الرئيس الأسوأ في البيت الأبيض
آخر تحديث GMT 18:41:05
 فلسطين اليوم -

الرئيس الأسوأ في البيت الأبيض

 فلسطين اليوم -

الرئيس الأسوأ في البيت الأبيض

رجب أبو سرية
بقلم : رجب أبو سرية

التردد الذي أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه التأجيل التقليدي بتنفيذ قرار الكونغرس الخاص بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، يظهر أن الرجل قد اتخذ القرار على مضض، وأنه متحمس وشغوف جدا بنقل السفارة فعلا، وأن الشعار الانتخابي لم يكن بقصد الحصول على أصوات الناخبين فقط، وأن قرار التمديد للتجميد يقتصر فقط على الوقت الحالي، لأنه من غير المناسب البدء بإجراءات نقل السفارة في الوقت الذي تتزايد فيه احتمالات انطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 

أي أن اتخاذ القرار بوقف تنفيذ قرار الكونغرس المتخذ منذ العام 1995، مقابل انطلاق المفاوضات، التي يعني تعثرها – مثلا – فتح الباب لعدم قيام ترامب باتخاذ القرار المعطل لتنفيذ قرار الكونغرس، وهذا يعتبر بمثابة سيف يوضع على رقبة القيادة الفلسطينية، حتى تقبل بإجراء المفاوضات دون شروط.

ولأن مدة القرار الرئاسي هي ستة أشهر، فان ذلك يعني أن الرئيس الرابع – بعد بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما - الذين اتخذوا القرارات المتتابعة منذ العام 95 حتى نهاية العام الماضي، بشكل تلقائي دون أن يرافق ذلك أي جدل أو اهتمام، لا يعني أن ترامب سيحذو حذوهم خلال فترة رئاسته التي تمتد أربعة أعوام - أي ثماني فترات توجب قرارات مشابهة بالخصوص - قد تمتد أربع سنوات أخرى، تتطلب ثماني قرارات تعطيل بتنفيذ قرار الكونغرس.

بعد ستة أشهر، ليس هناك أية ضمانة بأن ترامب سيعود لاتخاذ قرار يؤجل فيه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، حتى لو جرت المفاوضات بشكل حسن، وهنا علينا أن ننتبه إلى أن الكونغرس اتخذ قراره آنف الذكر العام 1995، أي بعد توقيع اتفاقات أوسلو وفي وقت إنشاء السلطة، وحين كانت المفاوضات جارية بمتابعة المراحل التالية من إعلان المبادئ، ما يعني أن سيف ترامب سيبقى مشرعا في وجه المفاوض الفلسطيني.

وفي الحقيقة فإن ترامب الذي يواجه أكثر من ملف صعب، في مقدمتها الملف الكوري، ثم الإيراني، فالملف السوري والعراقي، مع تشابك كل هذه الملفات، إلى جانب علاقة غير حسنة، آخذة بالتدهور مع الحليف التاريخي الأوروبي، ولعل ما حدث بين ترامب وإنجيلا ميركل، وحتى مع الرئيس الفرنسي، إشارة واضحة إلى أن الثنائي: ألمانيا - فرنسا، عاقد العزم على المضي قدما بالاتحاد الأوروبي، وأن الاختراق الأميركي في بريطانيا يمكن معالجته، فهناك انتخابات على الأبواب لو خسرها حزب المحافظين فإن وضع ترامب في أوروبا سيزداد سوءا، ولو نجح المحافظون، هناك اسكتلندا التي تتحفز للرد على التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالعودة للاستفتاء على الخروج من المملكة المتحدة.

في الحقيقة إن زعامة أميركا للعالم في مرحلة تحدٍ صعبة جداً، لم تواجه مثيلاً لها منذ انتهاء الحرب الباردة، قبل نحو ثلاثة عقود، وليس هناك من يسلم قياده لواشنطن دون تحفظ وبكل سهولة غير العرب، أما إسرائيل فإنها دائما تقبض الثمن غالياً من واشنطن، وإسرائيل على درجة عالية من البراغماتية السياسية، فهي لو رأت بأن روسيا أو الصين باتت نداً أو أكثر تأثيراً في المنطقة والعالم من أميركا ستتحول فورا للتحالف معهما، تماما كما نقلت بعد الحرب العالمية الثانية تحالفها من لندن إلى واشنطن.

وكان يمكن أن يكون هناك توازن في العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وحتى الصين إبان الحرب الباردة، لكن النظام الشيوعي كان هو الحائل، الذي يرى في إسرائيل دولة صنيعة الاستعمار، في الوقت الذي كان فيه حليفا لحركات التحرر في العالم ومنها حركة التحرر الفلسطينية.

بقدر ما كان عدم اتخاذ ترامب القرار بنقل السفارة - هنا القرار الموجب اتخاذه هو إصدار قرار رئاسي يقول صراحة بتأجيل تنفيذ قرار الكونغرس ستة أشهر، أما عدم اتخاذ القرار فيعني الشروع بتنفيذ قرار سلطة التشريع - يعني إغلاق الطريق على المفاوضات، ودفع المنطقة إلى حالة من الفوضى وتصعيب الأمور على أصدقاء واشنطن من العرب والمسلمين، فان اتخاذ القرار يزج بالقيادة الفلسطينية إلى مفاوضات صعبة وشاقة جداً.

رغم أن موعد انطلاق المفاوضات يقترب إلا أن واشنطن تتبع سياسة الحذر حول تفاصيلها، لكن المبعوث الأميركي الخاص جيسون جرينبلات الذي زار تل أبيب ورام الله بعد يومين من زيارة ترامب، استمع من الطرفين لما يريانه أسساً لبدء التفاوض وما هي توقعاتهما، لتشير التقديرات إلى أن واشنطن اقرب لصياغة إعلان مبادئ قابل للنقاش.

أما على الجانب الإسرائيلي فان الاستعدادات في كافة الاتجاهات بدأت، ومنها مواجهة مواقف الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي وفي مقدمتها حزب البيت اليهودي واحتمال انسحابه من الحكومة، بعرض توسيع الائتلاف بضم المعسكر الصهيوني، خاصة أن تسيفي ليفني التي لها علاقة سابقة بهذا الملف، مع أولمرت ومع نتنياهو متحمسة جداً للفرصة، كذلك يبدو شريكها أسحق هيرتسوغ، ولكن لابد من تخطي هذا الشهر للوقوف على ما ستسفر عنه انتخابات حزب العمل الداخلية.

ولأن نتنياهو يدرك أنه في موقف مريح فقد بدأ إطلاق تصريحاته "التفاوضية" ليخلق لها أجواء تسهم في تحديد إطار لها يكون في صالحه، حيث طالب بإبقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على الضفة الغربية - ليس على غور الأردن، كما اعتادت إسرائيل القول - وهكذا فإنه دون رد فلسطيني بإنهاء الانقسام مثلا وبتحريك الشارع في تظاهرات سلمية شعبية حاشدة، تكمل مسيرة الأسرى الناجحة، فان وجود رئيس كترامب في البيت الأبيض من السهل تحريضه إسرائيليا ضد الجانب الفلسطيني، كما حدث وتأثر بالفيلم المفبرك الذي عرض عليه في إسرائيل، فان مفاوضات صعبة جدا آتية، كما أن سنواتٍ أربعاً عجافاً قادمة مع رئيس هو الأسوأ من بين العديد من الرؤساء الأميركيين الذين جاؤوا بعد رونالد ريغان منذ ثلاثة عقود خلت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الأسوأ في البيت الأبيض الرئيس الأسوأ في البيت الأبيض



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday