تجربة الكويت لا ماليزيا
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

تجربة الكويت.. لا ماليزيا!

 فلسطين اليوم -

تجربة الكويت لا ماليزيا

بقلم-سليمان جودة

فى لقاء مع مسؤول رفيع فى الدولة، قبل أيام، ذكر، والدهشة تملأ معالم وجهه، أنه أزعجه أن يعرف أن الخضار والفواكه تأتى من الصعيد إلى سوق العبور، ثم تعود مرةً أخرى إلى المستهلك فى الصعيد نفسه، من خلال تجار الجملة والتجزئة!

وقد انزعج المسؤول الرفيع مرتين: مرة لأن ذلك يضاعف السعر على المستهلك دون أى مبرر، ومرة ثانية لأن تغيير هذا الوضع المائل خارج نطاق عمله وليس فى اختصاصه.. والمؤكد أنه قد نقل الأمر إلى الحكومة، لعلها تتصرف وفق ما تراه!

وفى لقاء مع المهندس شريف إسماعيل، وقت أن كان على رأس الحكومة، كنت قد دعوته إلى الأخذ بفكرة الأسواق العامة، التى تنشأ على مستوى كل منطقة أو كل حى، ليوم واحد، وتعرض السلعة على المستهلك عن طريق المنتج بشكل مباشر.. إنها فكرة تعرفها دول كثيرة، وقد رأيتها فى أكثر من عاصمة، وهى لا تحتاج سوى الرغبة فى رفع الأعباء عن المستهلكين، ثم إرادة جادة تبدأ فى تطبيق الفكرة وتنظيمها!

وقبل أسبوع كان الدكتور على المصيلحى يتحدث أمام لجنة فى البرلمان فقال ما يعنى أن وضع تسعيرة جبرية مخالف للدستور، وأن تجربة ماليزيا فى الجمعيات التى توفر السلع للمواطنين ربما تكون مفيدة، وأنه يدعو إلى دراستها واستدعائها هنا على أرضنا!

ولا أعرف ما هى هذه التجربة الماليزية التى يتحدث عنها الدكتور المصيلحى وتعجبه، فهو لم يشرح شيئاً عنها، ولا أشار إلى تفصيلة فيها تنفعنا، ولكن ما أعرفه أنه الوزير المختص بالموضوع، وأن حديثه عن مخالفة التسعيرة الجبرية للدستور معناه أن لسان حاله وهو يخاطب المستهلك يكاد يقول: التسعيرة غير الجبرية أمامك، والبحر من خلفك.. ولا مفر!

ولو خطف الوزير رِجْله إلى الكويت، فسوف يعود بعد ساعتى سفر، وفى يده تجربة ممتازة عندهم اسمها الجمعيات التعاونية.. فهى موجودة فى كل حى دون استثناء، وهى تنشأ عن طريق أسهم يشتريها أبناء الحى أنفسهم، ولذلك فلابد أن يكون المواطن الكويتى من بين سكان المنطقة ليشترى سهماً فى الجمعية أو أكثر، وفيها تُباع كل السلع على درجة عالية من الجودة، وتحت رقابة من الدولة، وبهامش ربح قليل ومحدد مسبقاً، ولا سبيل لتجاوزه أو القفز عليه، وفى آخر كل سنة تُوزع أرباح على مساهميها، وبامتداد العام تُنظم لهم رحلات ويتم منحهم هدايا!

لسنا فى حاجة إلى تجربة ماليزية فى أقصى شرق آسيا قد لا تكون مناسبة، فتجربة الكويت الناجحة على مرمى حجر، والمستهلك الصعيدى الذى يشترى الفاكهة بعد مرورها على سوق العبور يستحق أن نبحث من أجله عن التجارب الناجحة، وأن نضعها بين يديه، وأن نجعله يحصل على حاجته من السلع دون وسطاء يبيعون فيه ويشترون، بدلاً من طريقة جحا وهو يدور بيده اليمنى من وراء رأسه ليصل إلى أذنه الشمال!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة الكويت لا ماليزيا تجربة الكويت لا ماليزيا



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday