بقلم-سليمان جودة
وضع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إمضاءه، أمس الأول، على مشروع قانون كان الكونجرس فى واشنطن قد مرره صيف هذا العام لتكريم السادات.. وبهذا أصبح المشروع قانوناً نافذاً يمنح بطل الحرب والسلام، الميدالية الذهبية للكونجرس، تقديراً منه وتحية إلى الرجل الذى «عاش من أجل المبادئ ومات من أجل السلام».. وهذه العبارة الأخيرة هى التى بالمناسبة أوصى السادات بنقشها على قبره، عندما سأله مذيع أمريكى عما يحب أن يكون مكتوباً على مثواه الأخير!
وهذا التكريم العابر للبحار ليس جديداً ولا مفاجئاً، فلقد جرى تكريم صاحب نصر أكتوبر مرات ومرات، وحصل فى حياته على أعلى جائزة فى العالم، هى جائزة نوبل للسلام، وخصصها عند حصوله عليها للإنفاق على قريته ميت أبوالكوم، وجرى تخصيص منح دراسية كثيرة تحمل اسمه فى الجامعات الأمريكية، ووصل الأمر معه إلى حد الكلام أيامها عن أنه لو رشح نفسه فى السباق إلى البيت الأبيض فسوف يفوز!
وهذا ما لم يحدث مع أى رئيس غير أمريكى على الإطلاق!
أما قيمة التكريم هذه المرة، فهى أنه يأتى قبل أيام من مرور مائة عام على مولده، ففى الخامس والعشرين من هذا الشهر سوف تكون مائة سنة قد مرت على مجيئه إلى الدنيا، وسوف يكون على بلده أن يعطيه التكريم الذى يليق باسمه، وبإنجازه، وبعبقريته، وسوف يكون على القاهرة أن تقول، وبأعلى صوت، إنها أولى به من العاصمة الأمريكية، وإنه لولاه لكان حال سيناء فى هذه اللحظة هو حال الجولان!
وقبل أيام قليلة كانت مدينة شرم الشيخ تستقبل ثلاثة آلاف شخص، جاءوا ضيوفاً على منتدى أفريقيا ٢٠١٨، ومن قبل كانت شرم نفسها قد استقبلت عدداً مماثلاً، وربما أكبر، فى منتدى شباب العالم، وكانت المدينة التى اشتهرت بأنها مدينة السلام، حديث العالم فى المناسبتين، كما كانت حديثه فى مناسبات مشابهة سابقة، وكما ستكون بالضرورة حديثه أيضاً فى مناسبات لاحقة!
وكان الأمر لافتاً هناك.. فكلما صعد ضيف من ضيوف المنتدى الأفريقى على المنصة مخاطباً الحاضرين، راح يتغزل فى جمال شرم التى ربما لم تقع عيناه على مدينة فى روعتها من قبل!
وكان هناك رجل غائب حاضر فى كل المرات، التى كانت فيها شرم حديثاً لإعلام العالم.. وكان هذا الرجل اسمه أنور السادات، الذى لولاه مرة أخرى، ولولا الجيش المصرى البطل من ورائه، ما كانت هذه شرم التى نعرفها ونراها، ويعرفها ويراها عاشقوها بامتداد بلاد الأرض!
الخامس والعشرون من ديسمبر من هذا العام هو مئوية بطل.. مئوية رجل قال عنه هيلموت شميت، مستشار ألمانيا الأشهر، إنه يفتقد عقل السادات كلما واجه العالم مشكلة كبرى فى أى مكان!.. مئوية يمثل صاحبها قيمة عالية بين القيم!
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع