من دون حسن نوايا…من هو العبقري من قادة الإخوان المسلمين أو اي طرف اخر الذي طلب رفع علم قطر في مسيرة وسط العاصمة عمان المتضامنة مع يوم الغضب للأقصى فخسّر الجماعة نقاطا كان ستحسب لهم من جراء خروج عدة آلاف في المسيرة، ولفت الأنظار إلى العلم أكثر من هتافات المسيرة.
ما المطلوب أن يفعله الفلسطينيون أكثر من ذلك…ثلاثة شهداء قضوا ومئات الجرحى نزفت دماؤهم على بوابات القدس والأقصى في يوم الجمعة وفي شهرين من عمر الهبة الشعبية في القدس وبعض المدن الفلسطينية، استشهد فيها ما يقارب المئة شهيد، أعمار معظمهم أقل من 18 عاما، و 12 ألف جريح ومصاب وأكثر من 1500 أسير ومعتقل في سجون الاحتلال.
بعد ثلاثة شهداء ويوم غضب فلسطيني يخرج علينا رئيس السلطة محمود عباس يعلن وقف الاتصالات مع الكيان الصهيوني، في خطوة لم يفعل مثلها من قبل، برغم مرور أكثر من شهرين على الهبة الشعبية، ولم تتقدم السلطة الفلسطينية بفعل مساند لها، بل استمر التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وحال الفصائل الفلسطينية الأخرى – بفتح الألف – ليس أفضل بكثير، فالمساندة خجولة، ولا تتجرأ على الإعلان رسميا عن المشاركة في الهبة، ومعظمها ينتظر موقف السلطة حتى لا تخسر امتيازات هزيلة.
منذ سنوات والفلسطينيون يدفنون رؤوسهم في الرمال، ويتواطؤون مع الخراب، وأصبح الحديث عن الدولة المستقلة كذبة، والقدس تختفي معالمها العربية، ويزحف الاستيطان على الأرض ليحاصر بقايا المدن والقرى.
المطلوب ـ بكل تواضع ـ هو دفع الأمور نحو مزيد من التأزيم. ونحو حافة الانفجار، حتى لا تذهب دماء الشهداء الذين يسقطون يوميا بالمجان.
الخطوة الأولى هي وقف المفاوضات نهائيا، والقول علنا إنها كانت مفاوضات عبثية، وأنها شكلت ستارا لمواصلة الأعمال الإسرائيلية العدوانية.
والثانية، وقف التنسيق الأمني فورا مع الاحتلال الإسرائيلي، لأن بقاءه في هذه الظروف لا يمكن وصفه بأقل من خيانة لطموحات وأحلام وشهداء الشعب الفلسطيني.
والثالثة، وقف حركة حماس خطوط الاتصالات السرية جميعها مع الإسرائيليين عبر مفاوضين ألمان وغيرهم.
والرابعة، تجديد حالة الاشتباك السياسي مع المشروع الصهيوني من جذوره والإعلان رسميا عن وفاة اتفاقات أوسلو، التي لا يعترف بها الكيان الصهيوني أصلًا.
وخامسا، النضال الفلسطيني في الخارج بترجمة إعلان دولة فلسطين على الأرض حكومة وبرلمانا وتمثيلا خارجيا.
والخطوة السادسة، والأهم، العودة إلى الشارع الفلسطيني ومصارحته ومكاشفته بالحقائق، والخلاص من الانقسام والتشرذم والفصائلية التي تجاوزتها أوجاع الشعب الفلسطيني.
لنتفكر بهدوء أكثر، فبعد فشل المشروعات السياسية في المنطقة جميعها، وبعد تحول بعض دول الربيع العربي إلى دول فاشلة، أو في طريقها إلى الفشل، وبعد توقعات الـ CIA على لسان مدير سابق بزوال دولتين عربيتين مركزيتين (سورية والعراق).
في ظل انتظار خرائط جديدة للمنطقة، ودول طائفية وعرقية في طريقها إلى الإعلان، وفي ظل الفشل الذي يسكن عقول العالم العربي منذ أربع سنوات عجاف، وبعد أن أصبحت قضية العرب المركزية (القضية الفلسطينية) سادس أو عاشر القضايا المطروحة على سلم أولويات العرب (حكاما وشعوبا)، وغابت عن أولويات دول الإقليم والعالم الغربي، ماذا تبقى لبقايا القيادات والفصائل الفلسطينية حتى تستمر الخلافات، لا بل تزداد اتساعا يوما بعد يوم، وقد تحولت إلى خلافات شخصية، أكثر منها وطنية.؟!