق تجاه إسرائيل، وفي الجنوب تجاه مصر، وفي الغرب عبر البحر.
ثم أظهرت مسيرة العودة قدرة شعبنا عن الإبداع والخلق والابتكار، فبعد أن بلعت "حماس" لسانها، ولم تعد تتبجح لا بصواريخها ولا بأنفاقها التي صرفت عليها الأموال من أفواه الجائعين، واستخدمتها وما زالت كحاجز لمنع إنهاء الانقسام، رأينا جموع الشباب يقومون أولا بإحراق عجلات السيارات المستعملة للتشويش على رؤية القنص الإسرائيلية، ثم يقومون بقص الأسلاك الشائكة، ثم بإطلاق الطائرات الورقية لإشعال الحرائق في حقول القمح الإسرائيلية القريبة من الحدود.
الغريب بالأمر هو حالة الفزع الإسرائيلية التي أحدثتها تلك الطائرات الورقية، حيث حين فكر مستوطنو غلاف غزة بالرد بالمثل، فشلوا فشلا ذريعا، وها هم يفكرون بالرد على الحراك المتسلسل بأيام الجمع، من خلال الاستعداد للجمعة المقبلة بتحريض من عائلة هدار غولدين الجندي الإسرائيلي الذي هو أسير حيا أو ميتا لدى "حماس" منذ العام 2014، لإطلاق ألف طائرة ورقية إسرائيلية.
حرب طائرات ورقية هي إذا، بعد أن فشلت إسرائيل في اعتراض الطائرات الورقية الفلسطينية بقبتها الحديدية وحتى بصواريخها، ورغم أنها تدرك بأن الخطر الناجم عن الطائرات الورقية الآن سينتهي مع انتهاء فصل الصيف، ففي الشتاء، لن يكون بمقدور الطائرات المشتعلة أن تشعل الحرائق، لكن بالتأكيد يمكنها أن تفعل شيئا آخر.
ومن المؤكد بأن الطائرات الورقية الإسرائيلية المزمع إطلاقها يوم الجمعة القادم، وكذلك المناشير التي ستلقيها على مواطني غزة، لن يكون لها ولا أي تأثير على شعب الجبارين، لكن ربما أنها تحاول أن ترفع من معنويات الإسرائيليين الذين يرتعبون من الطائرات الورقية.
الغريب أن هذه الطائرات الورقية، ومع مرور الوقت يتم إجراء تحسينات تقنية أو فنية عليها، لدرجة أن يطلق على من يقوم بإطلاقها وإعدادها اسم وحدة البالونات والطائرات الورقية الحارقة "أبناء الزواوي"، كذلك أن تضاف البالونات والتي معظمها كان عبارة عن واقيات ذكرية، دخلت غزة من أجل تحديد أو تنظيم النسل، إلى الطائرات الورقية، وأن ترفق بزجاجات حارقة وربما قنابل بدائية، والأهم أن تصل إلى مدى قد وصل فعلا إلى 45 كم.
يعيد الكفاح الشعبي الفلسطيني إذاً الاعتبار للحروب الشعبية حيث كانت الشعوب تبدع في مواجهة الاحتلال الأجنبي من استخدام قنابل المولوتوف إلى الزيت الحارق إلى الهجوم على قوات المظليين الغازية بالطناجر والصحون كما فعلت نساء بورسعيد العام 1956.
ومن يدري ماذا سيكون عليه الحال في القادم من الأيام، شرط أن يستمر الكفاح الوطني الشعبي بالانسياب قدما، وكم من بعوضة أدمت مقلة الأسد، وكم من سلاح شعبي بسيط ألحق الهزيمة بأعتى الجيوش المدججة بكل أدوات القتل وبأحدث الأسلحة.
السؤال الذي سنجد أجابته واضحة بعد أيام قليلة، هو هل ستكتفي الحكومة الإسرائيلية بالرد على الطائرات الورقية الفلسطينية عبر مثيلتها الطائرات الورقية الشعبية الإسرائيلية، أم أنها ستظل تواجه صدور الفلسطينيين العارية برصاص القتل، والطائرات الورقية الفلسطينية بالطائرات الحربية الحقيقية. أما إن استمر مواطنو غلاف غزة بالرد على "جيرانهم بالمثل"، فربما يفتح هذا الفصل من المواجهة بابا ظل مغلقا، وهو أن يدخل المواطنون على الجانبين على خط المواجهة المباشرة، بما يجعل من لغة التخاطب بينهما أكثر واقعية، فيتم الرد على ما تخطط له عائلة هدار غولدين واورون شاؤول من نشر بوستات على المواقع لإعادتهما إلى ذويهما، بالمطالبة بالإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين بمن فيهم عهد التميمي، وفتح طريق عودة اللاجئين إلى وطنهم، وفق شعار مسيرة العودة نفسه، فالحرية حق إنساني لا يمكن اجتزاؤه، وإذا كان من الطبيعي أن يشمل هذا الحق القليل من الإسرائيليين فلا بد له أن يشمل الكثير من الفلسطينيين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الطائرات الورقية حرب الطائرات الورقية



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday