مهما يكن حجم الجريمة التي ارتكبها الرئيس الأمريكي ترمب بحق القدس.. فرب ضارة نافعة.
العالم جميعه، دوله وشعوبه؛ منذ الأربعاء، السادس من ديسمبر، يوم أعلن ترمب قراره، لم تقدم دولة غير إسرائيل على تأييد القرار، بينما هناك غضب عالمي من رعونة وهوج القرار، ومخاطره على السلم العالمي.
والأهم، أن التحرك الرسمي والشعبي، العربي والإسلامي والعالمي يتعزز يوما بعد يوم ويتطور، في مصلحة الشعب الفلسطيني الجاهز دوما لتقديم التضحيات والشهداء انتصارا للقدس، قضيته المركزية الأولى، ورمز وجوده وكفاحه.
ومن يتابع أخبار العالم، يندهش من حجم التأييد للقضية الفلسطينية التي عادت بقوة إلى واجهة الأحداث، واهتمام العالم، بحيث غطت على النزاعات والحروب في بقاع الأرض كلها. وهذا هو الوضع الطبيعي، فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، وأحرار العالم، والقدس هي قضية العالمين الاسلامي والإنساني.
هل كان يخطر في ذهن أحد أن يرتفع صوت وزير الدفاع الماليزي، هشام الدين حسين، معلنا أن جيش بلاده مستعد دائما لتولي “مهمة ما من أجل قضية القدس”.
وزراء الخارجية العرب اجتمعوا في القاهرة وكانت لغة الكلمات من الوزراء العرب غاضبة إلى أبعد الحدود، وهناك خطة عمل أردنية طرحت في الاجتماع ترتكز على خمسة محاور
أولا: التحرك مع المجتمع الدولي ومؤسساته لتأكيد بطلان قرار الاعتراف وآثاره.
ثانيا: العمل على الحؤول دون اتخاذ أي قراراتٍ مماثلة.
ثالثا: اعتمادَ منهجية لتوضيح أخطار المساس بالقدس والوضع التأريخي والقانوني القائم فيها عالميا.
رابعا: تشكيل وفد وزاري يزور العواصم المؤثرة كلها ويعمل جادا مع المجتمع الدولي ومؤسساته على التحرك فورا لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967.
خامسا: حثَ المجتمع الدولي ومؤسساته على الاعتراف بهذه الدولة. حيث لن تؤدي المماطلة في تحقيقها إلا في زيادة البؤس، وتوتيد اليأس، وتأجيج الصراع، وتقوية التطرف، وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
خطة مقبولة حتى اليوم، لكنها غير كافية في الأيام المقبلة عندما يتطور التحرك الشعبي الأردني والعربي والإسلامي، وعندما يتعملق التحرك الفلسطيني.
تخيلوا لو جاء الرد العربي في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية اعتراف رسمي بالإجماع أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المنتظرة، فمثلما اعترف ترامب بأن القدس عاصمة لدولة إسرائيل، فإن العرب دولا وحكاما وشعوبا يعترفون بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.
طبعا؛ لن تتألم الولايات المتحدة وإسرائيل كثيرا من التحرك العربي والإسلامي اللفظي والغاضب، بل تتألمان عندما تتعرض مصالحهما الكثيرة للخطر، في الدول العربية والإسلامية، وتهديد شرفاء الأمة والعالم الحر بقطع العلاقات، ووقف التعاملات التجارية والتعاقدية معهما، وطرد سفرائهما من عواصمهم…
الدايم الله….