هل من أمل أخير بالمصالحة
آخر تحديث GMT 18:01:10
 فلسطين اليوم -

هل من أمل أخير بالمصالحة ؟ !

 فلسطين اليوم -

هل من أمل أخير بالمصالحة

بقلم : رجب أبو سرية

بعد التوقف عن متابعة ملف المصالحة الداخلية على أثر عملية تفجير موكب رئيس الحكومة د.رامي الحمد الله، منتصف آذار الماضي، عادت بارقة الأمل مجدداً مع الدعوة المصرية الموجهة لحركة حماس للذهاب إلى القاهرة من أجل بحث هذا الملف مع وفد حركة فتح، ورغم أن هذا الخبر بحد ذاته يجيء كالقشة التي تقدم للغريق، ورغم عدم التفاؤل بأن تحدث جولة الحوار المتوقعة اختراقاً في الملف الثقيل على صدور الفلسطينيين، إلا أن مجرد حدوثها، يعتبر فعلاً إيجابياً، لأنه يعني بأنه لم يتم إغلاق الباب نهائياً أمام إنهاء الانقسام الداخلي، هذا أولاً، وثانياً، أنه بالنظر إلى فشل الإدارة الأميركية في توفير الظروف بعد جولة مبعوثيها الأخيرة إلى المنطقة بإعلان صفقة العصر، فالخطوة تعني أن الملف الفلسطيني السياسي قد عاد إلى حالة ترقب لكافة الأطراف بانتظار حدث ما، يمكنه أن يعيد ترتيب عناصر المعادلة.

نقول إن مجرد الإبقاء على بارقة الأمل بإنهاء الانقسام يعتبر أمراً ايجابياً، بالنظر إلى حالة الانهيار الإقليمي التي تراجعت بحالة الاهتمام والإسناد العربي لملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، لكن صد المحاولة الأميركية لفرض الحل النهائي لذلك الملف دون تحقيق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، قد درأ الشر، وإن كان إلى حين، كذلك فإن هذه الخطوة الايجابية تسجل إلى مصر، التي تظهر حنكة في السياسة غير مسبوقة، فهي تقوم براعية قومية للملف الداخلي الفلسطيني دون صخب، هذا رغم أن تحريك ملف المصالحة قد جاء بمناسبة إسناده للواء احمد عبد الخالق صاحب الخبرة الطويلة في هذا الملف والذي يتمتع بقبول من كل الأطراف الفلسطينية.

وفي الحقيقة، فإن مصر، بأناة وصبر وبعيداً عن الشعارات، نجحت في "تقريب" حركة حماس منها خلال الفترة الماضية، وإبعادها كثيراً عن الدول التي كانت تتعامل مع الحركة كما لو كانت في جيبها، وبسبب هذه السياسة المصرية، التي أشعرت "حماس" رغم الانقسام الداخلي، بأنها ليست منبوذة ولا تقف وحدها، جعلتها أكثر قدرة على اتخاذ قرارها من داخل قطاع غزة بالتحديد، بعد أن كانت عدة عواصم تحدد بقدر كبير طبيعة قرار الحركة من طهران إلى الدوحة وأنقرة، مروراً بدمشق في فترات سابقة.

بعد توقف ملف المصالحة منتصف آذار الماضي، ظنت واشنطن بأن الوقت قد حان لإعلان صفقة العصر، وأنه بات ممكناً استبدال ملف الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، بملف قطاع غزة الإنساني، وأنه يمكن بهذه الطريقة أو تلك إدخال "حماس" في اللعبة كبديل عن السلطة الشرعية، من خلال ضم صفقة العصر لملف غزة الإنساني، لكن إعادة ملف المصالحة للتداول مجدداً، يغلق هذا الباب ويعيد حالة الإحباط لواشنطن مجدداً، وهذا ظهر من خلال الحديث مؤخراً عن أن الإدارة الأميركية ستضطر إلى تعديل الصفقة فيما يتعلق بملفي القدس واللاجئين، وباحتمال إشراك الاتحاد الأوروبي لاحقاً من أجل تمريرها.

 ورغم أنه من غير المتوقع أن يحدث الاختراق المأمول سريعاً، أو من خلال إحدى هذه النوافذ التي فتحت فجأة، أي بعد عودة جاريد كوشنير بخفي حنين من جولته في المنطقة، وكان السبب في ذلك هو ثبات الموقف السياسي الرسمي الفلسطيني على رفض الصفقة، ورفض الرعاية الأميركية للحل، وحتى رفض استقبال أو مقابلة الموفد الأميركي.

بعيداً عن ما يقال عبر وسائل الإعلام من قبل رام الله بضرورة تمكين الحكومة تماماً في غزة، ومن قبل "حماس" بإلغاء ما تعتبره إجراءات عقابية تجاه غزة، قبل الشروع بالدخول في جولة جديدة من البحث في إنهاء الانقسام، فإن هناك حلولاً ممكنة حتى للملف الأمني الشائك، كما قيل إنه اقتراح بدمج كل المجموعات المسلحة ضمن قوات الأمن الوطني التي مهمتها هي الدفاع عن الحدود الخارجية لقطاع غزة، وبذلك نزع أي احتمال لتدخلها لاحقاً لحسم أي خلاف أو صراع سياسي داخلي كما حدث عام 2007 .

بعد ذلك تأتي تفاصيل تشكيل حكومة الوحدة والتحضير للانتخابات وما إلى ذلك، المهم هو رص الصفوف الداخلية قبل فوات الأوان بالكامل على طرفي الخصام الداخلي، ولأنه تأكد منذ أكثر من عشر سنوات بأن إرادة إنهاء الانقسام إنما هي الإرادة الوطنية الحقة، التي تواجه الرغبة الإسرائيلية بالإبقاء عليه واستمراره، فإن إنهاء الانقسام أولاً، ثم فرض كل مظاهر السيادة والتحرر من الاحتلال على قطاع غزة، أمر يعزز من فرص تحقيق المشروع الوطني المتمثل بإقامة الدولة المستقلة الموحدة، في الضفة الغربية وقطاع غزة بعاصمتها القدس.

ومن كان يظن أنه يمكن تحقيق هذا الهدف بغير الكفاح الوطني فهو واهم، وإنهاء الانقسام هو الطريق النظيف لإنهاء معاناة غزة الإنسانية، وليس أي مقترح دولي أو إقليمي آخر، لأن إدارة قطاع غزة من قبل الشرعية الفلسطينية والكل الوطني، سيجعل منه قاعدة قوية لمتابعة الكفاح الوطني من أجل دحر الاحتلال عن كل الأرض الفلسطينية المحتلة.

ولأن غزة أيضا لديها من مقومات الحياة ومن ثروات الطبيعة الشيء الكثير، فإنه يمكنها في حال تمت إدارتها كما يجب من قبل سلطة شرعية ومعترف بها إقليمياً ودولياً، والأهم أنها محل إجماع وطني والتفاف شعبي داخلي، أن تتحول إلى "فيتنام شمالية" تقود معركة تحرير الضفة الغربية والقدس، إن كان عبر الدعم السياسي وحتى المالي الناجم عن الاستثمار الداخلي أو عبر النشاط الدبلوماسي الذي ستقوده سلطة لا تضطر إلى أخذ الإذن من الاحتلال في كل تحركاتها واتصالاتها مع الخارج. بهذا المعنى نقول إن إنهاء الانقسام ونقل مقر قيادة السلطة إلى غزة المحررة من شأنه أن يرفع من سقف الكفاح السياسي على كافة المستويات، لذا فإن إنهاء الانقسام يعتبر أول بند على أجندة الكفاح الوطني، بكل وضوح وبكل بساطة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من أمل أخير بالمصالحة  هل من أمل أخير بالمصالحة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday