بقلم - أسامة الرنتيسي
ومرثا جريسات هي ام نصف الفحيص، وأمي انا التي على ايديها تنفست الحياة.كانت مرثا حاملة بمولودها الاول في شهرها التاسع عندما حضرت ولادتي فهي القابلة الوحيدة في مدينة الفحيص قبل 50 عاما، وما بين ولادتي وولادة ابنها البكر الدكتور المهندس عاطف جريسات شهر واحد.
لم تتكاسل يوما على مساعدة كل نساء الفحيص لحظة الولادة، وبقيت اسما مرسوما على كل شهادات الميلاد “القابلة القانونية مرثا سالم جريسات”.
ماتت ام عاطف، السيدة التي اعطت الحياة لشباب وصبايا الفحيص قبل ان يعرف الناس المستشفيات.
ماتت مرثا الانسانة التي بقيت محتفظة بابتسامتها ووقارها، وكانت هيبة المركز الصحي في الفحيص عندما كانت للمراكز الصحة (العيادة) هيبة ووقار.
ام عاطف جارتنا وصديقة والدتي (اطال الله عمرها) في الفحيص البلد عندما كان الناس يعيشون في الزمن الجميل، كانت تناديني ونحن صغارا لا نترك حارات البلد “تعال ولا انا اللي ولدتك..” وتطلب مني ان اشتري لها شيئا من بقالات الفحيص.
مرثا سالم جريسات أم عاطف موجود اسمها وروحها في كل بيت فحيصي.
عليها الرحمة ولروحها الخلود ولاهلها وابنائها وبناتها ولنا جميعا حسن العزاء.