الشريك المخالف
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

الشريك المخالف

 فلسطين اليوم -

الشريك المخالف

بقلم : سليمان جودة

 

إذا انطبق قول «الشريك المخالف» على رجل سياسة فى العالم هذه الأيام، فلن ينطبق إلا على ڤيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر.

ذلك أن المحكمة الجنائية الدولية ما كادت تُصدر مذكرة اعتقال فى حق بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة التطرف فى تل أبيب، ومعه يوآف جالانت، وزير دفاعه السابق، حتى كان «أوربان» قد سارع يدعو نتنياهو إلى زيارة العاصمة المجرية بودابست، وهو لم يوجه إليه الدعوة وفقط، وإنما تعهد بأنه لن يعتقله مهما كان!.

المشكلة أن المجر من الدول التى وقّعت على «نظام روما الأساسى»، الذى نشأت على أساسه المحكمة، وبالتالى، فالحكومة المجرية مُلزمة بالأخذ بما تقول به كل مذكرة تصدر عن المحكمة، وليس فقط الأخذ بمذكرة اعتقال رئيس حكومة التطرف الإسرائيلية.
ولو أننا رجعنا إلى ما قاله جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، بعد صدور المذكرة عن المحكمة بساعة واحدة، فسوف نكتشف أنه قال إن دول الاتحاد جميعها أعضاء فى المحكمة، وإنها لهذا السبب مُلزمة بأن تعتقل نتنياهو أو جالانت إذا ما دخل أى منهما أى دولة من دول الاتحاد.

ومن بعدها توالت البيانات الصادرة من العواصم الأوروبية ترسخ هذا المعنى وتؤكده، فقرأنا بيانات تستجيب لكلام «بوريل» فى هولندا وإيطاليا وسويسرا وغيرها من عواصم الاتحاد.. وجميعها راحت تتعهد باعتقالهما معًا، أو اعتقال أيهما إذا سنحت الفرصة.. إلا بودابست التى أبت إلا أن تكون فى مربع الشريك المخالف.

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يمشى فيها «أوربان» فى هذا الطريق، فيخالف بما يقوله ويفعله كل عواصم أوروبا، رغم أنه عضو كامل العضوية معها فى الاتحاد.. فمنذ أطلق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الحرب على روسيا فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، ورئيس الوزراء المجرى لا يترك مناسبة تجمعه مع قادة الاتحاد، إلا ويتعمد أن يبدو فيها أقرب إلى موسكو منه إلى عواصم القارة الأوروبية من حيث موقفها المضاد لروسيا فى الحرب.

كان ولا يزال يفعل ذلك، وكان قادة الاتحاد يحاولون فى كل مرة احتواءه حفاظًا على تماسك الاتحاد من ناحية، وخشية من تطور الأمر بينهم وبينه من ناحية ثانية إلى ما هو أبعد من مجرد الخلاف فى الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية. ولكن إذا جاز أن يكون موقفه من الحرب الروسية الأوكرانية مقبولًا، فموقفه من مذكرة المحكمة يظل مجردًا من الإنسانية بكل معانيها.. لكن انعدام إنسانيته يعوضه أن «بوريل» انتقد كل دولة تمتنع عن دعم مذكرة المحكمة، وهذا فى حد ذاته تحوّل غير مسبوق فى سياسة الاتحاد الأوروبى تجاه إسرائيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشريك المخالف الشريك المخالف



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday