بقلم : أسامة الرنتيسي
لم يسعف المخزون اللغوي والثقافي والسياسي وزيرة السياحة لينا عناب في وصف دولة الكيان الصهيوني إلا بقولها “أولاد العم”.
جاء وصف وزيرة السياحة في أكثر من موضع بمحاضرتها التي ألقتها في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي، خاصة عندما أجرت مقاربة بين القطاع الفندقي في الأردن ودولة الكيان.
طبعا؛ ليس من باب التصيّد، ولا محاولة لإثارة العواطف، وكم تمنيت أن يكون ما نقل لنا وسمعناه غير صحيح، لكن بعد التيقن بأن الوزيرة اقترفت هذه السقطة السياسية، نقول لها بالفم المليان لسنا أبناء عمومة وهم كيان احتلالي عنصري توسعي استيطاني يقتل شعبنا الفلسطيني، ولا يتورع عن قتل كل عربي يرفض هذا الكيان.
وزيرة السياحة، او أي وزير سياحة، أهم الصفات التي يتمتع بها يجب ان تكون الكاريزما والشخصية الجذابة وملَكة اللغة الساحرة حتى يستطيع ان يقدم بلدنا سياحيا بالصورة التي تستحقها، اما وزيرتنا العبقرية التي تلعثمت في سطرين، ومخارج الحروف عندها غير مفهومة، لم تجد مصطلحا تصف به القتلة في إسرائيل إلا “أولاد العم” فهذه لغة لا تجذب سائحا، ولا تقنع إنسانا، وتكشف عقم إبداع وزرائنا.
ليسوا أبناء عمومتنا، وليست بلادهم كما أخطأ قبل فترة وزير في الحكومة المقالة عندما كان موضوع الموقف من طرد السفير الإسرائيلي من عمّان من أكثر المواضيع التي لفتت نظر الإعلام، حيث توسع يومها الوزير في الحديث عنها بالتفصيل، ولغياب الوزير السياسي عن عقل الوزير أوقعه في مطب سياسي لم يتم تداركه في بث خبر المؤتمر الصحافي للوزير في وسائل الإعلام الرسمية.
وحسب ما جاء في خبر وكالة الأنباء الأردنية “بترا” (ففي رده على سؤال حول التعامل مع الأحداث في الأقصى والمقدسات، قال الوزير إنه وفي نفس اليوم وبعد النقاش الذي جرى في مجلس النواب قام وزير الخارجية بالوكالة حسين المجالي باستدعاء السفير الإسرائيلي وحمله رسالة شديدة، لينقلها لبلاده، مؤكدا انه غادر حينها السفارة متوجها لبلاده).
شيء مفرح ان تصل رسالة شديدة اللهجة الى السفير الإسرائيلي في عمّان، لكن الشيء المستغرب أن يقول الوزير إنه غادر السفارة متوجها الى بلاده، فهي بكل القوانين الدولية، وبكل الضمائر الوطنية والشعبية، ليست بلاده بل بلادنا يا معالي الوزير.
بلادنا مهما كانت قوة وجبروت الكيان الصهيوني، بلادنا حتى لو اعترفت بها كل أمم الأرض، واعترفت بها الأمم المتحدة، وداهنت الدول الغربية، وتواطأت معها كل الدول التي تدور في الفلك الصهيوني.
لقد جاءت سقطة وزيرة السياحة التي لم نشهد أي تطور في الواقع السياحي في عهدها الميمون، لأنها مغرمة فقط بسياحة المغامرات، في أسوأ مراحل العلاقة مع الكيان الصهيوني الذي يتآمر علينا وعلى الفلسطينيين بما يسمى صفقة القرن.
اكثر الانتقادات التي واجهتها التشكيلة الوزارية، ولا تزال تواجهها حتى الآن، هو غياب النكهة السياسية عن الفريق الوزاري، إضافة الى غياب المطبخ السياسي والوزير المسيّس، وستثبت الأيام صوابَ هذا الرأي مع أننا نمر في مرحلة سياسية في غاية الحساسية، وظروفها صعبة جدا، ولا تحتمل التدريب والتجريب.
الدايم الله…..